هو خريج جامعة ميونخ حيث درس الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، ويعد واحداً من الفنانين السوريين المعاصرين حصل علي الجنسية الألمانية ، وعرضت أعماله في الراتهاوس في العديد من المدن الألمانية مثل «ترير، دورتموند، بون، شتوتجارت، ميونخ» كما عرضت أعماله الفنية في العديد من دول العالم في أوروبا وأمريكا و الشرق الأوسط ، إنه الفنان رضوان الجبر. * أي تعبير وأي كلمة وحركة من فعل ملموس ومحسوس يكون منه إيصال فكرة أو رسالة للآخرين، فهل تقول شيئاً ما من خلال لوحاتك، وما هو؟ ** أنا رضوان الفنان التشكيلي أعتبر فني جسرا للتواصل بيني وبين الأخر بغض النظر من هو الاخر سياسي أو طبيب أو فنان، رجل أو امرأة أو طفل. * كيف تتبلور فكرة اللوحة لديك؟ ** ربما حدث شيء ما في المدينة أو في الريف أو زرت معرضا أو تلقيت نبأ أو قرأت كتابا أو عمودا في الصحف اليومية، يكون سببا في زيارة المرسم أو وضع سكتشات أولية لموضوع ما، ثم تبدأ فكرة اللوحة بالتبلور عند وضع الخطوط الأساسية لمحاور اللوحة و تكون الألون قد بدأت تتوزع على اللوحة بحسب أشخاص أو حروف أو عناصر تكوين اللوحة . * هل هناك عامل طقسي أو زمني أو مكاني قبل وأثناء رسم لوحاتك؟ **لابد من نداء داخلي يدعوني الى مرسمي، و أحيانا أجلس في مرسمي لساعات طويلة أستمع فيها الى الموسيقى و أحتسي قهوتي و اللوحة تنتظر الريشة و الألوان ولكن عبث! وفي أحايين أخرى أجد نفسي أرسم والناس نيام حتي بزوغ الفجر . تيار الواقعية * عشت في أوروبا وتنقلت بمعارضك فيها، فهل شعرت أنك تسير نحو اللاتجاه، أم يمكنك القول إنك على تماس مع تيار أو مدرسة معينة؟ ** من خلال جولاتي في معظم أنحاء أوروبا و زياراتي لمتاحفها و مشاركاتي في صالات العرض وخصوصا في ألمانيا، بحكم اقامتي الطويلة فيها و اطلاعي على الأساليب الفنية و الجمالية لمختلف أنواع الفنون، ومن تجربتي الفنية لأعوام طويلة وجدت نفسي أرسم بأسلوب مفتوح مع جميع الاتجاهات الفنية الحديثة و المعاصرة، مستندا كباقي الفنانين إلى الرسم الواقعي كأساس للرسم و متأثرا بما رسمه الانسان الفنان في العالم . *هل استطعت ان تقول شيئاً أم مازلت تبحث؟ ** كل لوحة تتحدث عن نفسها، فكثيرا ما تجذبك اليها و هي قادرة على الحوار أيضا وتدعوه الى البحث و التفكير بحسب رؤيته بموضوع اللوحة ! تدعوك الى عالمها و في أحد المعارض كنت أتحدث الى أحد الزوار عن احدى اللوحات، و اذا بزائر لنفس اللوحة يصف اللوحة برؤية أخرى ، أما موضوع البحث فكل فنان هو باحث عن الجمال، عن العدالة و الظلم، عن الحقيقة، عن الحياة عن الحب، عن الضوء و الظلام… عن مواد لاستخدامها لمفردات جديدة… * لوحاتك توحي بالأمل والانطلاق.. فهل أنت متفائل؟ ** ليس بالضرورة أن أكون متفائلا، فما يدور حولنا في العالم كله للأسف لا يدعو الى التفاؤل، ولكن نحتاج الى صناعة الأمل و علينا أن نعمل على تحقيقه. السومرية * لماذا اخترت اللغة السومرية لتتحدث بها لوحاتك؟ ** لم أضع الحروف السومرية كما هي انما حللت و فككت عناصر الشكل الحقيقي لاى مجمعة أشكال هندسية لأنها أقدم لغات الشرق و منها تشكلت أول أبجدية عرفها الانسان كتبت على ألواح طينية سميت فيما بعد بالألواح المسمارية، فهي بداية البداية لانسان الشرق، هي الروح التي لاتموت بعد الرحيل، البشر يرحلون وأجسادهم تتحلل، لكن تبقى الحضارة و يبقى ما خلفه انسان الحضارة كما في الحضارة الفرعونية العظيمة، الفراعنة ذهبوا ولكن ثقافتهم و حضارتهم و فنهم ما زال العالم يتحدث عنها و يكتشف أسرارها. *لاحظت حضورا طاغيا للمرأة في لوحاتك، فما السبب؟ ** وهل تستطيع أن تعيش من غير نسائم الهواء، وهل تستطيع أن تعيش من غير ماء، وهل تستطيع أن تعيش من غير الشجر والطبيعة الجميلة الغناء بألوانها و عطرها، وهل تستطيع أن تعيش من غير ورود وأزاهير، وهل تستطيع أن تعيش من غير القمر في الليل؟ و هذا ما جعل ريشتي تتحرك و تجعل المرأة موجودة دائما في لوحاتي وان لم تظهر كشكل في اللوحة الا أن شيئا ما من سحرها و عطرها و تأثيرها على ألوان اللوحة و على مفردات تشكيلها، فهي حاضرة و ان غابت، فلابد من حضورها في لوحاتي وفكري، فهي الوطن وهي الزمن، والأم والزوجة والحبيبة، هي الفن والإلهام، والجمال والسلام. أوقفوا القتل * كفنان ما رؤيتك لما يحدث في العالم العربي وفي سوريا تحديدا. ** أنا أنظر الى الوطن .. أي وطن ينتمي اليه الانسان أن يكون وطنا حرا ونبيلا يزهو بالكرامة و الانسانية. عندما فقد الانسان هذه المعاني نزل الى الشارع ليطالب بها .. في تونس وفي مصر و ليبيا و حاليا في سوريا.. و مازال البعض منهم يناضل و كان الثمن دما غاليا يجري على الشوارع و طفولة ضائعة و نفوس مشردة كلها أمل و قوة بالتغيير وكلنا نتذكر عندما نزلت فتاة أمام البرلمان السوري بدمشق تحمل يافطة كُتب عليها «نُريدُ أن نبني وطناً لكل السوريين أوقفوا القتل» بموقف رائع أعادت إنهاض الروح السلمية هذا هو دورنا جميعا كفنانين أن نسعى لنحافظ على سلمية الثورة و التشبث بأهدافها و حمايتها و احترامها وعدم زجها في المؤامرات السياسية و المؤتمرات التي لم تقدم لهذه الثورة أي بادرة أمل و خصوصا في سوريا..