في أوربا والدول المتقدمة، يتعاملون مع ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارهم رصيدا مهما يضيف للوطن.. يبحثون عما يمكن أن يمثل اضافة بجهدهم وعرقهم.. البعض هنا يحاول في مصر أن يرتفع بمستواهم ويستثمر طاقاتهم. من ضمن الموهبين الذين ترعاهم جمعية «أصدقاء الموهوبين من الفئات الخاصة والمعاقين» عبد الرحمن محمد -19 سنة- معاق ذهنياً – تكمن موهبته في السباحة ،فهي عشقه الخاص ونقطة ضعفه إتجاه اي خطأ يرتكبه فتعاقبه والدته من خلال تهديده بعدم حضوره للتمرين ، فقد حظي علي المركز الثاني في الاولمبياد الخاصة في شهر مايو الماضي في 200 متر حرة وظهر ،وتقول والدته “مدام سنيه ” إن عبد الرحمن مشترك في نادي 6 اكتوبر ،تحرص منذ الصغر علي ممارسة إبنها للرياضة لتنمية مهاراته ، شاكية من عدم الاهتمام الموجود في بعض المدارس الحكومية فهو في مدرسة تربية فكرية، الأنشطة بها مجرد ديكور لا مساس للأطفال لها مما يعيق تنمية مهاراتهم الجسدية والحركية والذهنية أيضاً ، “إبنتي حاصلة علي المركز الثاني في رمي الجولة والمركز الثالث في الجري والمركز الثالث في التتابع في بطولة سوريا 2010 ..ولم تكرم من وزارة الشباب والرياضة” ،هكذا واقع البطلة ولاء عبد الحميد -19 سنة -معاقه ذهنياً- حاصلة علي شهادة تأهيل تربية فكرية، هكذا حالها كما تقول والدتها مدام امينة التي ضحت بشغلها من أجل التفرغ للذهاب مع إبنتها للتمارين ،حيث تتدرب “ولاء ” في نادي القاهرة الرياضي منذ ان كان عمرها خمس سنوات ،واستطاعت ان تحقق بطولات عدة محلية وعالمية ولم تكرم من الحكومة،أمله والدتها في تغيير ثقافة المجتمع والنظر الي هؤلاء الأبطال وتشجيعهم ،”تركت المدرسة عشان بيضربوني وتفرغت لموهبتي “هكذا تقول اسماء جمال -16 سنة- معاقة ذهنياً ،موهوبة في رياضة الجري ،لم تستطع ان تكمل دراستها في مدرسة عمار بن ياسر التي كان بها دمج مع الأسوياء وذوي الإعاقة فتركت المدرسة من سنة خامسة إبتدائي ،هكذا توضح أختها “ايه” معللة ذلك بأن “اسماء” كانت بتشهد مضايقات من الأسوياء مما أساء بحالتها النفسية، فلم يكن لدينا بديل سوي ترك المدرسة والتفرغ الي تنمية موهبتها، فأستطاعت أسماء ان تحقق المركز الأول في 100 متر والمركز الاول في 200 متر في مسابقة تابعة للأولمبياد الخاصة بين محافظتي القاهرة والجيزة ،أمله في السفر للخارج والمشاركة في بطولات عالمية. تقول هبة الصاوي “المدير التنفيذي لجمعية اصدقاء الموهبين من الفئات الخاصة والمعاقين” إن فئات ذوي الإعاقة مهدور حقهم في المجتمع علي اعتبار انهم عبء لا فائدة منهم ، موضحة ان القوانين التي تضمن حقوقهم غير مفعلة فالبعض منهم وليكن معظمهم لم يتقاض المعاش الشهري المخصص له فأصبح الموضوع في يد أفراد وليس في يد المسئولين ،مشيرة إلي ان مشاركة المعاقين في المجتمع مع الأسوياء يكسبهم مهارات اجتماعية عديدة، فلابد من تغيير ثقافة المجتمع والنظر الي كيفية الإستفاده من مواهب هؤلاء .