قائلا: «مات الرجل الذي اشتكي منه طوب الأرض والسماء» «كلبتي هي الأنثي الوحيدة التي تعرف الوفاء والإخلاص، إنها أعز مخلوق لدي وأقرب «صديقاتي» إلي قلبي».بهذه الكلمات بدأ الفنان الراحل نجيب الريحاني مقاله الذي كتبه في إحدي المجلات القديمة مع صور له معها، أكد الريحاني خلال مقاله الذي ينم عن بساطة فناني الزمن الجميل قائلا «كلبتي – يا حضرة – حيوان أتحدث إليه، يفهم ما أريد أكثر من أي إنسان، هي أليفتي في المنزل، وصديقتي في الشارع وزميلتي في العمل، تشاركني في التمثيل ولا تتعبني في إخراج دورها فهي تجيده ولا تنساه، ولا تتأخر عن موعد العمل.. ومن هنا كانت «الممثلة الوحيدة» التي أبقيت عليها من أفراد فرقتي المحلولة.. وعندما سافرت إلي لبنان فارقتها لأول مرة في حياتي وقد أصيبت بمرض من جراء حزنها العميق.. وكنت أراها كثيرا في المنام.. وبعد عودتي لم تكد تراني بعد غيبة حتي وقفت بعيدة عني وهي التي كانت تتحرق شوقا إلي لقائي، واغرورقت عيناها بالدموع وكأنها تقول: اخس عليك يا خاين العيش والملح! وفي الأيام الأخيرة اعتدت ألا أتركها لحظة، إذ أنها لا تزال في أيام الحداد علي فقيدها وفلذة كبدها الكلب «شكل» كتب أسفل المقال «الكلبة» بارعة في تطفيش الزائرين غير المرغوب فيهم.. ووضعت صورتها مع صورة الريحاني وبعض أصدقائه علي أحد المقاهي. يذكر أن الريحاني قد كتب رثاء له بخط يده قبل خمسة عشر يوما من وفاته بتاريخ 24/5/1949 قال فيه «مات نجيب مات الرجل الذي اشتكي منه طوب الأرض وطوب السماء.. إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في 60 ألف سلامة».