نجح النظام الاخواني في تحويل مصر الي سرداق عزاء “مفتوح ” وجنازات جماعية في القاهرة وبورسعيد والاسماعيلية والسويس وباقي المحافظات وبلغ عدد الشهداء منذ تولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة وحتي اليوم مايقرب من 70شهيدا ،فيما يتوقع البعض ارتفاع عدد الشهداء في ظل حالة القمع الكبيرة التي تقوم بها الداخلية بجانب المواجهات العنيفة للامن مع المتظاهرين المطالبين بسقوط النظام الحالي ورفض دولة المرشد .وايضا في ظل اختفاء عدد كبير من النشطاء والمتظاهرين وايجادهم فيما بعد متعرضين لحالة من التعذيب والقتل. فيما ودع الالاف امس الاول اخر شهيدين سقطا هذا الاسبوع خلال مشاركتهما في ذكري ثورة يناير الثانية حيث صلا المتظاهرون بمسجد عمر مكرم علي الشهيدين محمد الجندي وعمرو سعد وتم تشييع جنازتهما من خلال مسيرة كبيرة شارك فيها الالاف سيرا حتي شارع محمد محمود لتأخذ فيما بعد كل اسرة شهيدها وتدفنه في بلده. شهدت الجنازة بكاء وعويلاً من قبل اهل الشهداء كما شهدت غضباً من اصدقائهما واقاربهما حتي ان احدي قريبات الشهيد محمد الجندي قامت بضرب نفسها بالحذاء امام الكاميرات لانتخابها محمد مرسي رئيسا ،بينما فتح البعض الحديث مع حمدين صباحي ممثل جبهة الانقاذ والتيار الشعبي الذي حرص علي الحضور ووصي البعض حمدين بعدم الحوار مع “القتلة ” وقال له احد الشباب “كل مرة بنصلي علي واحد فينا “وان يأتي بحق كل هؤلاء الشهداء والا يتحاور من اجل انتخابات او دستور الا بعد القصاص للشهداء فيما انهارت والدة الجندي وتعرضت للاغماء فيما وقفت اخته بجوارها لاتنطق وظل والده “نبيل الجندي “ممسكا صورته حتي الصلاة وهو يبكي بهيسترية وينادي عليه ،حالة من الغضب اعتلت اصدقاء محمد من التيار الشعبي والكثير من الحضور ظلوا يهتفون ضد مرسي والجماعة ويتوعجون بالقصاص ،فيما اشتبك البعض اثناء مرورسيارات الجثامين بلاظوغلي مع بعض افراد الامن والقوا عليهم حجارة فرد الامن بالقنابل المسيلة للدموع. وفي مشهد اخر مواز للسابق مليء بالدموع من الشباب والسيدات بالملابس السوداء، قام شباب القوي والحركات الثورية بترديد هتافات ” لا اله الا الله الشهيد حبيب الله”، وذلك إلتزاما بطلب والدته التي طلبت اقتصار الهتافات علي ذلك. وقام المئات من شباب القوي والحركات الثورية واولتراس الاهلاوي والوايت نايتس، بتنظيم وقفة بساحة الشهداء بمدينة طنطا”بلد الشهيد “، إحتجاجا علي ما اسموه بظلم الداخلية وتعذيب محمد علي يد ضابط وجنود الأمن المركزي خلال تظاهرات ميدان التحرير. وبمجرد وصوله طنطا حضر عدة آلاف في جنازة حاشدة حاملين جثمان الجندي من امام منزله بشارع نادي المعلمين ثم السير في شارع البحر ومنه الي شارع احمد ماهر ثم شارع المديرية ثم الي المحطة مع فندق عرفة حتي وصلوا الي مسجد السيد البدوي لأداء صلاة العصر عليه الشهيد ثم اتجهت الجنازة المقابر ودفنه في مقابر العائلة.و ادي تزايد حدة الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهري الجنازة ، وقام المتظاهرون بقذفهم بالشماريخ والألعاب النارية والحجارة، لتنسحب الشرطة من أمام ديوان عام المحافظة بمحيط شارع البحر الرئيسي وتعود مرة أخري إلي مكانها بمبني مديرية الأمن. جاءت التقارير الطبية للشهيدين تؤكد ان محمد الجندي تعرض لعملية تعذيب بشعة نتج عنها كسر في الجمجمة ونزيف بالمخ وتهتك بالعظام وكسر ثلاثة ضلوع واصابات بالقدمين فيما جاء بتقرير عمرو سعد نزيف وتهتك بالبنكرياس واصابته برش بالرأس والوجه والصدر.. جاءت الجنازات الجديدة ملهبة للثورة والهبت مشاعر المواطنين ضد جماعة الاخوان المسلمين والسلطة ودعا الكثير من المواطنين اثناء الجنازة الي اسقاط الرئيس وجماعته وبدء التصعيد في الشوارع.. فيما دعت الصفحات علي الانترنت الي استمرار المظاهرات في الشوارع حتي اسقاط النظام وسيطرت حالة من الاكتئاب والحزن علي معظم التعليقات.