أكد علماء مجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوي بالأزهر ان ما ينتوي من بعض السلفيين وانصار جماعة الاخوان الإرهابية من رفع للمصاحف في مظاهراتهم يوم الجمعة المقبلة امر يسيء لكتاب الله وكلماته المباركات ومن المؤكد أن كل من يرفع المصحف يعرف ويدرك جيدا أن رفع كتاب الله بتلك الصورة امر لا يليق وجلال الكتاب الكريم . وأضاف العلماء أن الصدام لو حدث بين المتظاهرين وقوات الأمن فسيكون الآثم فيه من رفع المصحف لأن رجل الأمن يقوم بواجبه في حفظ الامن أما من يرفع المصحف فعليه التظاهر إذا أراد بسلمية وبعيدا عن استخدام كتاب الله في امر سياسي بحت . وأفتي العلماء بحرمة رفع المصاحف في قضايا الخلافات السياسية باعتبار رفع المصحف في المسائل السياسية عملاً يؤدي إلي المفاسد والفتن والقاعدة الفقهية تؤكد أن درئ المفاسد مقدم علي جلب المصالح. وأكد العلماء أنه لوا اضطر الجنود والضباط إلي عدم رفع المصحف من الارض وتخطوه فهم مكروهون ومعفو عنهم. قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق إن للقرآن الكريم قدسيته التي لابد أن نحافظ عليها ولا يصح أبدا أن ندخله في خلافاتنا السياسية وبهذا فإن حكم من يرفع كتاب الله في المظاهرات حكم المارق من الملة طالما استخدموا العنف والارهاب لهذا فأنا أري ضرورة أن تضرب الدولة بيد من حديد علي هذا العبث ولو أزيل هؤلاء المارقون من الوجود لأن كلام الله أقدس من أي شيء. لأنه كلام الله القويم ولا يمسه إلا طاهر فكيف يحمله هؤلاء الأوغاد. أما الدكتور محمد مهني مستشار شيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء فيقول أن من يرفع المصاحف في ذلك الوقت الممتليء بحالة الشحن والاحتقان السياسي في مصر إنما يعرض المصحف للإهانة وهو امر لا يجوز ولنتذكر جميعا قول النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ¢لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن عليه من العدو¢ وهذا الحديث يدل علي منع تعريض المصحف للإهانة في أماكن من لا يعرف قدر المصحف فكل من خالف هذا النهي من المسلمين وسافر بالقرآن إلي مكان النزاع وأدي إلي إهانة المصحف وهو يعلم بذلك فإنه يتحمل كل تبعات إهانة المصحف. كأنه يعمد إلي ذلك من بادئ الأمر . وناشد العلماء رجال الامن الحرص علي كتاب الله والعمل بكل قوة علي عدم امتهانه ورفعه بعد ان يلقي من أيدي رافعيه. ويثبوا للعالم أن الجندي المصري أحرص علي كتاب الله ممن يرفعه بغية اطماع سياسية. ويقول الشيخ عبدالعزيز النجار مدير عام شئون وعظ وعضو لجنة الفتوي بالازهر.. إذا حدث- لا قدر الله- وتخطي رجال الامن المصحف وهم في عملهم ضد أصحاب الفتنة وإذا كان الأمر بغير تعمد فلا يحاسب الجندي علي ذلك فقد رفع عن أمتي الخطأ والنسيان و"ما استكرهوا عليه" فالذي يحاسبه علي ذلك هو الله سبحانه وتعالي فهو الذي يعلم السر واخفي. فهناك فرق أن يطأ المسلم المصحف دون قصد. أو من يتعمد الاساءة للمصحف. والذنب هنا يقع علي من عرض المصحف لكي يداس بالأقدام. يضيف: هذا دليل علي أن المصحف ليس له في قلب من يرفعه مكان وليس له قداسة أو حرمة لديه. كما أن حرمة التظاهر عند هؤلاء أشد حرمة من المصحف وهذه هي الفتنة الكبري والعصبية العمياء التي لا تؤثر قداسة المصحف علي ما ينادون به من هلاك للامة. وهؤلاء أصحاب الفتنة ينطبق عليهم قوله تعالي "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا. ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل" هؤلاء هم دعاة دمار. وفتنة. وهدم. فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها فهم ملعونون أينما وجدوا. ويطالب الشيخ عبدالعزيز النجار رجال الامة بأن يثبتوا للعالم أنهم أقرب إلي الله. وأنهم أكثر حرصاً وحفظاً لكتاب الله من غيرهم الذين يحملون المصاحف. وعليهم أن يجمعونها لو حدث شيء يوم الجمعة القادمة- ويقبلونها أمام الجميع. أمام الاعلام كله ليؤكدوا أن الجندي المصري أحرص الناس علي أعظم كتاب علي وجه الأرض. ويقول الشيخ عادل أبو العباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: ينبغي أن يكون المصحف بعيداً كل البعد عن القضايا السياسية والاطماع السياسية التي تشهدها الساحة الآن. ولابد أن يكون بعيداً عن الخلاف السياسي حتي لو كان ظاهره المصلحة عند من يعتقدون. وهذه قضية خطيرة تؤدي إلي امتهان أقدس كتاب علي وجه الارض. لأنه من المتوقع أن يلقي بالمصحف عند التدافع فيداس بالاقدام. ويمتهن كلام الله عز وجل. مما يصل بالانسان المتسبب إلي الغش. كما أن درئ المفاسد مقدم علي جلب المصالح. فإذا كانوا يعتقدون أن رفع المصحف مصلحة يترتب عليه مفسدة وإلي توقع امتهان المصحف. فإن المصلحة هنا تتوقف من أجل درئ المفسدة. وهذا العقل من الوسائل العاطفية التي لاتنتمي لعقل ولامنطق. واعتقد أن القياس فاسد إذا قيس ما قام به عمرو بن العاص ومعاوية في مواجهة سيدنا علي بن ابي طالب. لأن التدافع حينئذ لم يكن متوقعاً وكانت رفع المصاحف للتحكيم. ويضيف الشيخ أبوالعباسي. قد يتدخل أصحاب الفتن فيمزق مصحف علي سبيل المثال. ويشيع أن واحداً من أخواننا النصاري هو الذي مزقه. أو جندي من الجنوده فيؤدي ذلك إلي اتهام بالباطل وإراقة الدماء. وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. كما أن قضية رفع المصاحف لم يشهدها التاريخ الاسلامي كله بما فيه من تناحر سياسي إلا في حالة واحدة وهي قضية التحكيم في عهد سيدنا علي كرم الله وجهه. ويؤكد الشيخ أبوالعباس أنه لو وقعت المصاحف علي الارض وجب علي أي مسلم عسكري أو غيره أن يصنع المستحيل من أجل عدم امتها فإذا لم يستطيع فهو مكره معفي عنه والإثم علي من تسبب في ذلك.