رحب الاتحاد الأوروبي، ببيان مجلس الأمن الأخير حول ضرورة التوصل لاتفاق مقبول لدى كافة الأطراف ويكون ملزما فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، جاء ذلك في بيان صحفي صدر أول أمس عقب الاجتماع التاسع لمجلس المشاركة بين مصر ودول الاتحاد. وجاء مواكبا للتصريحات الاخيرة ل "سيليشي بيكيلي" ، السفير الإثيوبي لدى الولاياتالمتحدة، والمفاوض الإثيوبي السابق بشأن سد النهضة، حيث اكد أن بلاده مهتمة باستئناف المحادثات مع مصر والسودان بشأن السد خلال اجتماعه مع المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى القرن الأفريقي، مايك هامر، خاصة بعد اعلان الخارجية الإثيوبية، في بيان، أن تصريحات السفير تسلط الضوء على اهتمام إثيوبيا باستئناف المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة الإثيوبي، الامر الذى اعتبره البعض دعوة رسمية من اديس ابابا لتحريك المياه الراكدة فى هذا الملف الشائك، بينما اكد خبراء مياه أخرون أن ما حدث مجرد تصريحات غير رسمية ، ولم توح بأى تحرك جديد، مستشهدين بتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا المفتي، والتى أكد خلالها على عزم بلاده أيضا اتمام الملء الثالث للسد في موعده هذا العام. من جانبه، أكد خبير المياه ، دكتور عباس شراقى، انه لا يوجد حتى الآن اى تصريحات رسمية من وزير الرى الاثيوبى او وزير الخارجية او حتى رئيس الوزراء بشأن الدعوة لاستئناف المفاوضات حول السد، موضحا أن ما أعلنه السفير الاثيوبى بواشنطن ليس بجديد. واضاف شراقى، انه من الافضل الوصول لاتفاق بين دولتى المصب واثيوبيا قبل الملء الثالث بصرف النظر عن الكمية المستهدفة منه، موضحا أن المواطن المصرى لن يشعر بهذا الملء فى حالة التخزين ولكن يكفى حالة الاحباط بسبب الشعور بأن اثيوبيا هى المهيمنة، مؤكدا أن التخزين له اضرار حاولت الحكومة المصرية امتصاصها من خلال مشاريع معالجة المياه وتبطين الترع التى كلفتها عشرات المليارات، وذلك لزيادة الاحتياطى بالسد العالى، الامر الذى عجل به التخزين الثانى والاعلان عن التخزين الثالث. ويرى شراقى، أنه لمن المثير للدهشة الحديث الاثيوبى المتكرر عن الملء والتخزين بشكل به تعنت وكأن أديس ابابا تتحدث من مصدر قوة بينما فى الواقع هى دولة بها أكثر من 50 مليون مواطن يعانون أزمة غذائية حادة، فهى من افقر عشر دول فى العالم، ولديها مشاكل كثيرة بينما تحاول ان تغطي الحكومة الاثيوبية على فشلها فى تحسين الوضع الداخلى وذلك من خلال الشحن الاثيوبى المستمر للشعب ضد مصر فكلما زاد التعنت ضدنا زاد التفاف الشعب حول حكومته، متمنيا بأن تكون لمصر المبادرة بطلب استئناف المفاوضات مع وضع ما تراه مناسبا من السيناريوهات للمسار التفاوضى.