في الذكرى ال 48 لحرب أكتوبر المجيدة، لا يمكن أن نغفل الدور الذى جسدته المرأة المصرية في صناعة النصر لما لها من تاريخ حافل بالنضال، فقد قامت بأدوار بطولية بداية من كونها أم البطل وزوجة الشهيد، وكانت مثالا للمرأة المثابرة، بل وغرست الصبر والتحمل في نفوس أولادها لخلق جيل جديد قادر على العطاء ومواجهة التحديات. ،، وهناك نماذج بطولية خلال الحرب، يذكرها التاريخ، ودائماً ما يسلط عليهن الضوء ، اعتزازاً واعترافاً بدورهن ، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الحكيمة" إصلاح محمد"، من القاهرة، وكانت ضمن هيئة تمريض مستشفى السويس الأميري، واللاتي استمرن في العمل مع الأطباء 24 ساعة يوميا أثناء المعارك وما بعدها، وقد ذكرت "لم نكن نخشى شيئا، ورغم وجود حوالي 200 سرير في المستشفى يخدمها طاقم من 20 طبيبا و 78 ممرضة فقط، وفي بعض الأحيان كانت إمدادات الدم تقل فكنا نتبرع بدمائنا للجرحى"، وكذلك " فلاحة فايد" ، والتى كلفها أحد الضباط بالذهاب إلى مكان تمركز آليات العدو الاسرائيلي لتختبئ بين الأشجار الكثيفة في منطقتي فايد وسرابيوم ومراقبتهم عن كثب قبل أن يضع خطته للهجوم عليهم، فما كان منها إلا أن حملت ابنتها على كتفها زيادة في التمويه على العدو لتستطيع أن تؤدي مهمتها بكفاءة. أما " سهير حافظ"، أرملة الشهيد مدحت مكي الذى كان نقيبا في سلاح المشاة بالقوات المسلحة، والذي استشهد بعد زواجهما بستة أشهر فقط، فلم تتوقف حياة المرأة التي دفعت ثمن حرية الوطن بدماء زوجها، بل قررت أن تستكمل تعليمها وحصلت على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة، وعملت لفترة كمعلمة، إلا أنها قررت أن يكون عملها بالهلال الأحمر المصري، لكي تكون خير عمل لها خصوصا بعد أن استشهد زوجها في حرب أكتوبر. السيناويات كان للمرأة السيناوية دوراً فعالا أثناء الحرب على وجه التحديد، نماذج لن تنسى بداية من السيدة " فرحانة سلامة"، والتى كانت تعيش فى الشيخ زويد، وقد عبرت قصتها عن مدى شجاعتها وحبها لتراب هذا الوطن، فقالت عن دورها في الحرب، ان وجود قوات الاحتلال الإسرائيلى في سيناء كان سببا في تركها منزلها والسفر إلى القاهرة، ولكنها لم تنتظر الفرج على أيادي رجالنا في القوات المسلحة، بل قررت أن تحول الغضب إلى ثأر من العدو، وذكرت أن دورها هو نقل الرسائل والأوامر من قيادات الأمن في القاهرة إلى الضباط وقيادات سيناء في ذلك الوقت، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التى كان يقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلى من تفتيش، إلا أن هذا لم يجعلها تتراجع عن هذا الدور، والمشاركة في نصر أكتوبر، وتعد هى من أشهر المجاهدات فى سيناء، وكذلك "السيدة فهمية" ، وهى أبرز السيدات السيناويات، وكانت أول امرأة يتم تجنيدها من المخابرات الحربية، لرصد المواقع الإسرائيلية على الضفة الغربية وخط "بارليف"، ومعرفة نوع السلاح وعدد القوات، والسيدة " مريم "، والتى تم تكليفها لرصد حجم القوات الإسرائيلية في وسط سيناء، بالإضافة إلى تأمين الطرق للفدائيين. النضال من جانبها ،اكدت " مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب السابق، أن هناك نقاطا فارقة في حياة المرأة المصرية وتاريخا مسطرا بأحرف من نور سيظل يذكره إلى الأبد، حيث جسدت دورًا لا يمكن أن نغفله في صناعة النصر في حرب أكتوبر، فالنساء كن يتواجدن بصفوف الهلال الأحمر، ويوزعن أنفسهن على المستشفيات، مضيفة أن المشاركة لم تتوقف عند هذه الجهود وحسب، تبرعن بدمائهن للمصابين والإشراف على الطعام المقدم للجنود على الجبهة. بينما ترى الكاتبة الصحفية "سكينة فؤاد"، أن مشاركة المرأة فى هذه الحرب هو امتداد لتاريخ من المشاركة فى جميع حلقات النضال الوطنى بداية من مقاومة الحملة الفرنسية والثورة العرابية وثورة 1919، موضحة أن وعى المرأة الوطنى سبّاق وكذلك حسها الوطنى جزء من تكوينها، فهى حفيدة ايزيس، مشيرة الى ان العقيدة المصرية القديمة جعل من حبها حياة تحيى بها الحبيب، وكذلك فهى امتداد للجدود الفرعونيات. واضافت " سكينة"، أن المرأة خرجت لمواجهة الانجليز فى ثورة 19 وسقطت شهيدات، ودللت ب العبارة التاريخية التى قالها المعتمد البريطانى عنهن" لا أظن أننا نستطيع البقاء فى أمة فيها مثل هذا النوع من النساء" ، مشيرة الى أن حرب اكتوبر حلقة من تاريخ وطنية المرأة المصرية وايمانها بمسئوليتها تجاه بلدها، وعشقها لارض بلدها، واستعدادها لاى مواجهة مع من يعتدى على هذه الارض. وقالت " من يعود لتاريخ حرب 73 يكتشف أن المرأة وقتها كانت وزيرة الحرب، فكانت وزيرة اقتصاد فى ظل الكميات المحدودة من التموين فى ذلك الوقت، كانت تتصرف ولا تشتكى ، فأدارت المعركة بخبرة، علاوة على ما ذكره وزير الصحة وقت الحرب " محمود محفوظ"، عندما قال أن النساء بذلن مجهودات واسعة من ممرضات وطبيبات ومتبرعات، وشاركن فى ادارة المستشفيات وتم الاعتماد عليهن اعتمادا اساسيا، إذن فالمرأة فى حرب اكتوير من عوامل صناعة النصر، سواء بالمشاركة او بصناعة الابطال وادراة الشوؤن ، كما كانت صمام الامان للاطمئنان عند كل مقاتل واحساسه بأن من خلفه ظهر حامى له من "زوجة وأم وابنة وأخت"، فكانت هى الزوجة الأمينة على البيت والاولاد.