واجه الإعلامى عمرو أديب وزير الاستثمار الجديد أسامة صالح عقب تصريحاته، بأنه سيتم سحب التراخيص من القنوات التى لا تلتزم بمعايير الشرف الإعلامى، قائلا: "إن تصريح وزير الاستثمار بسحب التراخيص من الفضائيات التى لا تلتزم بالمعايير بداية لعصر جديد من تكميم الأفواه". وأضاف أديب خلال فقرة الأنترو ببرنامج "القاهرة اليوم" إن ميثاق الشرف الذى يتحدث عنه وزير الاستثمار من إخراج أنس الفقى وفى ظل قوة وبطش النظام السابق، مطالبا بعدم العودة لدولة الفقى مرة أخرى. وتابع أديب، إن الرئيس مرسى وصل لمنصبه عن طريق الإعلام المستقل وليس عن طريق جريدة الحرية والعدالة أو قناة مصر25. وفى السياق ذاته رد وزير الاستثمار على الإعلامى عمرو أديب، قائلا: إن مهمته الأولى هى الحفاظ على الاستثمار، مضيفا: "نحن نضع خطة للتعامل مع الفضائيات، وأنا المدافع، وتكلمنا فى اجتماع اللجنة الاقتصادية عن القنوات الفضائية بشكل عام، حيث أكدنا على أن هذه القنوات جميعا توقع على ميثاق الشرف الإعلامى، وهذا الأمر معروف فى جميع دول العالم، مؤكدا أن ما قيل فى المؤتمر، تم فهمه بطريقة خاطئة. وقال وزير الاستثمار: "أنا فى كلامى ناشدت كل القنوات أننا فى مرحلة نحتاج فيها جو إيجابى وشحذ الطاقات الإيجابية، مضيفا: لا يوجد شىء اسمه إغلاق قنوات، ويوجد عقوبات تدريجية، وهى بنص القانون". وأضاف وزير الاستثمار: "يجب أن ندعم دولة القانون ونحن فى مرحلة تحتاج إلى الطاقات الإيجابية"، مشيرا إلى أنه لم يقل سوى ما نص القانون عليه أثناء المؤتمر الصحفى. فيما واجهه عمرو أديب بأن تصريحاته كان لها أثر سلبى على الساحة الإعلامية، حيث رد الوزير قائلا: "أريد أن أطمئنكم أن الرسالة إيجابية وليست سلبية كما تستشعرون، ولكن البعض يحاول العمل على إثارة قلاقل وشبهات". فيما عقّب الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير "اليوم السابع"، على تصريحات وزير الاستثمار الجديد، قائلا: "إن الحديث بسحب تراخيص الفضائيات تكرار لتقييد الحريات مثل عصر مبارك". وأضاف صلاح خلال مداخلة هاتفية مع برنامج القاهرة اليوم، والذى يقدمه الإعلاميان عمرو أديب ومحمد شردى مساء السبت، أن هذه الحكومة بدأت بما انتهى به نظام مبارك فى أقصى درجات بطشه، لافتا إلى صدمته من تصريح وزير الاستثمار، على الرغم من أنه تفاءل به عندما تم اختياره فى هذا المنصب. وأكد وليد حسنى رئيس قناة التحرير فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أنه مع الالتزام بكل تأكيد بميثاق الشرف الإعلامى الذى يحافظ على أمن واستقرار البلاد، خاصة أن البلاد تمر بفترة صعبة فى تاريخها الاقتصادى والسياسي، مضيفا: ولكن كان على الوزير أن يجتمع برؤساء هذه القنوات ويضع خطط سليمة تسير عليها من أجل تقدم الجانب الإعلامى والاستثمارى بالبلاد. وأضاف حسنى، كما كان على الوزير أن ينتبه جيدا لمشاكل أكبر وأضخم من هذه، مثل القضاء على البلطجة فى مصر حتى يزيد الاستثمار داخل البلاد، وأن نشعر كمستثمرين بالأمان الذى أصبح منعدما. وقال الدكتور عادل اليمانى الرئيس التنفيذى لقناة المحور إنه مع الانضباط الإعلامى خاصة فى ظل الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد، وعدم احتمالية البلاد نشر شائعات ليس لها أى أساس من الصحة، مشيرا إلى أن الوزير كان عليه أن ينتظر، وقوع أى أخطاء لأى من القنوات الفضائية، ويتبع الإجراءات القانونية والتى هى فى صالح البلاد. فيما أكد الإعلامى جمال عنايت مقدم برنامج "على الهوا"، أن تصريحات وزير الاستثمار، تصريح ليس مرفوضاً من حيث المبدأ بتطبيق الميثاق، متسائلا: "هل إذا كان وراء هذه التصريحات استخدام سياسى أم يقف خلفها غضب إخوانى من الإعلام". قال الكاتب الصحفى رجائى الميرغنى المتحدث باسم الائتلاف الوطنى لحرية الإعلام، إن تهديدات وزير الاستثمار للقنوات الفضائية، بالإغلاق وسحب التراخيص فى حال عدم الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى، هى سير على نفس نهج النظام السابق، ونفس النغمة القديمة التى كانت تطلق فى عهد السماوات المفتوحة التى كان يتحكم فيها صفوت الشريف. وأوضح الميرغنى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الآلية التى اتبعها وزير الاستثمار فى تهديداته للقنوات الفضائية، آلية غير منتجة، لافتاًَ إلى أن ميثاق الشرف الإعلامى، لابد أن يشارك فى صياغته كل الإعلاميين الممارسين على القمر الصناعي، بمعنى أنه لا توجد مواثيق تفرض من أعلى، مشيراً إلى أن وزارة الاستثمار من المفترض ألا يكون لها علاقة بمنح البث أو الإجراءات الخاصة بالقنوات الإعلامية، لأن تلك القنوات تقدم خدمة إعلامية وصحفية. وأشار الميرغنى، على أن الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور، أقرت بإنشاء مجلس وطنى للإعلام المرئى والمسموع، من خلال لجنة الرقابة بالجمعية التأسيسية، بالإضافة إلى مجلس أعلى للصحافة القومية، ومجلس أعلى للتنظيم الذاتى للصحافة، مؤكداً على أن وزارة الاستثمار، سينتزع منها المجلس الوطنى للإعلام الصلاحيات المخولة لها والخاصة بمنح التراخيص.
