بدأ الحديث منذ فترة عن ما يسمى IPv6 أو ما يسمى الإصدار السادس من بروتوكولات الإنترنت Internet Protocol Vesrion 6 منذ سنوات، وزاد الحديث عن نفس الموضوع مع التوسع فى الحديث عن إنترنت الأشياء أو إنترنت كل شىء.. فما هو البروتوكول السادس من بروتوكولات الإنترنت وما وظيفته وفائدته؟ ظللنا نستخدم الإنترنت لزمن طويل وما زالنا نستخدم الإصدار الرابع من بروتوكولات الإنترنت IPv4 للوصول للإنترنت واستخدامها، وكان يطلق عليه اختصارا بروتوكول الإنترنت دون تحديد نسخة الإصدار. ولم يتوقف أحد منا للتعرف على نسخة الإصدار المستخدمة مطلقا، لكن الأمر تغير فقد أصبح الإصدار الرابع قديما. وهناك حاجة ماسة للتطوير. كان العلماء يتوقعون منذ زمن أن الإصدار الرابع من بروتوكولات الإنترنت لن يصمد طويلا أمام النمو المتزايد والمستمر لاستخدام الإنترنت، وتزايد عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة. لذا قاموا بتطوير إصدار جديد من بروتوكولات الإنترنت يعرف بالإصدار السادس IPv6 وذلك قبل نحو عشرين عاما. ومنذ سنوات قليلة أصبح هذا الجيل الجديد من بروتوكولات الإنترنت جاهزا لاحتلال موقعه كرابط رئيسى للبنية التحتية للإنترنت. فالبروتوكولين الرابع والسادس هما طريقتان تستخدمها الإنترنت لتعريف عناوين الأجهزة والمواقع. وبما أن كل جهاز كومبيوتر أو موبايل، أو منصة ألعاب متصلة بالإنترنت يجب أن يكون له رقم فريد من نوعه أو عنوان فريد من نوعه لمنع أى تضارب بين أى جهازين متصلين بالإنترنت. فكل جهاز نستخدمه له رقم تعريفى محدد، وكلما دخلنا على الإنترنت يت استخدام هذا الرقم لتعريف الجهاز وتحديد هويته، والسماح له بالتجول عبر الشبكة. الإصدار الرابع يحتوى الإصدار الرابع من بروتوكولات الإنترنت IPv4 على 4.3 مليار عنوان فقط. أى لا يمكنه توصيل أكثر من 4.3 مليار جهاز بحد أقصى. ولكن مع تزايد أعداد أجهزة الكمبيوتر، والتابلت، والهواتف الذكية، ومنصات الألعاب، وكل الأجهزة والمعدات الأخرى التى يتم ربطها مع الإنترنت فإن هذا العدد من عناوين الإنترنت المخصصة للأجهزة المختلفة لم يعد كافيا على الإطلاق. الإصدار السادس أما الإصدار السادس من بروتوكولات الإنترنت IPv6 فيستخدم 128 خانة ثنائية، وبالتالى يوفر عددا ضخما من العناوين يقدر بحوالي: 340 ترليون ترليون ترليون عنوان إنترنت. لماذا الإصدار السادس أفضل؟ لأن توسيع مساحة عناوين الإنترنت التى يقدمها IPv6 تعطينا عدد من الفوائد الأخرى المهمة. ففى السابق وبسبب قلة عدد عناوين الإنترنت من الإصدار الرابع IPv4، كان جزء كبير من مستخدمى الإنترنت يعتمدون على تقنية تسمى NAT (ترجمة عناوين الإنترنت) والتى لها عدد كبير من السلبيات والآثار الجانبية غير المرغوبة، أما مع الإصدار السادس فإن كل جهاز متصل بالإنترنت يحصل على عنوان عام خاص به لوحده. فى البيوت والشركات يكون لدى معظم البيوت والشركات عنوان إنترنت واحد فقط من الإصدار IPv4 على الرغم من وجود عدد كبير من الأجهزة المتصلة بالإنترنت. هذا العنوان الوحيد عادة ما يكون موجودا على جهاز التوجيه الرئيسى Router الذى يصل كل الأجهزة فى المكان بخدمة الإنترنت. لذا تعتمد كل تلك الأجهزة على تقنية تسمى NAT (ترجمة عناوين الإنترنت) ليتمكنوا من التشارك فى هذا العنوان الوحيد لتوصيل الأجهزة المختلفة المتصلة بالإنترنت. الراوتر باستخدام تقنية NAT يقوم جهاز الراوتر بمنح كل جهاز متصل به عناوين خاصة ثانوية لتعبر عن طريقه للإنترنت (عناوين خاصة وليست عامة ولا تصلح للاستخدام مباشرة على الإنترنت). ويتوجب على الراوتر بالتالى أن يتابع ويسجل حركة مرور المعلومات من كل الأجهزة الداخلية باتجاه الإنترنت، ويحول العناوين الداخلية الخاصة إلى العنوان العام الذى يستخدمه ليرسلها إلى الإنترنت. ثم يقوم بعملية ترجمة عكسية عند عودة المعلومات فى الإتجاه المعاكس. كل ذلك لكى يتيح اتصال عدد كبير من الأجهزة بالإنترنت باستخدام عنوان عام واحد فقط أو IP واحد فقط. ولكن عملية ترجمة العناوين هذه NAT تحمل جهاز الموجه الرئيسى "الراوتر" أعباء إضافية. وتبطئ من حركة نقل المعلومات. والمشكلة الأكبر أنه لا يسمح بحركة مرنة للمعلومات. ولا يصلح مع كافة أنواع الاتصالات، ففى بعض الأحيان هناك حاجة لمزيد من الإعدادات والتعديلات لبعض البرامج لتتمكن من الاتصال بالإنترنت بنجاح. الجديد مع IPv6 على عكس IPv4 سيتيح البروتوكول IPv6 لكل جهاز الوصول مباشرة بالشبكة العامة بموجب منحه رقم خاص وفريد. وهو ما سيسهل على الناس أمورا كثيرة مثل إنشاء المنازل الذكية وغيرها. كما أن بروتوكول IPv6 أكثر أمنا من IPv4. فهنالك عمليات تشفير وآليات تهدف لضمان سلامة كل حزمة بيانات مرسلة، وموثوقية البيانات الخاصة بها. فبروتوكول IPv6 أفضل كثيرا من IPv4 من حيث الأمن وقدرته على ضمان وصول البيانات إلى وجهتها السليمة دون أن يتم العبث بمحتواها. الأجهزة القديمة والعناوين الجديدة ستبقى الأجهزة المعدة لاستخدام البروتوكول القديم IPv4 تعمل وتتصل مع الإنترنت مستقبلا. ولكن الحقيقة التى لا مفر منها هى أن البروتوكولين IPv4 و IPv6 ليسوا متوافقين مع بعضهما بشكل مباشر. لكن الباحثين يدركون أن العالم لن يتغير فى لحظة واحدة نحو البروتوكول IPv6 حيث أن معظم العالم حتى لحظة كتابة هذه السطور يعتمد على IPv4. لذا فإن الأجهزة والأنظمة الحديثة التى تدعم IPv6 يتم تصنيعها بحيث تدعم تشغيل البروتوكلين IPv4 و IPv6 معا وفى نفس الوقت جنبا إلى جنب، من خلال تقنية تسمى تقنية «التشغيل المشترك». إذا سيستمر دعم IPv4 وستستمر الأجهزة القديمة التى تدعمه فى العمل بشكل جيد فى المستقبل القريب. التحول إلى IPv6 بما أن معظم الأجهزة والمعدات المتصلة اليوم بالإنترنت تستخدم تقنية «التشغيل المشترك» لضمان بقاء الأجهزة القديمة فى العمل، لذا فإنه ليس بالأمر المستعجل والطارئ التحول إلى IPv6. لكن من المستحسن والمستحب الإسراع فى التخطيط لاستخدامه فى أقرب وقت بدلا من الانتظار ثم الإضطرار إلى التحول السريع والطارئ إلى البروتوكول IPv6. نفاذ عناوين IPv4 بما أن البروتوكول IPv4 كان محددا ولا يعطى أكثر من 4.3 مليار عنوان، فقد تم تقسيمه وتخصيص عدد محدد من العناوين لكل دولة يحق لها استخدامها. وبالتالى شهدت عدة مناطق فى العالم مثل شرق آسيا مشكلة ضخمة تمثلت فى نفاذ العناوين التى يمكنها استخدامها. وبالتالى لا يمكنها توصيل عدد أكبر من الأجهزة. ولذا عملت تلك الدول على تأهيل أجهزتها للتعامل مع البروتوكول الجديد IPv6 وحاليا فإن جميع الأجهزة والمعدات التى تتصل بالإنترنت حديثا هى مجبرة على استخدام IPv6. وخصوصا ولدينا الأسباب التالية التى تشجعنا على ذلك. الحتمية لا بد وأن يأتى يوم عاجلا أم آجلا سيضطر الجميع إلى التحول إلى IPv6. كما أن IPv6 سيصبح الخيار الوحيد المتاح أمامنا لإضافة أجهزة ومعدات جديدة للإنترنت. الكفاءة والأداء إن بروتوكول IPv6 يبسط عملية إرسال البيانات ويزيد سرعتها من خلال معالجة حزم البيانات بشكل أكثر كفاءة. ويلغى الحاجة إلى فحص سلامة الرزم المستلمة من الراوتر مما ييخفف العبء عن الراوتر، ويجعله يركز أكثر على عملية التوجيه ونقل البيانات بحد ذاتها فيزيد من سرعة نقل البيانات. فمع وجود عدد كبير من عناوين الإنترنت فى IPv6 لن يكون هناك حاجة لاستخدام تقنية ترجمة العناوين المستخدمة حاليا. الأمان عندما تم إصدار الجيل السابق من بروتوكول الإنترنت IPv4 لم تكن مزايا الأمان من ضمن الخصائص التى الأساسية التى تم تطويره من أجلها، مما جعل IPv4 عرضة للكثير من الثغرات والإخفقات الأمنية، وتمت إضافة بروتوكولات خارجية إضافية للحزمة لتقوم بتوفير هذه الخصائص، مما زاد العبء عليها. أما بروتوكول IPv6 فقد تم تطويره بحيث تكون خصائص ومميزات الأمن جزء أصيل منه لضمان أكبر قدر من الأمن وبشكل لا يؤثر على الأداء والسرعة والكفاءة. فكثير من بروتوكولات وخصائص الأمن التى أضيفت لبروتوكول IPv4 لاحقا كأمر إختيارى، هى الآن موجودة بشكل أساسى ضمنا فى IPv6. فبروتوكول IPv6 يقوم بتشفير البيانات ويفحص سلامتها ليقدم خدمة أمن شبيهة بتلك التى تقدمها VPN للبيانات المنقولة عبر الإنترنت.