أحكم الجيش قبضته على منظومة نقاط الخبز، بعد ثبوت إهدار المال العام فى المنظومة من جهة، ووجود تلاعب فى الأرقام، إضافة إلى قيام بعض المستفيدين من تلك المنظومة بالحصول على الدعم أكثر من مرة وبطريقة غير شرعية. وتعود فكرة نقاط الخبز إلى وزير التموين الحالي، خالد حنفي، والذى أعلن عن تلك المنظومة بعد توليه المسئولية بشهور، وهى عبارة عن استفادة المواطن من فرق حصوله على الدعم فى رغيف الخبز وشراء سلع غذائية أخرى. استغلال المنظومة فى تحقيق الأرباح الوهمية واستغل أصحاب المصالح علاقاتهم داخل المصالح التموينية وصرفوا تلك النقاط أكثر من مرة، ما أدى إلى إهدار ملايين الجنيهات على الدولة، وهو الاتهام الذى يوجه إلى وزير التموين خالد حنفى بجانب فساد الشون والصوامع والتى قد تكون سببًا فى الإطاحة بحنفي. ووسط حالة من الجدل بين النواب الذين يرفضون المنظومة ويُطالبون بإلغائها من ناحية، وبين وزارة التموين التى تتمسك بالمنظومة من ناحية أخرى، دخل الجيش فى الأزمة وأصبحت وزارة الإنتاج الحربى مسئولة عن منظومة نقاط الخبز بالكامل. نقيب التموينيين: الجيش مكلف بالمنظومة منذ أغسطس 2015 وقال نقيب التموينيين، وليد الشيخ، إن الفساد الموجود فى منظمة نقاط الخبز كبير جدًا، ولا يُمكن حصره حاليًا، لافتًا إلى أن هناك شخصيات ثقيلة متهمة بالتلاعب فى تلك المنظومة وإهدار مال الدولة. وأشار الشيخ فى تصريح ل "المصريون"، إلى أن وزارة الإنتاج الحربى تم تكليفها منذ شهر أغسطس من العام الماضى لإعداد بطاقات التموين بدلاً من وزارة الإنتاج الحربي، قائلًا: كان يجب على وزير التموين فعل ذلك قبل إقرار المنظومة. وأوضح، أن وزارة التموين والتنمية الإدارية متمثلتين فى شركة سمارت وبريزدانت، لم يكن لديهما سياسة رشيدة ولا قاعدة بيانات مضبوطة، الأمر الذى أدى إلى إهدار المال العام، كما أدى ذلك إلى إهدار حق الدولة فى مجال ترجمة الدعم، وأيضًا الشركة القابضة متهمة بعدم التوزيع العادل.
وأضاف: هناك محافظات لم تصل إليها السلع، ووزارة الإنتاج الحربى والجيش يُطلقان قاعدة البيانات المنقحة نهاية هذا الشهر، إضافة إلى أن شركة مايكروسوفت تقوم حاليًا بإعداد شبكة إلكترونية لربط الأجهزة ببعضها. حماد: الحكومة أهدرت الملايين فى منظومة نقاط الخبز وفى نفس السياق، قال عطية حماد، رئيس شعبة مخابز القاهرة، إن منظومة نقاط الخبز يجب إلغاؤها، لافتًا إلى أن الحكومة أهدرت ملايين الجنيهات منذ تطبيقها دون حساب أو رقابة. وأشار حماد فى تصريح ل "المصريون"، إلى أن هناك تلاعبًا كبيرًا داخل المنظومة، لافتًا إلى أن الدعم لا يصل لمستحقيها نهائيًا، وأن البقالين هم المستفيدون من نقاط الخبز أما المواطن فيتضرر منها لأن الدعم لا يصل إليه فى الأساس. وفيما يخص إسناد المهمة للجيش، أكد أنه سيكون مؤتمنًا أكثر من وزارة التموين فى ذلك، مؤكدًا أن المنظومة من الأساس كانت فاسدة وبنيت بشكلٍ خاطئ. عضو برلمانى يكشف أرقام الفساد فى منظومة الخبز من جانبه، قال ياسر شيبة، النائب البرلمانى وعضو لجنة تقصى حقائق القمح، إن ما يتم إنفاقه على نقاط الخبز سنويًا يبلغ 5 مليارات ونصف المليار جنيه، لافتًا إلى أن الحكومة كانت تحتسب فرق نقاط الخبز 10 قروش مقابل كل رغيف وأن المواطن الواحد من حقه 5 أرغفة فى اليوم. وأشار إلى أن الدولة كانت تدعم المنظومة بمبلغ 15 مليون جنيه فى اليوم، وكان من المفترض أن يستفاد من منظومة نقاط الخبز حوالى 30 مليون مواطن يوميًا، حيث تنتج الدولة 154 مليون رغيف. وزير التموين يُسلم ملفات المنظومة للجيش وكان اللافت أن وزير التموين خالد حنفي، هو من سلم بنفسه جميع ما يتعلق بالمنظومة من معلومات إلى وزارة التخطيط ثم نقلها بعد ذلك لوزارة الإنتاج الحربي، وذلك بعد مؤتمر عقده بالاشتراك مع وزارتى الإنتاج الحربى والتخطيط وتم بمقتضاها نقل المسئولية التامة عن المنظومة إلى وزارة التموين، وكان ذلك أمام الجميع. وعند سؤاله عن سبب ترك إشراف التموين للرقابة على المنظومة لوزارة التخطيط رغم أنها صاحبة الفكرة، قال حنفي، إنه يريد تحسين الخدمة المقدمة للمواطنين، نافيًا وجود تلاعب فى المنظومة من البقالين، غير أن اقتصاديين أكدوا تلقى حنفى لأوامر بضرورة ترك المنظومة لوزارة الإنتاج الحربي. وقال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن الفساد الذى شهدته منظومة نقاط الخبز، كان سببًا مباشرًا فى تدخل الجيش، متهمًا وزارة التخطيط والتموين بالتسبب فى إهدار الملايين لسوء التخطيط وتلاعب الموظفين بالسجلات والكشوف لصالح بعض التجار على حساب المواطنين.