تخلوا عن دورهم في حماية مواطنيهم وصل عدد المصريين المقيمين في بلغاريا لما يقرب من مائتي مواطن ، وذلك وفق احصاءات غير رسمية ، وتنوعت الإقامات ما بين زواج وشركات تجارية ودراسات عليا لطلاب جامعيين بمنح من الاتحاد الأوربي ، ولم يستطع الكثير منهم الدخول في تكامل مع أطياف المجتمع البلغاري الذي يئن هو الآخر من الفقر واتساع رقعة البطالة ، ولم يجد معظم المصريين كحال العرب الآخرين مفرا من العمل في المطاعم العربية المنتشرة أو المحلات ومراكز صيانة السيارات للعرب أيضا . قصة العم داوود عبد القادرالبالغ من العمر 65 سنة خير دليل ، فالرجل في هذه السن تعرض لمرض نتج عنه استئصال المرارة في عملية جراحية تكلفت أكثر من 3000 يورو علي خلفية خصخصة المستشفيات البلغارية وكونه غير مدرج بقوائم التأمين الصحي الذي يتطلب سداد رسوم شهرية يراها المصريون ترفا معيشيا لأنهم يجدون بالكاد قوت اليوم ، وتوجه المذكور بعدة طلبات للسفارة المصرية في صوفيا طالبا المساعدة الممكنة ، كما توجه بأخري للقائمين علي ادارة الجالية المصرية ، ولم يعره أحد اهتماما بالرغم من أنه أحد مؤسسي هذه الجالية ، ولولا تبرعات جرت بين افراد الجاليات العربية ، ما حصل الرجل علي تكاليف علاجه . رابطة لخدمة المصريين أم بيزنس للصفوة كان حلم المصريين المقيمين الدائمين علي الأراضي البلغارية تأسيس كيان يجمع شملهم ويرعاهم، وعلي هذا الأساس اجتمع 17 من المصريين لتأسيس هذه الجالية واشهارها عبر لائحة تنظمها وتحدد أهدافها بموجب القانون البلغاري لتشكيل وتأسيس النوادي والجمعيات الأهلية ، وقررت محكمة صوفيا الموافقة علي تأسيسها في 7 /1 /2008 في الية رقم (1 ) لسنة 2008 ، وقد تبين لمؤسسي وأعضاء الجالية ، أن هناك استغلالا بشعا للمصريين الذين يجهل الكثير منهم اللغة البلغارية كتابة وقراءة ، وحامت الشكوك والشائعات علي مختلف الأصعدة حول مجلس ادارتها ، ورئيسه (رجل الأعمال )م .ع ، والذي يتهمه البعض باستخدام مظلة الجالية في عمليات بيزنيس داخل وخارج بلغاريا بما يتنافي مع القواعد القانونية للجمعيات الأهلية ، حيث قيل أنه أقام علاقات مع أباطرة ومافيا الانفتاح البلغاري ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لكنه زاد إلي اتهامه في جريمة تحريض علي قتل أحد رجال الأعمال البلغار في مجال البناء والمقاولات ، مما أدي لحبسه علي ذمة الية لأكثر من شهرين بالسجن المركزي البلغاري وأفرج عنه بكفالة ، ولا تزال الية في محل التدوال الائي ، شائعات أخري عن تورطه كوسيط في عمليات صفقات القمح الفاسدة من روسيا والتي تمت ضبطها بمصر ، يضاف لذلك وقوفه وراء تهريب شحنة سجائر صينية مغشوشة من ملدوفيا الي مصر ألقي القبض علي الباخرة في المياه الاقليمية البلغارية ، وأشارت اليها وسائل الاعلام البلغارية ، أما بالنسبة لباقي أعضاء مجلس الادارة فأحدهم ويدعي (ع .د )نائب رئيس الجالية لشئون العضوية والمصريين ومتهم في أكثر من 6قضايا شيكات بدون رصيد وأحكام مختلفة بالحبس ، هرب منها ولجأ لبلغاريا في تسعينيات القرن الماضي وما زال مطلوبا للعدالة ، وقد قامت أجهزة الأمن البلغارية بطرد وترحيل نجله في اتهامات بانتماءاته لتيارات اسلامية أصولية ، أما الثالث ويدعي (م .أ ) فتدور حوله الشائعات بانخراطه في صفوف الماسونية البلغارية والدعوة لأفكارها وسط الطلاب المصريين بهدف استقطابهم . السفارة لا تقلق التقت "الأهالي "بالقائم بأعمال السفارة المصرية في صوفيا والذي رفض التعليق متعللا بعدم وجود تصريح من وزارة الخارجية المصرية ، وسلمه مراسل "الأهالي " صورا من كل المستندات والوثائق المتعلقة بمخالفات القائمين علي إدارة شئون الحالية المصرية تدين هذه الحفنة .. وقامت مجموعة من المصريين بجمع توقيعات عاي بيان يخاطب السفارة(لدي الأهالي نسخة منه ) بسرعة التحقيق في الوقائع المنسوبة معزز طلب عقد مؤتمر عام للجالية لمناقشة الأمور . ومن جهة أخري بث التليفزيون البلغاري فيلم فيديو مصور في القاهرة من طاقم البرنامج تم تصويره أوائل شهر يوليو الجاري، بتنسيق خفي مع أعضاء مجلس ادارة الجالية المصرية "م.أ" ، "م .ع " المتورطين في الحوادث المشار إليها في تمويل لفيلم الفيديو المعنون "أهلا بمغادرة بلغاريا " بعرض حكايات وقصص لأربعة من المصريين ، ثلاثة منهم ممنوع دخولهم الأراضي البلغارية لكونهم يمثلون خطرا علي الأمن القومي البلغاري، والرابع تم طرده وترحيله من بلغاريا بناء علي قرار محكمة صوفيا ، وقد ملأ هؤلاء القاهرة ضجيجا اعلاميا في عدد من الصحف والمجلات والقنوات التليفيزيونية ، أبرزهم الدستور وروزاليوسف ، وقناة المحور وغيرها ، ويتناول الفيلم في مجمله قصص هؤلاء الأربعة الذين يسمون أنفسهم بالمستثمرين ، في حبكة درامية مصحوبة بمقاطع ومشاهد لمظاهرة أمام السفارة البلغارية بالقاهرة من عائلاتهم وأبنائهم ، ومشهد للنائب بمجلس الشعب طلعت السادات ، قدمه طاقم البرنامج في الفيلم علي أنه يمثل ويتحدث باسم مجلس الشعب؟؟ !!!مهددا باعادة النظر في العلاقات المصرية البلغارية ، بل وسحب الاستثمارات المصرية من بلغاريا !! .وبالقراءة المتأنية لملفات هؤلاء الأربعة الذين فضلوا الاستثمار في بلغاريا بدلا من وطنهم الأم مصر!! ، وهو ما يثير الاستغراب ويطرح عددا من الأسئلة حول شخصيتهم ومصادر ثرواتهم وهل؟ ولنبدأ بأولهم العميد بحري علي المعاش محمد فودة والذي وصل لبلغاريا بمساعدة السفير البلغاري السابق راديون بوبوف(العقيد السابق بالمخابرات البلغارية ونائب وزير الخارجية في حكومة التحالف الثلاثي السابقة ) عام 2003 مقابل انشاء شركة مختلطة مع أخت السفير البلغاري وقتها بحصة 20 % ، ووفق الأقوال فان استثماراته بلغت اجمالي أكثر من 3 ملايين يورو في عمليات شراء قطع أراضي بناء بهدف السمسرة والمضاربة للمكسب السريع. توظيف أموال ونقول مصادر أن المذكور لديه باطنا شركة لتوظيف الأموال من تحويلات جزء من العاملين المصريين في السعودية وما يدعو أكثر للاستغراب قرار وزارة الداخلية البلغارية بطرد وترحيل ابن أخيه المدعو تامر لأسباب أمنية تتعلق بضبط 10 جوازات سفر مصرية بحوزته من أجل تهريب أصحابها بعد اعداد جوازات سفر مزورة لهم ..أما الثاني والذي لم يظهر في فيلم الفيديو فيدعي المهندس محمد فطيم وكما تشير المعلومات إلي كونه أحد قيادات الاخوان المسلمين في المنصورة ، وبلغت حجم (استثماراته )مبلغ 600 ألف يورو أيضا في شراء أراضي بناء بالعاصمة صوفيا ، والثالث يدعي الحاج صلاح علي نفس المنوال ، أما الرابع ويدعي وليد ندا فقد وصل لبلغاريا عام 2007 بتأشيرة سياحية كما وصلها سابقوه من المذكورين مع اثنين أخران أسسوا شركة تجارية استثمارية واشتروا قطعة أرض بناء بالحي الطلابي في العاصمة صوفيا ، الا أنه بعد فترة وجيزة قرر الاثنان فيماعدا المذكور بيع قطعة الأرض بعد مكسب سريع وغادرا بلغاريا تاركين المدعو وليد ندا وأوارق الشركة له واستئاجر المذكور مطعما لمزاولة نشاط الشركة وانتظارالقرار لتحويل اقامته علي اسم الشركة نظرا لقرب انتهاء التأشيرة السياحية ، الا أن وزارة الداخلية رفضت تحويل الاقامة وتمديد مدة التأشيرة ، فما كان من المذكور من مفر أخر سوي تقديم طلب لجوء انساني ، رفضته المحكمة وقضت بطرده وترحيله من بلغاريا مع ايداعه ملجأ ترحيل المواطنين الأجانب ... اذ تضع "الأهالي " الصورة الحقيقية والموضوعية لكل الأمورللرأي العام المصري ، مساهمة منها في توضيح ما علق من لبس ومغالطات ، وبهدف ازالة التوتر الذي يعيشه المصريون المقيمون في بلغاريا .