من بين (204) دول شاركت في أوليمبياد لندن الذي أسدل عليه الستار الأحد الماضي، بل وقبل حفل الافتتاح المبهر الذي سيظل عالقا في الأذهان لسنوات بعيدة قادمة.. وكان بمثابة رسالة مفتوحة إلي العالم للإعلان عن تاريخ وحضارة انجلترا وجمع بين القديم والحديث وامتزاجه بالتقدم العلمي في مختلف المجالات وهو ما يعتز ويفتخر به أبناء هذا البلد المضيف لهذا العرس الرياضي العظيم الذي تتسابق الدول من أجل نيل شرف تنظيمه، كانت وللأسف الشديد فضيحة الملابس المضروبة «التقليد الرخيصة» التي حصل عليها الرياضيون المصريون من اللجنة الأوليمبية المصرية.. الخبر الذي أفردته إحدي الصحف البريطانية وتناقلته وكالات الأنباء ليكون ذلك ويا للعار بداية الإعلان عن وجود البعثة المصرية بين بعثات الدول المشاركة في هذا الحدث الذي ينتظره العالم كل أربع سنوات ويجمع بين أبرز وأقوي وألمع أبطال الدول. ولولا انتشار الخبر بهذه السرعة ما كان هذا التحرك من قبل الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء قبل أن يستكمل تشكيل حكومته لمعالجة الموقف وتوفير الملابس الأصلية وطلب فتح تحقيق سريع لمعرفة المسئول عن هذه الفضيحة التي استقبلت بها البعثة المصرية في لندن وقبل أن تبدأ منافساتها والمشاركة في طابور العرض.. وكشفت عن الفساد المعشش في الرياضة المصرية، ومن لا هم لهم سوي تحقيق مصالحهم غير «المشروعة» حتي لو كان ذلك علي حساب وسمعة البلد الذي لا يستحقون حمل جواز سفره، ومن المؤكد أن فتح ملف الفساد والمفسدين في هذا المجال سيكشف عن فضائح «متلتلة» تم التعتيم عليها؟!! لن أتطرق هنا إلي الفشل الذريع الذي لحق بالبعثة ويحتاج إلي سلسلة مقالات وتحليلات دقيقة ومتأنية بعد سقوط اللاعبين المصريين كأوراق الشجر في الخريف.. وعدم صمودهم في مواجهة الأبطال المنافسين، بل وتراجع مستواهم الفني والرقمي عن المعلن عنه من قبل الاتحادات «المزورة» التي ينفضح أمرها مع كل دورة أوليمبية ولم تجد من يحاسبها ويطهر الساحة الرياضية منها.. والتي لم تكتف هذه المرة بفضيحة الملابس التي لا يمكن السكوت عنها.. لتضيف فضيحة جديدة هي في حقيقة الأمر غير مسبوقة في تاريخ الدورات الأوليمبية.. ودليل قاطع علي الإهمال والجهل الإداري الذي انفردت به إدارة البعثة ككل وليس الجهاز الفني والإداري لاتحاد المصارعة وتسبب في حرمان المصارعين عبده عمر وصالح عمارة في وزني 66 و96 كجم من الاشتراك في منافسات اليوم الأخير لعدم تواجدهما في الموعد المعلن.. وكما هو مدون في برنامج المنافسات الرسمي الموجود مع كل مسئول وإداري في البعثة.. ويضاف إلي ذلك المشهد اللاأخلاقي الذي لن يمحوه الزمن باعتداء المصارعين علي الإداري المسئول في اتحاد المصارعة بالضرب والسباب.. في حضور الجمهور المتواجد في الصالات وأمام عدسات التليفزيون والمصورين الصحفيين، وهو ما يستوجب محاسبة ومحاكمة كل من له علاقة بهذه الفضائح وعلي وجه السرعة.