إذا كان ارتفاع سعر الدولار قد وضع الحكومة في مأزق تدبير الموارد المالية التي فرضتها القفزة الأخيرة في الأسعار فإن المواطنين سيتعرضون خلال الفترة القادمة لمأزق شديد يتمثل في ارتفاع أسعار السلع الغذائية خاصة التي تعتمد علي استيرادها من الخارج.. وهو الأمر الذي أكده أعضاء الغرفة التجارية وخبراء الاقتصاد قائلين إن ارتفاع أسعار الدولار بمعدل قرش واحد يحمل فاتورة الاستيراد ملايين الجنيهات يوميا خاصة أن مصر تصل نسبة الواردات إلي نسبة كبيرة من احتياجاتها من السلع الغذائية وبالتالي فإن المستهلك سوف يتحمل العبء الأكبر من تكلفة الاستيراد. المشكلة الأكبر تتمثل في أن ارتفاع سعر الدولار صاحبه ارتفاع نسبة الضرائب علي المنتجات وهو الأمر الذي سيؤدي حتما إلي ارتفاع أسعار معظم السلع ومنها السكر خاصة بعد قرار وزير الصناعة والتجارة الخارجية المهندس «حاتم صالح» الذي قرر فرض رسوم حماية علي السكر المستورد وأيضا الأرز الذي ارتفعت أسعاره عالميا. وهذا ما أكده أحمد يحيي – رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية – مشيرا إلي ارتفاع أسعار الزيوت والسكر والسمن والدقيق والألبان والأعلاف مؤكدا أن زيادة الأسعار سوف تصل إلي 10% خلال الأيام القادمة. وخلال جولة ل «الأهالي» داخل محلات البقالة والسوبر ماركت والمجمعات الاستهلاكية رصدنا تذبذبا في أسعار السلع الغذائية فضلا عن تزايد في الأسعار من يوم لآخر، ولوحظ وجود اختلافات في أسعار السلعة الواحدة من منطقة لأخري، بالإضافة إلي اتجاه بعض أصحاب المصانع إلي إنقاص حجم العبوات سواء في الزيت والشاي أو مساحيق الغسيل والمكرونة ودائما يكتب علي العبوة الوزن مقترن للكمية تقريبا وتفنن بعض شركات القطاع الخاص في عمليات التعبئة والتغليف لرفع سعر المنتج فوصل سعر كيلو السكر في المجمعات الاستهلاكية إلي 525 قرشا ويباع لدي محلات البقالة ب 6 جنيهات، والأرز وصل سعره إلي 4 جنيهات للكيلو السائب والمعبأ ب 550 قرشا رغم أننا في موسم حصاده. كما شهد سوق المكرونة طرح أنواع كثيرة تحت مسميات مختلفة مثل المعبأة العادية والمكرونة الاستثمارية كنوع من التحايل لرفع السعر فوصل سعر المكرونة الاستثماري إلي 8 جنيهات أما المعبأة العادية فوصل سعر الكيس زنة 400 جرام 5.2 جنيه وزنة 350 جراما إلي جنيهين للكيس الأمر نفسه للدقيق ارتفع سعره إلي 5.4 جنيه للكيلو السائب و5 جنيهات للمعبأة. وارتفع سعر الزيت إلي 10 جنيهات للزجاج زنة لتر وتباع الأنواع الفاخرة بين 13 و14 جنيها وارتفع سعر المسلي الصناعي إلي 25 جنيها للعلبة زنة 2 كيلو جرام. ووصل سعر السمن الطبيعي إلي 75 جنيها للعلبة 2 كيلو، ووصل سعر الزبدة الصفراء إلي 35 جنيها. كما ارتفعت أسعار الجبن بنسبة تصل إلي 20% فوصل سعر الجبن الرومي إلي 50 جنيها والجبن البراميلي 32 جنيها ووصل سعر كيلو اللبن السائب إلي سبعة جنيهات والعبوات وصل سعر نصف لتر إلي 4 جنيهات والبيض وصل سعر البيضة 75 قرشا والصلصة 5 جنيهات للعبوة الواحدة والتونة تتراوح أسعارها ما بين 6 إلي 9 جنيهات حسب النوع والحجم كما سجلت أسعار البقوليات ارتفاعا ملحوظا في الأسواق المصرية حيث وصل سعر العدس إلي 10 جنيهات للكيلو السائب والمعبأة وصل إلي 12 جنيها ويباع الفول البلدي بسعر 8 جنيهات للكيلو والمستورد يباع بسعر 6 جنيهات ووصل سعر كيس الفاصوليا زنة 400 جرام 6 جنيهات وكذلك اللوبيا. وحول رأي التجار عن أسباب ارتفاع أسعار السلع الغذائية أكد «عبدالنبي الكرار» صاحب محل سوبر ماركت أن أزمة ارتفاع الأسعار سببها زيادة الضرائب ورفع سعر الدولار كما أن تجار الجملة قاموا برفع الأسعار علينا قبل تطبيق الضرائب الجديدة. أما محمود يحيي – عامل في أحد محلات السوبر ماركت – فأكد أن السبب في الارتفاع يرجع إلي استيراد معظم السلع الغذائية من الخارج وعدم وجود رقابة علي الأسواق فالتجار يرفعون الأسعار بمجرد صدور أي قرار من المسئولين. ويؤكد عبدالمنعم منصور – علي المعاش – كنا نعتقد أن الأسعار سوف تنخفض بعد الثورة وبعد انتخابات الرئاسة ولكن للأسف الأسعار في زيادة مستمرة ويناشد الحكومة بدعم السلع الغذائية وإدراج المزيد من السلع علي بطاقة التموين ورفع المعاشات لتتناسب مع ارتفاع الأسعار.