علي مدي يومين. نظمت مؤسسة ¢الجمهورية¢ مؤتمرا موسعا برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بعنوان¢ ضد الإرهاب¢. بحضور عدد كبير من المسئولين والمتخصصين والمفكرين والعلماء. من كافة القطاعات والهيئات والوزارات. وعلي رأسهم المهندس إبراهيم محلب. رئيس مجلس الوزراء. ولاشك أن قضية الإرهاب شغلت الرأي العام. داخليا وخارجيا. وعلي المستوي الدولي. باعتبارها الأساس في كل ما يعانيه المجتمع الإنساني من مشكلات وأزمات. بل وحروب وصراعات بين الدول والشعوب. فلم يقف الإرهاب عند حد أو بيئة أو مجتمع بعينه. بل غطي كل المجتمعات الإنسانية. بغض النظر عن العقيدة أو الجنس أو الموقع الجغرافي. وللأسف الشديد. كلما وقعت جريمة إرهابية أُلصِقت بالإسلام. حتي صارت صورته في الغرب مقرونة بالإرهاب والتطرف. والأكثر أسفا أن كثيرا ممن ينتسبون للإسلام يكونون سببا رئيسيا في تأكيد هذه الاتهامات للدين الحنيف. بما يرتكبونه من حماقات وسلوكيات سيئة. فهم يُسيئون للدين أبلغ إساءة من حيث أنهم يظنون أن ما يفعلونه خير ودعوة ونشر للدين!وهؤلاء هم الذين وصفهم الحق تبارك وتعالي في سورة الكهف الآيات 103- 106 بقوله عزّ وجلّ:¢ قل هل نُنَبِّئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا. أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزنا. ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورُسُلي هُزُوا¢. ومن ثّمَّ كان لزام علي كل المسلمين.في كافة بقاع الأرض وعلي اختلاف مستوياتهم ومسئولياتهم. أن يتكاتفوا ويتحدوا في مواجهة هذا الخطر الداهم. ليس باعتبارهم واجبا وطنيا فحسب بل واجب ديني أيضا. فتقديم الإسلام في صورته الصحيحة النقية. البعيدة عن الإفراط أو التفريط. التشدد أو التسيب. واجب كل مسلم حتي يصل الدين للناس صحيحا نقيا كما جاء به سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من عند رب العزة سبحانه وتعالي. لقد عانينا كثيرا من مظاهر وصور الإرهاب الذي سوَّد حياتنا وأحالها إلي بؤس وشقاء. وعُسر وشدة. في حين أن الدين- أي دين- ما جاء به الخالق سبحانه إلا لإسعاد الناس وهدايتهم إلي الخير والبر والتعاون فيما بينهم لما فيه خيرهم وإسعادهم. فإذا بفئة جاهلة تحتكر الدين لنفسها وتدَّعي امتلاكها الحق المطلق في تفسير وتأويل الدين وتعاليمه. كيفما يتراءي لها وعلي أهوائها. وقد آن الأوان لأن يتواري ويخجل الأدعياء. ويعودوا إلي رشدهم وصوابهم. وكذلك. علي العلماء تحمّل مسئولياتهم والقيام بدورهم وعدم ترك الساحة لأنصاف وأدعياء العلم. وإلا عانينا جميعا الويلات.