شهدت البرلمان لأسبوع الماضي حالة من الجدل ما بين مؤيد ومعارض لإلغاء فرق نقاط الخبز بعدما وصفها البعض بأنها جزء من فساد منظومة الخبز، خاصة بعد نجاح رؤوس الفساد فى إختراق تلك المنظومة من خلال عمليات صرف وهمية وبطاقات مضروبة لسرقة الدعم وتكبد الدولة خسائر تقدر بالمليارات. وقال مدحت الشريف" وكيل اللجنة الإقتصادية بمجلس النواب" أن هناك مناحي فساد كبيرة تعتري عمليات صرف نقاط الخبز ومنظومة الخبز بوجه عام، و حتي الآن ليس لدينا تصور واضح وتفصيلي عن كيفية إلغاء فرق نقاط الخبز،وما يقال مجرد تسريبات إعلامية،لكن الثابت لدينا أن نقاط الخبز جزء من فساد منظومة الخبز بشكل عام.. ولقد أثبتت لجنة تقصي حقائق القمح وجود عمليات صرف وهمية تقدر بالملايين كان من بينها قضية 12 مليون جنيه تدخل الوزير الأسبق لمنع إستكمال الإجراءات القانونية وطالب بالتصالح فيها وعدم تحويلها للقضاء.. بالإضافة لعمليات التوريد والطحن والصرف الوهمية و الكارت الذهبي التي تعد من مظاهر الفساد التي تعتري تلك المنظومة وكان من المفترض أن توفر عمليات صرف سلع نقاط الخبز توفير ما يقرب من 44 مليار جنيه لكن معظم هذه المبالغ تذهب هباءا فى جيوب الفاسدين. واذا أردنا تطبيق الحوكمة على هذه المنظومة فعلينا الإستماع للتوصيات الصادرة عن لجنة تقصي حقائق القمح التي تعد ملزمة للحكومة، و تقتضي تنقية البطاقات التموينية، وتحديد المستحقين للدعم، وتحديث قاعدة البيانات الخاصة بالمستفيدين من الدعم، لأنه من غير المعقول أن يتم صرف الدعم لما يقرب من 84 مليون مواطن شهريا وهي عبارة عن سرقات ومستفيدين وهميين وبطاقات فاسدة.. وناشد الشريف وزير التموين على المصيلحي بتقديم ما لديه من خطط لإحكام السيطرة على تلك المنظومة وطرحها على مجلس النواب لمناقشتها. طالب محمود العسقلاني" رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء"بضرورة إصلاح عيوب تلك المنظومة، وسد الثغرات التي يتخذها البعض وسيلة للتربح على حساب المواطن الفقير بدلا من التفكير فى إلغائها، لأنها كانت سببًا مباشرًا فى تحفيز المواطنين فى ترشيد استهلاك الخبز،وساهمت فى حل العديد من الأزمات، وتوفير بعض السلع الغذائية الضرورية،وتقليص حدة الضربات الموجعة التي تلقاها الفقراء بعد الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، والتي كانت تستدعي زيادة الدعم لتخفيف الأعباء المالية فى ظل تدني معدلات الأجور وارتفاع موجة الغلاء التي طالت العديد من السلع،ولاينبغي الضغط على الفقراء أكثر من ذلك لأن كثرة الضغوط تولد الانفجار.. وقال أن إلغاء فرق نقاط الخبز سيزيد من أسعار تلك السلع، ويدفع لعودة طوابير الخبز، وزيادة معدلات الاستهلاك اليومي،وفى النهاية يلقي به فى سلة المهملات ويتم استخدامه كغذاء للحيوان والطيور.