في محاولة جادة، للتعامل مع التحديات الهائلة التي تواجه النساء في المنطقة العربية، في ظل ظروف الاحتلال والنزاعات والحروب، قامت جامعة الدول العربية، ومنظمة المرأة العربية، ومنظمة الأممالمتحدة للمرأة، بوضع إطار استراتيجي عربي، يساهم في تشجيع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، علي إشراك مزيد من النساء، في جهود بناء الأمن والسلام. حيث ركزت الدراسة الاستراتيجية في الجزء الأول منها، علي العديد من المعاهدات والمواثيق التي وضعتها الأممالمتحدة، بالإضافة إلي التعريف ببعض الهيئات التي تم إنشاؤها من أجل وقاية النساء والفتيات وحمايتهن، وتمكينهن من لعب دور فاعل في مجال السلام، بحيث جاء الإطار القانوني ليركز علي المرجعيات الدولية، مثل ميثاق الأممالمتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، واتفاقية سيداو، وقرارات الأممالمتحدة ذات العلاقة بالأمن والسلام مثل القرار (1325) حول النساء والسلام والأمن، والذي يتعلق بحماية النساء من أشكال العنف أثناء النزاعات واحترام حقوقهن الأساسية، ومشاركة النساء في إدارة حالات النزاع وإعادة الإعمار. كما تم التركيز في هذا الجزء علي المرجعيات الإقليمية ذات العلاقة بالأمن والسلام، مثل ميثاق جامعة الدول العربية، والميثاق العربي لحقوق الإنسان، واستراتيجية النهوض بالمرأة العربية، إضافة إلي الآليات الدولية مثل مجلس الأمن والجمعية العامة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولجنة السيداو، ومنظمة المرأة الدولية، إضافة إلي التركيز علي بعض الآليات الإقليمية ذات العلاقة بالأمن والسلام، مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة المرأة العربية، ومجلس السلم والأمن العربي. وركز الجزء الثاني من الدراسة علي مفهوم «الأمن الإنساني للمرأة» والذي يتجسد في صون كرامة الإنسان، وتلبية احتياجاته المادية والمعنوية، وهي احتياجات تُعبر عن نفسها، ضمن إطار التنمية بمفهومها الشامل الذي تتداخل فيه الأبعاد الإنسانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما تناول هذا الجزء، العنف ضد الفتيات والنساء خلال النزاعات المسلحة، أشكاله وأسبابه، وآثار الحروب والنزاعات المسلحة علي النساء، والمرأة العربية والصراع وآليات تعزيز الحماية، كما تناول، الوضع الراهن للمرأة العربية، في البلدان العربية ذات الصلة بالنزاعات ومنها.. فلسطين، العراق، الصومال، والمرأة السورية في الجولان، ولبنان، والمرأة السودانية. إضافة إلي ذلك، فقد ركز هذا الجزء من التقرير علي الأسري داخل السجون الإسرائيلية، واللاجئين الفلسطينيين. أما الجزء الثالث من الاستراتيجية فقد تناول الرؤية التي تؤكد ضمان حق المرأة العربية في الحماية من أشكال العنف كافة، القائم علي النوع الاجتماعي، في أوقات الحرب والسلم وحصولها علي حقوقها كاملة دون تمييز وتعزيز دورها في مجتمع تسوده العدالة والمساواة. كما انطلق الهدف العام للاستراتيجية من أهمية إعداد استراتيجية عربية حول المرأة والأمن والسلام، تضع إطارا عاما عربيا، لتحفيز سائر الجهات العربية، ذات الصلة، وصانعي القرار علي المستوي الإقليمي العربي، وعلي المستوي الوطني في مختلف الدول العربية للعمل، لحماية المرأة من كل أشكال العنف القائم علي النوع الاجتماعي، والذي تتعرض له، خاصة في أوقات الحروب والاحتلال، والنزاعات المسلحة. وتناولت الاستراتيجية أيضا مجالات عمل ثلاث هي: المشاركة والوقاية والحماية، بحيث يتم تنفيذها خلال 3 مراحل: مرحلة ما قبل النزاعات المسلحة.. الأمن والسلام، ومرحلة الطوارئ والنزاعات المسلحة، ومرحلة ما بعد النزاعات المسلحة.. الإعمار وإعادة التأهيل. أما الجزء الرابع والأخير، فدار حول ما بعد الاستراتيجية؟، من حيث إعدادة خطة عمل عربية، وحث الدول العربية علي إعداد استراتيجيات، وخطط عمل وطنية، إضافة إلي آليات التعاون علي المستوي العربي، وضم الملحق مجموعة من النماذج الناجحة والجهود المبذولة علي المستوي الإقليمي والدولي. يذكر أن هذه الرؤية الاستراتيجية، شارك في وضعها فريق استشاري كبير من جامعة الدول العربية، علي رأسه د. هيفاء أبوغزالة الخبيرة الرئيسية، شاركها في المراجعة العلمية د. فاديا كيوان مدير معهد العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية ببيروت، ود. ودودة بدران مدير عام منظمة المرأة العربية، و«هناء سرور» مدير إدارة المرأة بالأمانة العامة سابقا، ود. مايا مرسي من هيئة الأممالمتحدة للمرأة.