ميثاق الشرف الإعلامى لابد أن يصدر عن طريق هيئة مستقلة مشكلة من أصحاب المهنة نفسها تحقيق: عبير سرى يبدو أن صناعة الإعلام فى مصر تعانى حيث بات الإعلام المصرى الخاص والحكومى محل شكوى الكثيرين هذه الأيام من كثرة الخروج على مقتضيات المهنية والموضوعية. والحديث عن إصلاح الإعلام مثل كل أحاديث الإصلاح قديما ومتجددا. فكان "للاهالي" حوار مع مستشار رئيس مجلس ادارة مدينة الانتاج الاعلامي و الاعلامي الكبير سيد الغضبان لوضع النقاط فوق الحروف في قضايا عديدة أهمها تفعيل ميثاق الشرف الاعلامي وازمة انشاء مجلس وطني للاعلام والصحافة وتقييمة للاعلام عامة.. فإلى الحوار. الاعلام يساهم في تشكيل وعي وذوق المواطن.. ما تقييمك للاعلام المصري عامة في هذه الفترة الحرجة؟ الاعلام يمر بحالة عبثية شديدة جدا وحالة من التشوش والعشوائية المرئي والمسموع لكني لا اتعرض للاعلام المطبوع لأن له رجاله وبالتحديد القنوات الخاصه لأن بها حالة من الفوضي والعشوائية فاكاد اجزم ان معظمه لا ينتسب للاعلام. لا يمكن ان اتصور ان اعلاما محايدا لا يملك فيه العاملون حريتهم واي عامل في التليفزيون من الممكن ان رئيس الاتحاد ينقله ولا احد يستطيع ان يعترض. ما رأيك في اقحام السياسة في وسائل الاعلام؟ وانشغال الاعلام بقضايا على شاكلة"أبلة فاهيتا"؟ لا مانع من اقحام السياسة في كل برنامج انما تكون سياسة بمفهومها الصحيح "كفانا شغل مصاطب".. والانشغال بأبلة فاهيتا هذا لان الاعلام يمر بحالة من العشوائية الشديدة و 90 % من الاعلام لا يسمي اعلاما ومعظم من هم يعتبرون انفسهم نجوم اعلام فهم ليسوا اعلاميين. هل فكرة انشاء اعلام رسمي يتكلم باسم الشعب والدولة وليس باسم الحكومة مرتبط بانشاء مجلس وطني للاعلام؟ هناك بنود معطلة في الدستور وهي انشاء المجلس الوطني للصحافة والاعلام وهذا المجلس في رأيي خطأ بالغ فلابد من وجود مجلس وطني للصحافه المطبوعة ينفصل عن المجلس الوطني للبث المرئى والمسموع فالصحافة المطبوعة تاريخيا استقرت اوضاعها ولديها المجلس الاعلى للصحافة نقابة الصحفيين فاما الاعلام المرئي والمسموع فلم يستقر اوضاعه بعد وهو في حاله سيولة وبالتالي لابد ان يكون مجلسا مستقلا ينظم شئونه ويكون مستقلا اسقلالا تاما ماليا واداريا وغير تابع للحكومة واعضاؤة غير قابلين للعزل فلم يلتفت لهذا ومتروك حتى الان وبالتالي فالقائمون على امر الدولة سيفاجأون انهم مطالبون باعداد ميثاق شرف وانشاء مجلس وطني للصحافة والاعلام وسيحدث ارتباك شديد لانهم سيكونون مضطرين لان يفعلوا ايا من هذه المطالب لارضاء الشعب من الناحية الشكلية وانما موضوعيا سيقعون في مشاكل كبيرة . هل ستكون هناك اليات ملزمة أو هيئات رقابية لميثاق الشرف الاعلامى ومن هي الهيئة المختصة التي من المفترض ان تضعه؟ من الحين والاخر تعلو الاصوات التى تنادى بوضع ميثاق شرف اعلامى وكأنه المنقذ من الممارسات الاعلامية الهابطة ولكن الامر يحتاج الى علاج جذرى لمشكلات الخطاب الاعلامى… ولا يستطيع احد ان يضع هذا الميثاق الا عن طريق هيئة منتخبة واعضائها من اصحاب المهنة نفسها الا وهي نقابة للاعلام المرئي والمسموع.. فنجد ميثاق الشرف الصحفي .من وضعه.؟ نقابة الصحفيين وسبق وطالبنا آلاف المرات ان يصدر قانون بمرسوم من رئاسة الجمهورية لانشاء هذه النقابة لكي تتمكن من ان تضع هذا الميثاق ولم يستجب احد فبالتالي اي ميثاق شرف ستضعه اي جهة ادارية هو ميثاق شرف فاسد غير مقبول لانه صادر من جهة غير معنية وغير مخولة بذلك . المطالب لارضاء الشعب من الناحية الشكلية وانما موضوعيا سيقعوا في مشاكل كبيرة . وما مؤهلات الاعلام والخطاب الاعلامى الناجح من وجهة نظرك؟ الاعلام الناجح هو الاعلام الذي يقدم خبرا صحيحا موثوقا وهو الذي يقدم الرأي والرأي الاخر بموضوعية وان يقدم ما هو يرتقي بالزوق العام فيجب ان ياخذ المجتمع ويشغله بالمستقبل وليس بالماضي ويجب على الاعلامي ان يؤدي هذه الرسالة على هذا النحو . و يحاول أن يكون مهنيا في حواراته، يخفي اراءه وتوجهاته، يسمع الرأي والرأي الآخر, و يرفع سقف الحوار في حدود الآداب العامة وعدم المساس بالأشخاص أو حياتهم الشخصية. في ظل المواد الدستورية وعدم نص هذا الدستور الجديد على وجود وزارة للاعلام … هل انت مع استمرارها ام لا وهل ترى انها تشكل خطرا على حرية الاعلام؟ استمرار وزارة الاعلام ليس له علاقة بحرية الاعلام وهذه هي خرافة والمهم هو مهام وزارة الاعلام اذا كانت مهام وزارة الاعلام هو القيام باعمال تخص الدولة مثل هيئة استعلامات وغيره فلا مانع من استمرارها ولكن اذا تدخلت في شأن الاعلام المرئي او المسموع واشرفت عليه هذا هو المرفوض فلا يوجد اعلام حر اكثر من اعلام لبنان ومع ذلك هناك وزارة للاعلام .. على الجانب الاخر الاردن لا يوجد بها وزارة للاعلام ورغم ذلك لاتوجد هناك حرية للاعلام . هيكل قبل ذلك اصدر قانون الغى به وزارة الاعلام موضوعا وليس شكلا حيث جعل اتحاد الاذاعة والتليفزيون جهازا مستقلا يتبع الدولة ولا الوزارة ولا الحكومة وعندما عاد صفوت الشريف حدث تعديل ومن هنا عاد تدخل الوزارة في شئون الاعلام . هل تؤيد اغلاق اي قناة فضائية بقرار ادارى؟ ليس مع اغلاق اي قناة بقرار اداري على الاطلاق وانما وفق القوانين والمعايير التي سيحددها المجلس الوطني للصحافة والاعلام ولكن القرار يعود للجمهور سواء بمتابعة القناة أو تجاهلها . وهل تعتقد ان هناك تمويلا سياسيا لبعض للقنوات الفضائية؟ 90 % من القنوات الخاصة تمويلها مشبوه فمن من رجال الاعمال يستطيع ان يتحمل خسارة 150 مليون جنيه سنويا ويدعو للريبة لأنه لايوجد قانون يلزمها بأن تفصح عن تمويلها والحل هو مراقبتها عن طريق الجهاز المركزي للمحاسبات حتى يتمكن الجمهور من معرفة اتجاه هذة القنوات . ماذا عن وجود برامج ساخرة وبالاخص برنامج باسم يوسف؟ اي برامج مقبولة طالما ملتزمة بالقواعد المهنية والبرامج الساخرة هي برامج طريفة ومقبولة .. بالنسبة لبرنامج باسم يوسف انا غير متحمس له لان باسم يوسف في هذا البرنامج اعتمد بشكل كبير على الايحاءات الجنسية الحقيرة وهذا قد يصلح في المجتمع الغربي (امريكا) اما في مجتمعنا الشرقي فهذا لا يصلح لانه له قيمة وتقاليده الخاصة وارجو من الاعلامي الانتباه لذلك ما رأيك في المشهد السياسي الحالي ؟ المشهد السياسي غير مطمئن لكني متفائل جدا ان المستقبل القريب سيشهد تطورات جديدة وبالنسبة للحكومة الجديدة انا لا اري منها شيئا حتى الآن وارى ان حكومات مصر منذ ثورة يناير ما هي الا حكومات يحوطها الفشل لانها كانت لاتنظر الا الى ارضاء الرأى العام شكليا فقط ولكني ارى في هذه الوزارة أنها تحاول أن تصدر قرارات وتنفذها وهذا لم يكن موجودا في الحكومات السابقة . بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للمرأة ….هل ترى أن المرأة العربية حصدت ثمار الثورة؟ لا على الاطلاق فالمرأة المصرية على وجه الخصوص مهدرة الحقوق وكأن ثورة لم تحدث ولكن هن من يستسلمون للوضع القائم.