غازات منتهية الصلاحية تلقي علي المعتصمين الدقهلية: خالد عبدالراضي كما قاومت الحملة الفرنسية وأسرت لويس التاسع تقاوم المنصورة الباسلة الهيمنة الإخوانية وتأسر أحلام مكتب الإرشاد غير المشروعة في اجهاض الموجة الثالثة من الثورة المصرية التي تستهدف بالأساس إسقاط حكم الديكتاتور الصغير الخارج من رحم الجماعة التي ادمنت الكذب وتحول لديها من عادة إلي عبادة علي حد تعبير عبد الحليم قنديل. “الأهالي” ذهبت إلي محافظة الدقهلية التي تتوسط الدلتا المصرية، وكانت شاهدة علي البطولات التي يقدمها أهل المنصورة ، وعلي جرائم الأمن المركزي المستمرة ضد شعب مصر ، فمازالت طلقاتهم تخترق الصدور وتفقأ العيون ومدرعاتهم تدهس أجساد المتظاهرين . شرارة الأحداث شهدت المنصورة قبل وقوع الاشتباكات تظاهرات سلمية جابت شوارع المحافظة لدعوة المواطنين للعصيان المدني ، واحتشد عشرات المتظاهرين امام محافظة الدقهلية، واستجاب للدعوة 90% من موظفي المحافظة، بالاضافة الي سائقي السرفيس وعمال النظافة ، مما اصاب المدينة بحالة من الشلل اثر إغلاق المحتجين مبني ديوان عام المحافظة لتخطو مدينة المنصورة خطوتها الأولي علي طريق العصيان المدني ، ويهتز حصن جديد من أهم حصون الجماعات الاسلامية في محافظات مصر . في صباح يوم الأحد 24 فبراير قام القيادي بجماعة الإخوان المسلمين طارق قطب عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة ، بمهاجمة المتظاهرين السلميين أمام المحافظة بسيارته وحاول دهس عدد منهم ، كما توعدهم بالضرب والتأديب ، وبعدها بساعات قليلة جاء قرار إقالة مدير أمن الدقهلية وتعيين اللواء سامي الميهي بديلا له ، والذي يراه المتظاهرين أنه يحاول إثبات ولاءه لجماعة الاخوان المسلمين عن طريق قتل أبناء المنصورة المعارضين للنظام. الشرطة في خدمة الإخوان في صباح اليوم التالي الاثنين 25 فبراير، دفع مكتب الارشاد بمجموعات كبيرة من شباب الجماعة لمواجهة المتظاهرين بميدان السادس من أكتوبر ، وحسب شهود عيان وبعض أصحاب المحال بالميدان ، قامت ميليشيات الإخوان بالاعتداء علي المتظاهرين السلميين وبعض المشاركين من موظفي المحافظة ، وقاموا بسحل عدد من الفتيات من بينهن الناشطة الدكتورة دينا وأخري تدعي الحاجة فاطمة ، فيما حاول المتظاهرون الدفاع عن أنفسهم بالقاء الحجارة عليهم ، واستمرت الاشتباكات لا كثر من ثلاث ساعات تزايدت فيها أعداد الاخوان وتزايدت معها الاصابات بين صفوف المتظاهرين دون وجود سيارات اسعاف لنقل واسعاف المصابين . بعد ساعات من الاشتباكات جاءت قوات الامن المركزي للفصل بين المتظاهرين ، وفوجئ الجميع بوقوفها بجانب شباب الاخوان المسلمين مصوبين اسلحتهم في اتجاه المتظاهرين لتواجه الاعداد القليلة من ثوار المنصورة قوات الامن وميليشات الاخوان معا ، وبدأ مسلسل القمع الذي استمر طيلة الايام الماضية وحتي مثول الجريدة للطبع ، سقط خلالها شهيد تحت عجلات مدرعة الأمن المركزي ومئات المصابين بالخرطوش ، بينهم ثلاثة شباب فقدوا أعينهم جاء بينهم كريم عادل أحد شباب حزب التجمع، والذي تقرر إجراء عملية جراحية عاجلة له لازالة الطلقات . جنازة الشهيد خرج الآلاف من أهالي مدينة المنصورة لتشييع جثمان الشهيد حسام الدين عبد الله عبد العظيم 29عاما ابن مدينة المنصورة، الذي تُوفي فجر يوم السبت، إثر دهسه بواسطة مدرعة الامن المركزي التي كانت تطارد المتظاهرين لتفرقهم من أمام مبني محافظة الدقهلية،وردد الآلاف من المشاركين بالجنازة هتافات تطالب بإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، والمطالبة بإعدام الرئيس محمد مرسي ، وقامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي والخرطوش، أثناء مرور الجنازة أمام سجن المنصورة العمومي ، حتي سقط مصاب آخر من مشيعي الجثمان فاقدا الوعي وتم نقله للمستشفي لتلقي العلاج ، وهو ما أدي الي قيام عدد من المشيعين برشق السجن بالحجارة ، وكان له بالغ الاثر علي دعم أهالي المنصورة للمتظاهرين ضد قوات الامن وميليشات الاخوان المسلمين . المستشفي الميداني رصدت “الأهالي” من داخل المستشفي الميداني في حزب المصريين الاحرار بشارع قناة السويس القريب من الاحداث ، خلال ساعات قليلة عددا كبيرا من الاصابات ، التي تنوعت بين حالات اصابة بالخرطوش في الوجه والرأس والصدر والظهر ، وحالات كسور وكدمات ، وجروح قطعية بالإضافة إلي عدد كبير من حالات الاغماء ، وقال الدكتور محمد البنا ، ان عدد الاصابات التي وصلت للمستشفي من بين ثلاثة مستشفيات ميدانية تخطي حاجز المائه بكثير ، وانه تلقي عددا كبيرا من حالات الاغماء بسبب الغازات ، وأكد البنا ان الغاز المستخدم هو غاز اعصاب أو غازات منتهية الصلاحية حيث تختلف إصاباتها عن الاختناقات المتعارف عليها ، و تفقد المتظاهرين الوعي وتصيبهم بحالة اغماء طويلة ومن الممكن أن يؤدي استخدامها الي وفاة المتظاهرين . وخلال 24 ساعة استقبل المستشفي الميداني 61 إصابة بالخرطوش منها ثلاث اصابات في العين ، وهم محمد زين 16 سنة و ابراهيم خليل 21 سنة، وكريم عادل 18 سنة، بالاضافة الي 20 إصابة في الوجه والرأس ، و40 اصابة بالصدر والبطن والظهر ، و11 حالة كسر في العظام وحالة واحدة خلع بالكتف ، و15 حالة مصابين بكدمات نتيجة الضرب بالهراوات ، من بينهم 4 حالات خطيرة بإصابات في الرأس. إقتحام مقار الأحزاب قامت قوات الأمن بإقتحام مقر التيار الشعبي ، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي ، الموجودين بإحدي العمارات المطلة علي ميدان 6 أكتوبر ، بعد وصول عدد من المتظاهرين المصابين بطلقات خرطوش لتلقي العلاج داخل المقر الذي أنشأ مستشفي ميداني لمعالجة المصابين ، وحطم الأمن المقرات بالكامل و المستشفي الميداني بمقر التيار. كما تم الاعتداء علي الأطباء بالعصي والهروات وهددوهم بطلقات الخرطوش إذا لم يتم تسليم المتظاهرين المصابين لهم، وقامت جنود الأمن بتحطيم جميع الابواب والاثاثات بالمقار اثناء بحثهم عن المتظاهرين والمصابين، كما قام أحد الجنود بالاعتداء علي خالد ضيف احد شباب التيار الشعبي وضرب بالعصا في عينه، ما استدعي إجراء عملية جراحية له. وقامت قوات الأمن بالتعدي بالضرب علي الناشطة هدير مكاوي ، والذي تصادف وجودها بالمقر أثناء إقتحامه، واصابتها بكسر في ذراعها ورأسها ، وقالت ان قوات الامن هي من تبادر بقمع المتظاهرين ، واكدت ان بين قوات الامن التي اقتحمت المقر أعدادا كبيرة من الاخوان المسلمين يقومون بتوجيه الضباط والجنود لاعتقال وضرب الناشطين . الأهالي وأصحاب المحلات أكد احد العاملين بمحافظة الدقهلية ان المتظاهرين لم يقوموا بالاعتداء علي احد منذ ان بدأت التظاهرات امام المحافظة ، حيث جاء العشرات قبل يومين من وقوع الاشتباكات وتظاهروا امام المحافظة ورددوا عددا من الهتافات ورفعوا بعض اللافتات دون الاعتداء علي احد او علي مبني المحافظة، او مديرية الامن القديمة، كما أكد ان الاخوان هم من بادروا بالعنف، حيث تجمع المئات في الجهة المقابلة للمتظاهرين وقاموا بالهجوم عليهم وقذفهم بالحجارة ولم يرحموا النساء ولا الاطفال ، حيث قاموا بسحل فتاة امام عيني وعدد من الاطفال الصغار. وفي سياق متصل يري عبد الوهاب الحريري صاحب ستديو لاكي للتصوير الفوتوغرافي بشارع قناة السويس ، الذي يقع في قلب الاحداث ان المسئول الاول عن الأحداث هو النظام الحاكم ، حيث انتشر الكذب والتضليل والخداع ، بعد ان تعلقت امال المصريين علي ثورة يناير ، كما يري ان التظاهر حق شرعي لكن له ضوابط، وعلي الجميع ان يلتزم بالسلمية في المطالبة والتظاهر ، وقال انه غير مقبول ما يحدث الان، ويقع الخطأ علي الجانبين لا الحاكم صالح لادارة البلاد ولا الشرطة تتعامل بعقلانية، فالثوار التزموا السلمية في بداية الثورة واستطاعوا اسقاط النظام ، لكن مايحدث الان ماهو الا وقف حال لن ينتج عنه الا مزيد من الخسائر للجميع. بلاك بلوك لم تكن مجموعة شباب “بلاك بلوك” بعيدة عن الاحداث الجارية بمحافظة الدقهلية ، وعلي الرغم من عدد افراد المجموعة القليل الموجودين في الاحداث علي حد وصف مازن صاحب ال 18 عاما، لكنهم لعبوا دورا كبيرا في مواجهة عنف قوات الامن. وأضاف : المجموعة بالمنصورة ستفجر مفاجآت عديدة في الايام المقبلة ، ليتعلم مدير الأمن الجديد أن الولاء للشعب لا للاخوان، ولا تراجع أو تفاوض علي حقوق الشهداء.