تعتبر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعاصمتين أوروبيتين هما روما وباريس . أول جولة أوروبية له منذ أن أصبح رئيساً لمصر. لاسيما وأن الدولتين لهما دور مهم في القضايا الدولية والإقليمية التي تحظي باهتمام عالمي . كما ان موقف ايطالياوفرنسا من ثورة 30 يونيو كان متفهما لإرادة المصريين الذين ثاروا ضد حكم جماعة إرهابية أرادت أن تعيد مصر الي العصور المظلمة . أو تجعلها جزءا من مشروع خلافة يحكمها الارهابيون. وقد شمل جدول أعمال الزيارة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية المشتركة ومنها بالطبع الترتيبات التي تجريها القاهرة لعقد القمة الاقتصادية في مارس المقبل. والمتوقع منها مشاركة كثير من الدول والمستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن فرص استثمار آمنة في مصر. والدولتان مهتمتان بالفعل بالاستثمار في مصر. وأيضا المعروف إجماع الدول الثلاث علي نبذ الإرهاب والعمل علي مكافحته. وإن كانت آليات المواجهة مختلفة . فمصر مقتنعة بأن جماعة الإخوان المصنفة في مصر بالإرهابية هي المنبع الذي خرجت منه جماعات التطرف والإرهاب في العالم وان الإرهاب لا يقتصر علي داعش فقط وإنما هو مرتبط بجماعات تُصدّر التطرف والإرهاب الي جميع دول العالم. وهذه الجماعات تلقي دعما سياسيا وماديا من دول كبري ترغب في إحداث فوضي في دول الشرق الاوسط ومن بينها مصر. لذلك فإن اللقاءات التي أجراها السيسي في روما وباريس كفيلة بتوضيح وجهة النظر المصرية القائمة علي أن الإرهاب واحد في كل الدول. ومن المهم التكاتف لمواجهة الارهاب ومن يموله ويدعمه سياسيا. الزيارة أيضاً جاءت عقب القمة المصرية القبرصية اليونانية . التي تؤسس إلي الاستقرار بين دول البحر المتوسط . وربما تتشارك وفرنسا وإيطاليا مع رؤية مصر لحل الأزمة الليبية الأمنية ومشكلة الارهاب فيها. والتي أصبحت تهدد كل دول الإقليم والبحر المتوسط . وستكون الفرصة مناسبة للبحث عن حلول حقيقية لحل يعتمد علي مبادرة مصرية تكون مدعومة دوليا للمساهمة في الضغط علي الجماعات الإرهابية في ليبيا. سياسيا وحربيا. وكان الرئيس السيسي قد أكد في حوار لقناة فرانس 24 أن معيار تحديد التعاون العسكري مع فرنسا يعود لتفهمها للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. كما أشار إلي أن العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ¢استراتيجية¢. وأن العلاقات الدولية لا تمنع توطيد العلاقات مع أي دولة. في إشارة لتنويع مصادر السلاح وهو النهج الذي تتخذه العسكرية المصرية كمبدأ بالانفتاح علي التعاون العسكري مع روسيا والصين وغيرها. هناك علاقات عسكرية قوية تربطنا بإيطاليا. خاصة في المجال البحري سواء في المناورات والتدريب المشترك أو في التسليح من حيث الصواريخ المضادة للسفن والألغام البحرية والمروحيات . أما العلاقات المصرية الفرنسية العسكرية تم التخطيط والتنسيق لها في مختلف أنشطة التعاون في إطار لجنة عسكرية مشتركة. وتجري القوات المسلحة المصرية والفرنسية تدريبين ثنائيين مرة كل عامين علي الأراضي المصرية . كما وان هناك جزءا كبيرا من تجهيزات القوات المسلحة المصرية. منذ منتصف السبعينيات. فرنسية الصنع "طائرات الميراج والألفاجيت والمروحية غازال وأجهزة الاتصال والإشارة" كما أن هناك حوارا دائما بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات. ويرتكز التعاون العسكري بين مصر وفرنسا أيضاً علي الحوار الاستراتيجي الذي يسمح بتبادل الرؤي وتحليلات القضايا الدولية الكبيرة والأزمات الإقليمية خاصة في مجال مكافحة الارهاب.