خريطة المصريات الرائدات تمتد وتتسع في مختلف المجالات، وليس من الممكن أن نتحدث عن نضالات تحرير المرأة علي المدي المصري دون أن نبحث وبجد عن رائدات مصريات تحدين السائد والمألوف وخضن معركة اثبات وجود المرأة واثبات جدارتها في مختلف الأعمال ومختلف المجالات، وسريعا ستقدم نماذج متعجلة لعلها تحفز الباحثين في هذا المجال علي مزيد من البحث ** جليلة أفندي تمرهان: ولدت عام 1721 هجرية وتخرجت في من مدرسة الولادة، ثم عينت معيدة بمدرسة الولادة عام 1921ه ثم «خوجة» النساء وخوجة الجراحة الصغري، فمعلمة ولادة بمدرسة الطب عام 0091 وكانت تجيد العربية والتركية والفرنسية بما سهل عليها الإطلاع علي أحدث الأبحاث الطبية في زمانها. قضت في الخدمة ثلاثين عاما وتوفت أثناء الخدمة واستحق ورثتها معاشا قدرة 21 جنيها. ** د. كوكب حفني ناصف : ولدت عام 5091 وهي من رائدات الحركة النسائية المنسيات. شاركت وهي طالبة بالمدرسة السنية في مظاهرات ثورة 9191 مما أدي إلي فصلها، فالتحقت بمدرسة الحلمية. سافرت عام 2291 مع أول بعثة طبية توفرها مستشفي كتشنر للفتيات لدراسة الطب بانجلترا. تخرجت عام 2391 وعادت لتعمل طبيبة في المستشفي علي مدار 03 عاما وتولت رئاسة هذا المستشفي لتكون أول مصرية تتقلد منصب حكيمباشي. أسست أول مدرسة للتمريض بمستشفي شبرا العام. وأول دار حضانة للعاملات بالمستشفي. كانت شديدة الحماس للعمل الوطني ولا غرابة في ذلك فهي ابنة الشاعر الوطني حفني ناصف الذي قادوم الاحتلال فنقلوه إلي قنا. فتندر عليهم بقصيدة ساخرة قال فيها: قالوا قنا حر فقلت وهل يرد الحر قنا وقد عاشت في ظل أسرة وطنية مقاتلة فالأب وطني ثوري شديد الحماس ضد الاحتلال والأخت ملك خاضت هي ايضا معترك النضال الوطني والأدب وشقيقاها عصام الدين ومجد الدين كانا من قيادات الحركة الطلابية المصرية خلال ثورة 9191 . **ٍ ملك حفني ناصف : ولدت عام 6881 وحصلت علي شهادة الابتدائية عام 1091 وكان ترتيبها الأول ثم علي دبلوم المعلمات 3091 من المدرسة السنية ثم عينت مدرسة لغة عربية بذات المدرسة عام 5091، لكنها ما لبثت أن تفرغت لاجادة اللغة الانجليزية والفرنسية ومارست الكتابة الأدبية والشعر ونشرت قصائدها في عديد من الصحف وخاصة مجلة «المحروسة»، وكانت أول من حرر بابا ثابتا عن المرأة ومشاكلها ففي صحيفة الجريدة حررت بابا ثابتا بعنوان «النسائيات»، كما اصدرت ديوان شعر بعنوان «النسائيات» وأصدرت كتابا عن حقوق المرأة، ويمكن القول أنها أول رائدة للنهضة النسائية المصرية وأول داعية لتحرير المرأة، وكانت خطيبة شجاعة وبليغة وفي أحد المؤتمرات السياسية عام 1191 فوجئ الجميع بوقوفها كخطيبة، وكانت الأولي بين المصريات في هذا المجال خاصة أنها كانت تجيد الخطابة والكتابة باللغة العربية، فتألقت في سماء المجتمع المصري، وكانت أكثر تأثيرا ممن أتين بعدها ويجدن اللغة الفرنسية أكثر من اجادتهن للغة العربية. وإذ تزوجت من الشيخ عبد الستار الباسل فضلت أن تعيش معه علي أطراف الصحراء وتعالي صوتها بضرورة تعمير الصحاري.. فاسميت «باحثة البادية».. ورحلت ملك عام 8191. ونستكمل العدد القادم …