سوسن حجاب: السيناويات سرن على الأقدام أكثر من 4 كم فى انتخابات الرئاسة حرصا على مستقبل مصر منى برهومة: نطالب بمنحها نصيبا من المراكز التنفيذية.. ودعم مشروعاتها الصغيرة
سهام عز الدين جبريل: وزيرة التعليم فى فرنسا تذكرنى بتاريخ كفاح راعية الغنم السيناوية
ضربت المرأة السيناوية أروع الأمثلة من خلال اشتراكها جنبا إلى جنب مع الرجال فى تاريخ النضال والدفاع عن الوطن، وكتبت اسمها بخيوط من ذهب فى الملاحم الوطنية منذ بداية التاريخ المصرى، فمنذ كانت راعية للغنم وسط الجبال كانت تتصدى للأعداء وتساعد خير أجناد الأرض والمجاهدين والفدائيين سواء بتهريبهم أو إغاثتهم وتمريضهم. والى يومنا هذا مازالت تتحمل أهوالاً وصعوبات لا يتحملها بشر من توتر وعدم استقرار وفقدان لأقرب أحبابها ومصدر رزقها وبيتها من أجل وطنها واستقراره وأمنه وتنمية مجتمعها بكل ما تستطيع من قوة. وفى السطور التالية نقترب أكثر من معاناة المرأة السيناوية، ونتعرف أكثر على قصص كفاحها وبطولاتها، وطريقتها فى تنمية مجتمعها فى جميع المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، لتصبح بحق عمود الخيمة لأسرتها داخل سيناء. الدكتورة سهام عز الدين جبريل، عضو المجلس القومى للمرأة فرع شمال سيناء، تقول: لقد لفت نظرى قصة الوزيرة نجاة بلقاسم، وزيرة التعليم فى فرنسا، فهى مغربية الأصل وكانت ترعى غنم أهلها فى المغرب، وهنا تحضرنى صورة أخرى مشرقة ومشرفة للمرأة فى بلادها، فى سيناء بالتحديد، وهى الصورة التى تترجم وتتحدث عن دور وطنى عظيم للمرأة السيناوية لا يعلمه، فهناك قصص كثيرة لسيدات وفتيات من سيناء كان لهن دور عظيم فى إيواء الجنود المصريين الجرحى، بعد نكسة 1967 وخلال حرب الاستنزاف وفى حرب أكتوبر1973، منهن الفتيات راعيات الأغنام اللاتى لم تبلغ أعمارهن الخمسة عشر عاما، واستطعن أن يجبن الصحراء بحثا عن الجنود المصريين المصابين والجرحى لأخذهم ومداواة جراحهم، بالتعاون مع سيدات وبنات العريش اللاتى تعلمن الإسعافات الأولية خصيصا لمداواة الجرحى والمصابين، مؤكدة أن دور راعيات الأغنام الصغيرات لم يقف عند هذا الحد فقط، بل كن يقمن بمسح آثار أقدام الجنود، عن طريق إطلاق أغنامهن لإخفاء أثر تلك الأقدام، حتى لا يرصد تحركاتهم جنود العدو. وذكرت جبريل، أن هناك الكثير من الحكايات التى ترويها رمال سيناء ودروبها عن راعيات الأغنام قديما، وغيرهن من سيدات وفتيات سيناء حديثا، متسائلة هل يمكن أن تتولى ابنة الصحراء السيناوية منصب وزيرة مثلا، فى مصر، خصوصا أن المرأة فى سيناء هى ترمومتر ذلك المجتمع الذى تعيشه، وتحمل كل همومه وآماله وأحلامه، وتستطيع بلا شك أن تعبر عنه وتحل مشاكله إذا أصبحت لديها صلاحيات، لأنها على مدار تاريخها، وهى تسخر الطبيعة الصعبة والتحديات إلى أدوات مساعدة لخدمتها وخدمة أسرتها فى المأكل والمشرب والملبس والسكن، مطالبة باستعادة حالة الأمن والأمان والاستقرار لمجتمعها وإدارة عجلة التنمية لصالح سيناء التى تأخرت عن ركب التنمية والتطور لعقود طويلة لأسباب كثيرة.
الجندى المجهول تقول منى برهومة، الباحثة الاجتماعية فى قضايا المجتمع السيناوى إن دور المرأة السيناوية مهم فى تنمية مجتمعها، شأنها شأن المرأة المصرية فى باقى المحافظات، وهى عصب الأسرة وشريك أساسى فى السلم والحرب، وتعتبر المرأة السيناوية الجندى المجهول فى التحديات التى يواجهها المجتمع السيناوى بمدن محافظة شمال سيناء، وقد بدأت المرأة السيناوية تحصل على حقوقها بالتدريج بعد عودة سيناء للسيادة المصرية، واقتحمت كل المجالات برغم كل التحديات والمعاناة والموروثات وأعراف المجتمع القبلى التى تعيش فيه داخل سيناء، وذلك بفضل إيمانها بدورها كشريك أساسى فى مجتمعها فى الحرب والسلم والبناء والتعمير. وتذكر برهومة دور المرأة السيناوية فى مواجهة الحرب على الإرهاب وتحملها المعاناة خلال السنوات الأربع الماضية كأم وزوجة وابنة وأخت، وهى معاناة فوق طاقة البشر، مشيرة إلى أن المرأة السيناوية وخصوصا بمنطقة شرق العريش، أعطت درسا فى الصبر والتحدى وقوة التحمل لكل هذه الظروف، فنتيجة الحرب على الإرهاب من يوليو 2013 حتى الآن، فقدت مئات الزوجات عائلها ومصدر الأمان الاجتماعى لهن كما فقدن مصدر الرزق والمأوى أيضا. وطالبت الباحثة فى القضايا السيناوية سرعة صرف معاش مناسب للمرأة المتضررة، وتوفير مشروعات صغيرة لمساعدتها على تلبية رغبات أسرتها، وتوفير مسكن ملائم لمن فقدت منزلها، والإفراج عن من هم على ذمة الاشتباه ولم تثبت عليه أى إدانة جنائية أو سياسية، مؤكدة أن هناك زوجات فقدن الأزواج ولم يستطعن استخراج شهادة وفاة لعدم العثور على الجثة، مقترحة عقد لجنة استثنائية لهذه الحالات لاستخراج شهادة وفاة والحصول على معاش، بالإضافة إلى إنشاء نصب تذكارى يضم جميع الشهداء المدنيين من أبناء سيناء الذين تمت تصفيتهم على أيد الجماعات المسلحة او نتيجة رصاص طائش أثناء المداهمات، وفتح معارض دائمة على المستوى القومى لتسويق التراث والمنتجات السيناوية، وتكريما لدورها تطالب مشاركة المرأة السيناوية فى صناعة القرار على المستوى المحلى والقومى، ويكون لها نصيب فى المناصب التنفيذية مثلا نائب للمحافظ ورئيس مدينة وقرية.
فى انتظار التنمية أما سوسن حجاب، رئيسة جمعية حقوق المرأة السيناوية فتؤكد أن: المرأة فى سيناء لها دور تنموى كبير، خصوصا أن عددا كبيرا من النساء اهتممن بالتعليم وأصبحن كوادر مهمة فى مجتمعهن، فمنهن الطبيبات والمهندسات، وكثير منهن حصلن على درجات الدكتوارة والماجستير، ولا يوجد مجال لم تطرقه المرأة السيناوية، لذا أصبحت وكيلة وزارة للتربية والتعليم ومدير لفرع المجلس القومى للسكان بسيناء، ومديرة للتنظيم والإدارة، ومديرة لأول فرع لجهاز شئون البيئة فى شمال سيناء، كما ترأست عدد من الجمعيات الأهلية فى منطقتى بئر العبد والعريش التى تعمل فى مجال تنمية المجتمع ورفع المستوى الاقتصادى والثقافى للأسرة وأيضا الحفاظ على التراث البدوى. وتذكر حجاب دور المرأة السيناوية فى الدفاع عن الأراضى المصرية من خلال البوابة الشرقية فى شبه جزيرة سيناء والتى عبر منها كل الغزاة مصر بداية من الهكسوس حتى الجماعات الإرهابية الحالية، وكان لها دور كبير فى تاريخ الكفاح، مشيرة إلى وجود «12 مجاهدة» مسجل أسماؤهم فى سجلات المخابرات المصرية بسبب دورهم فى فترات الاحتلال، وهم نجوم ورموز نستمد منهم الشجاعة والعزيمة، فى نقل المعلومات وإيواء الجرحى والمجاهدين وتهريب المقاتلين، مطالبة من الإعلام ألا يجحف دور السيناوية الرجال منهم والنساء وتاريخهم النضالى، مؤكدة أنه يجب أن تخصص القنوات الفضائية والصحف ومواقع الإنترنت وقتا وصفحات يومية أو أسبوعية، لعرض حقائق كفاح أهالى سيناء وتاريخهم النضالى، بدلا من التجنى عليهم واتهامهم بالخيانة وتضيف رئيس جمعية حقوق المرأة السيناوية، أن هناك تحديات كثيرة تواجه المرأة فى سيناء، ومنها على سبيل المثال قطع المواصلات وخطوط التليفون وفرض حظر التجوال، وعدم وجود بنزين، لدرجة أن السيدات فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة سرن على أقدامهن أكثر من 4 كيلو مترات، بسبب عدم وجود موصلات، وبرغم ذلك قد ضربت المرأة السيناوية المثل فى الوطنية والانتماء فى إقبالها على المشاركة الانتخابات، لأنها أكثر نساء مصر احتياجا إلى الأمان والاستقرار، مؤكدة أن جميع السيناويات سيف فى يد البلد وليس عليها. وفى انتظار ال 275 مليار جنيه المزمع تخصيصها لتنمية سيناء.