إذا حاولت أن تضع كلمة «رابعة العدوية» علي محرك البحث «جوجل» لمعرفة معلومات عن صاحبة الاسم لا تفاجأ إذا وجدت النتيجة عبارة عن أخبار بعناوين مختلفة مثل «مراجيح في رابعة العدوية.. بالفيديو تعذيب صبي في اعتصام رابعة العدوية.. سيدنا جبريل يصلي في رابعة العدوية.. رابعة العدوية التي بجوار مصر». دون مبالغة كانت هذه هي العناوين في بحثنا عن اسم تلك السيدة التي خلدها التاريخ والتي كان يطلق عليها «أم الخير»، وعرفت بالعبادة الصوفية وأصبحت إحدي الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي بل إنها تعتبر مؤسسة لمذهب خاص فيه وهو مذهب «العشق الإلهي». رابعة العدوية هي رابعة بنت إسماعيل العدوي وولدت في مدينة «البصرة» في (100ه – 717م) وكانت الابنة الرابعة لذلك سميت «برابعة» وقد اختلف الكثيرون في تصوير حياتها الشخصية حيث سجل البعض أنها كانت فتاة لاهية تمرغت في حياة الخمر والغواية والشهوات في بداية حياتها ثم اتجهت إلي طاعة الله وعبادته والزهد، ورغم ذلك يري بعض النقاد ومنهم الفيلسوف عبدالرحمن بدوي في كتابه «شهيدة العشق الإلهي» أسباب أخري لاختلافه مع هذه الصورة والتي قدمتها السينما المصرية لرابعة وعدد دلالات منها التربية والوراثة والبيئة حيث كان جيران أبيها يطلقون عليها «العابد» ووصفت «رابعة» في إحدي قصائدها حبها للخالق عز وجل: عرفت الهوي مذ عرفت هواك وأغلقت قلبي عمن سواك وكنت أناجيك يا من تري خفايا القلوب ولسنا نراك هذا هو المشهد التاريخي لرابعة العدوية أما المشهد السياسي فالجميع يعلمه، «إشارة رابعة العدوية.. بمدينة نصر والجامع الكبير الذي كان مكانا للأفراح وللعبادة فتحول «بقدرة الإخوان» إلي مكان موحش ينتشر حوله الدماء والسلاح». منطقة «رابعة العدوية» أصبحت عبئا علي سكان مدينة نصر فلا أحد يسكن هناك إلا وتجده ساخطا بشدة من ممارسات الإخوان في الاعتصام.. إحدي صديقاتنا ذهبت إلي المكان وروت أنه أشبه «بالمولد» مراجيح العيد وبائعين «الأكل والشرب» وطوابير الوجبات وطبعا قناة الجزيرة عاملة الواجب والبث المباشر شغال «الله ينور» مش سايب أي فعالية الحقيقة.. ولأن «رابعة العدوية» مرزقة فقد اجتازت سيرتها حدود العالم الإسلامي الأهم أن الصحف العالمية تنقل بشفافية الأحداث داخل «رابعة» وبعضها يضع تقارير تضع علامات استفهام حول تصريحات المنصة، المنصة «دي عايزة شغل بعد الضهر» منصة رابعة يا سادة ولا فقرات أوسكار، تصريحات وعبارات رنانة وتوعد بالجنة والنار، ودعاء علي «الكفرة» «اللي هو احنا طبعا»، وتشبيهات من اللي قلبك يحبها «الرئيس المعزول بالنبي يوسف عليه السلام» وتشبيهات أخري لأنصار المعزول «بأنصار الرسول والخروج من مكة» وفي النهاية تسمع أصداء تأييد لهذا الكلام: «إيه يا دين النبي عظمة علي عظمة يا شيخ». أما آخر الصيحات «لمعتصمي رابعة» فكانت لرجل يرتدي زي الحج «أبيض في أبيض» وهو يقف علي المنصة ويروي كيف عاد من رحلة الحج من أجل المشاركة في الدفاع عن الاعتصام.. «آه وربنا».