إلي أخي في الله وفي الوطن تلقيت هذه الرسالة بالبريد المسجل علي عنوان «الأهالي» بتوقيع فكري بطرس عبدالمسيح، وللأسف لم يذكر كاتبها عنوانه، ونسي أن يكتب التاريخ، وأنا أنشرها بالنص، باستثناء كلمة واحدة وضعت مكانها أربع نقط مراعاة للأصول وهي تثير أشجان الوطن والمواطنة، فما رأي القراء الأعزاء؟ الأستاذ الفاضل تحياتي وسلامي بالأمس في برنامج 90 دقيقة جعلتني أنت ومن معك أفقد الأمل كقبطي من أن يرفع الظلم عنا وأن ننال حقنا وكرامتنا في وطننا، فالأغلبية دائما لا تحس ولا تشعر بالأقلية كما يفعل الحزب الوطني بأغلبيته ما يشاء ولا يقيم وزنا للآخر، هكذا الأغلبية الإسلامية لا تقيم وزنا (!) ولا تقدر مشاعرنا نحن لنا الله، يا أخي كيف سمح لك ضميرك أن تفتري علينا وتقول الاستقواء بالخارج؟ هل مناقشة مشاكل الأقباط سواء بالخارج أو بالداخل تكون دائما الاتهام الجاهز «الطائفية - الاستقواء بالخارج»؟ لسنا خونة.. ولا نستعدي علي وطننا أحدا إنما هي صرخة لأننا لا نجد في وطننا من يستمع لنا. مبارك وحاشيته لا يهتم إلا بالعروبة والعرب وفلسطين، أما الأقباط فليذهبوا إلي جهنم يا أخي ممنوع عقد أي اجتماع لنا في الداخل، ممنوع عقد أي اجتماع بمصر لمناقشة مشاكل الأقباط، وقد قام.. جمال عبدالرحيم بمنع عقد مؤتمر بالنقابة بالإرهاب والبلطجة، ممنوع المناقشة بالداخل فكيف تحاولوا أو تطالبوا بتحريم المناقشة في الخارج؟ تقول للمعتدي عليه لا تبكي ولا تتألم ولا تقول للمعتدي كف عن الاعتداء؟ أليست الأقلية في حماية الأغلبية والأغلبية مسئولة عن حماية الأقلية؟ ألا يستطيع المسلم أن يتحرر من «جين» التعصب الإسلامي؟ يا ناس اتقوا الله وبلاش كذب ومغالطة. انتهت الرسالة، وفيما يلي الرد. أخي في الله وفي الوطن الأستاذ العزيز فكري بطرس عبدالمسيح تحية من مصري عاشق لمصر ومحب لكل المصريين وبعد. فقد هزتني رسالتك من الأعماق، وأؤكد لك أنني تألمت من نبرتها الحزينة واليائسة، أكثر من تألمي لأنها صورتني عندك عكس حقيقتي، ولابد أنه قد تشابه عليك، فلم يحدث إطلاقا أني قلت في برنامج 90 دقيقة أو في غيره مثل هذا الكلام، لأن جين التعصب عندي مصري عربي، الأهم من ذلك أن موقفي هنا واضح وقاطع، فأنا أري أن المصريين مصريون بصرف النظر عن الدين، وأن جميع الأديان لها نفس الرسالة: المودة والرحمة والأمانة والاستقامة، وأعتقد أن هذا الموقف يشترك فيه أغلبية المصريين، باستثناء قلة متعصبة من الجانبين، فأرجوك وأتوسل إليك، لا تيأس ولا تتألم، بل تعال معي لنؤكد كوننا جميعا مصريين نعيش علي أرض الكنانة وننهل من النهر الخالد ونتوجه إلي الواحد الماجد، وتعال نغني مع محرم فؤاد: «بحبك يا شبرا بحبك صحيح.. يا موال وأوبرا وعربي وفصيح.. يا جامعة محمد وعبدالمسيح علي بسطة واحدة.. بحبك يا شبرا»! حكمة اليوم: وظلم ذوي القربي أشد مضاضة.. علي المرء من وقع الحسام المهند.