انتظر المراقبون للانتخابات العمالية والتى أجريت مرحلتها الأولى للجان النقابية، أن تخرج بصورة أفضل من ذلك، حيث أصبح المشهد العام هو استياء الجميع، ماعدا بعض قيادات الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، والتى فازت بالتزكية ودون الدخول فى دوامة الانتخابات، وذلك فى ظل وعود تبعتها بعض الإجراءات اتخذها وزير القوى العاملة محمد سعفان، لتصويب هذه الأوضاع، ولكن على الجانب الأخر، فالدعاوى القضائية للمستبعدين من المرجح أن تصل لرقم قياسى، فى ظل العدد الكبير والذى استبعدته اللجنة المشرفة على الانتخابات. الافتقاد لسرعة الاستجابة مع الأخطاء العديدة التى حدثت خلال فترة تقديم المرشحين لأوراقهم فى المرحلة الأولى بما فيها مرحلة الطعون وإعلان الكشوف النهائية، أدت إلى تفاقم الأزمة، فبداية من استلام أوراق المرشحين والزحام الشديد، واستبعاد عدد كبير منهم من الكشوف، إلى وجود تداخل فى الكشوف وتكرار بعض الأسماء ونسيان البعض الأخر، وحتى تأخر إعلان نتائج الطعون التى قاموا بتقديمها، وحدوث مشادات واستياء عام بين جميع المرشحين فى مديرية القوى العاملة بالقاهرة. فقد اشتكى كثير من المرشحين للجان النقابية بعدد من القطاعات من تأخر فتح لجنة الانتخابات، وتأخر وصول المندوبين، ففى شركة عمر أفندى، والتابعة للشركة القابضة للتشييد والتعمير، لم يصل المندوب إلى اللجنة النقابية بإدارة المراجعة التابعة للشركة حتى الساعة الثانية ظهرًا، وعند اتصال عدد من العاملين بالمندوب، كان الرد عليهم " تعالوا خدونى"، واضطر العاملون إلى إرسال سيارة لتأتى بالمندوب لكى يتم بدء العملية الانتخابية. وفى نفس السياق، حرر مرشحو اللجنة النقابية للعاملين بالسكة الحديد رقم 5 محضراً بعدم وجود موظفى القوي العاملة حتي العاشرة من صباح اليوم بالمقر الانتخابي بورش الشرابية. وتكرر هذا الأمر فى انتخابات اللجنة النقابية بالجامعة العمالية بمدينة نصر، والتى تفقدها الوزير فى جولته، حيث لم يتم افتتاح لجنة الانتخاب حتى الساعة الواحدة ظهرًا. إقالة الفوضى التى شهدتها مديرية القوى العاملة بالقاهرة والتى كادت أن تنهى بصورة فعلية على العملية الانتخابية قبل بدايتها، دفعت وزير القوى العاملة إلى اتخاذ قرار بايقاف، مدير مديرية القوي العاملة بالقاهرة، نجوي أحمد اسماعيل، عن العمل 3 أشهر وتحويلها للنيابة الإدارية، وإسناد مسئولية المديرية لمحمد طه مدير مديرية قوي عاملة الجيزة قائما بالأعمال، وهى تُعد محاولة من الوزير لتفادى أخطاء المرحلة الأولى، موضحًا إن هذا الإجراء جاء نتيجة حالة الهرج والمرج التي شهدتها مرحلة تقديم أوراق المرشحين للانتخابات العمالية خلال المرحلة الأولى.فقد أكد سعفان، أنه لا يسمح بالخطأ، وأن الفترة الحالية تحتاج لمن له القدرة على القيادة بشكل دقيق، مشيرًا إلى أنه سيتم تصويب هذه الأخطاء فى المرحلة الثانية للانتخابات، مؤكدا أن بعض المرشحين تعاملوا بشكل غير لائق مع الموظفين المنوط لهم تلقي الأوراق من المرشحين، ولم يكن هناك تعنت من مديريات القوى العاملة مع المتقدمين للترشح. إلغاء ونتيجة أيضًا لعدم التنظيم الذى طال سير العملية الانتخابية فى المواقع المختلفة، فقد قررت اللجنة المشرفة على الانتخابات، إلغاء نتيجة انتخابات نقابة شركة الخدمات البترولية "بتروتريد"، وذلك لعدم إدراج أحد المرشحين فى الكشوف. طعون استبعاد عدد كبير من المرشحين قابله عدد ضخم أيضًا من الدعاوى القضائية، ومنها على سبيل المثال، قيام المرشح على رئاسة نقابة شمال القاهرة التابعة لهيئة النقل العام، عل فتوح، برفع دعوى قضائية، بمحكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، حيث يدفع ببطلان العملية الانتخابية، وإعادتها مرة أخرى، وذلك بسبب استبعاده من الكشوف النهائية للمرشحين ودون سبب قانونى، وذلك طبقا للدعوى. وفى نفس السياق، أقام حمدى عز، رئيس اللجنة النقابية المهنية للسياحيين بالقاهرة، دعوى قضائية هو الأخر، أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة طعن فيها على قرار استبعاده من خوض الانتخابات العمالية التي جرت يومي 23 و24 مايو. واختصم، فى دعواه التي حملت رقم 42542 لسنة 72 قضائية، كلا من وزير القوى العاملة ومدير مديرية القوى العاملة ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات 2018 بالقاهرة، موضحًا أن النقابة العامة للسياحيين، أنشئت فى عام 2011، ولها نقابات فرعية ب 6 محافظات استطاعت اثنان منها توفيق أوضاعها فى محافظتين فقط هما «القاهرةوالجيزة» الذين قدموا أوراقهم للترشح كأعضاء مجلس إدارة فى الانتخابات العمالية، للجنة المشرفة على الانتخابات. وأضافت الدعوى أن أعضاء النقابة عند إعلان كشوف المرشحين فوجئوا باستبعاد هذه اللجنة وعدم إدراجها بالكامل ضمن لجان التصنيف النقابي للعاملين بالسياحة والذين ستجرى انتخاباتهم ضمن المرحلة الأولى يوم 24 مايو 2018، ومن ثم لم يجدوا أسماءهم ضمن المرشحين. وأكدت الدعوى أن استبعاد تلك اللجنة من قائمة اللجان التى ستجرى انتخاباتها واستبعاد الطاعن وباقى المرشحين من نفس الجمعية العمومية من قائمة المرشحين لانتخابات النقابات العمالية 2018- 2022 يجسد حالة من حالات التعسف فى استخدام السلطة دون سند من القانون، وحرمان لتلك المنظمة النقابية ولجمعيتها العمومية من حقها فى الانتخاب والترشح. تزكية فاز عدد كبير من القيادات العمالية الحاليين ومعظمهم من الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بالتزكية داخل لجانهم النقابية وهو ما يدفع بأحقيتهم بالترشح لانتخابات المرحلة الثانية وهى النقابات العامة ال25.ومن النقابيين الفائزين بالتزكية فى المرحلة الاولى، جبالى المراغى، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر برئاسته للجنة النقابية المهنية للنقل البرى بسوهاج، كما فاز محمد وهب الله، الأمين العام للاتحاد بالتزكية برئاسة اللجنة النقابية المهنية للتجارة بالقاهرة، ومحمد سالم مراد، أمين صندوق الاتحاد العام فاز بالتزكية فى اللجنة النقابية للعاملين بالهيئة الزراعية، والدكتور عادل نظمى، رئيس النقابة العامة للمرافق برئاسة اللجنة النقابية للعاملين بديوان وزارة الكهرباء والشركة القابضة، و مجدى شعبان، رئيس النقابة العامة للمالية والضرائب والجمارك بالتزكية فى لجنة الضرائب على المبيعات بالجيزة، وهويدا السباعى، الأمين المساعد فى اللجنة النقابية للعاملين بالضرائب العقارية بالقاهرة.وفى النقابة العامة للمرافق فاز بالتزكية كل من رضا الدغيدى أمين صندوق فى لجنة الصرف الصحى بالقاهرة و محمد النشرتى، الامين العام للنقابة بشركة وسط الدلتا للكهرباء..كما فاز ابناء القيادات العمالية ايضا وهو ما دفع بعض المعارضين بالقول ان هناك توريثا ايضا..ففى نفس السياق فاز فى الانتخابات الاولية هانى محمد وهب الله،حيث تم انتخابه عضوا لمحلس إدارة الشركة المصرية لتجارة الأدوية،كما فاز مراد محمد سالم مراد برئاسة اللجنة النقابية للعاملين بالزراعة والري التي تتبع الخدمات الادارية،وفوزحماد محمد جبالي المراغي بالتزكية كرئيس لنقابة النقل البرى بمحافظه سوهاج. وعود خلال جولاته الميدانية لتفقد اللجان الانتخابية أو تقديم الأوراق للمرحلة الثانية من انتخابات اللجان النقابية، وعد وزير القوى العاملة محمد سعفان، بتحسين الوضع فى أسرع وقت، مؤكد أن الوزارة تقدم كل الدعم الفني والمادي لمديريات القوى العاملة فى كل المحافظات، لتسهيل إجراء الانتخابات ورسم مشهد انتخابي قوى ومنظم فى لحظة تاريخية فارقة فى العمل النقابي المصري. وأكد سعفان، أن أي خطأ يتم الإبلاغ عنه يتم معالجته فورا من قبل أحد أعضاء الهيئات القضائية "قاضي" فى اللجنة المشرفة على الانتخابات، مشددا على أن الوزارة تولت التنظيم فى المرحلة الثانية لتفادي أى مشكلات تكون قد حدثت فى المرحلة الأولي فيما يخص محافظة القاهرة.. وقال إن المجال الانتخابي بصفة عامة يكون فيه مصالح متضاربة، وأنه من الطبيعي أن تنتشر بعض الشائعات التي تشوه المشهد، مؤكدًا أن الوزارة تقف موقفا محايدا من الجميع وهدفها الرئيسي هو تذليل أى صعاب فى العملية الانتخابية، قائلا :"متواجدين على مدار ال 24 ساعة لإنهاء العملية الانتخابية بشكل يرضى كل عمال مصر، لافتا إلى أن الحركة النقابية العمالية فى حاجة لتنظيم نقابى قوى يضفى نوعا من الحراك للإسهام فى الاقتصاد المصرى بشكل إيجابى. وأضاف أنه بعد إعلان النتائج الخاصة بالانتخابات ستقوم الوزارة بعمل توعية وتثقيف لمن أفرزته الانتخابات العمالية فيما يخص دور التنظيم النقابي، والقوانين المتعقلة بالعمال، حتى يكون هذا التنظيم على درجة كبيرة من الوعي، مما يسهم بإيجابية فى العملية الإنتاجية. وبدأت المرحلة الأولى من الانتخابات العمالية لانتخابات اللجان التابعة لوزارة القوى العاملة ومديرياتها، يومى الأربعاء والخميس، 23 و24 الماضيين، مايو، وبالنسبة للمرحلة الثانية من انتخابات اللجان النقابية سيتم إجراؤها يوم 31 مايو الجارى، وسيتم إجراء انتخابات مجالس إدارة النقابات العامة 7 يونيو، وكذلك فإن انتخابات الاتحادات النقابية العمالية ستجرى فى 13 يونيو القادم. مأزق جنيف ويتزامن ذلك مع بدء مؤتمر العمل الدولي بجنيف بحضور اطراف الانتاج الثلاثة حول العالم،ففى الوقت الذي تقدمت فيه مجموعة من المرشحين والنقابات المستقلة بطعون وشكاوي فيما اسموه تعسف وممارسات ادارية وامنية للتخلص منهم لصالح قيادات بعينها، ستتقدم به رحمة رفعت محامية دار الخدمات النقابية بمذكرة سيتم عرضها على مؤتمر العمل الدولي بجنيف خلال ايام قليلة..وكانت منظمة العمل الدولية قد حذفت مصر من قائمتها السوداء فى الحقوق والحريات النقابية واعطتها فرصة وإختبارا بما ستسفر عنه الانتخابات العمالية الحالية.