تشهد الساحة العراقية حاليا حالة من الجدل الشديد بسبب الكشف عن مصحف مكتوب بدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان قد كلف أحد الخطاطين العراقيين بكتابته في أعقاب نجاة ابنه عدي من محاولة اغتيال فاشلة ويبدو أن الرئيس الراحل رأي أن ما فعله يعد طريقة للتقرب إلي الله وفداء ابنه بدمه ولكن اليوم وبعد سقوط نظام صدام فإن هذا المصحف يثير ضجة من نوع جديد اليوم لدرجة أن تسبب في بث حالة من الفتنة المذهبية ..لأن شباب الشيعة استغلوها وسيلة لتكفير صدام حسين وفي حين رأي شباب السنة أنها فرصة لإظهار بطولة صدام حسين ولم يحاول أي من الفريقين إخضاع الأمر للشريعة الإسلامية باعتبارها الفيصل الحقيقي لمثل هذه القضية .... عقيدتي من خلال هذه التحقيق طرحت القضية علي عدد من علماء الدين لرصد الرأي الشرعي فيما فعله الرئيس الراحل والتفاصيل في السطور التالية: بداية يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية إن للقرآن الكريم قدسيته التي لابد أن نحافظ عليها ولا يصح أبدا أن ندخله في خلافاتنا السياسية. ويضيف د. واصل : بلا شك فإن ما أقدم عليه الرئيس العراقي الراحل أمر لا يجوز مع القرآن الكريم حتي لو كان لا يعرف لأنه كان لزاما عليه سؤال علماء الدين الموثوق في علمهم. وقد ارتكب الرئيس العراقي وزرا كبيرا بإقدامه علي هذه الخطوة وقد حرم الفقهاء كتابة القرآن الكريم بأي شيء نجس والمعروف أن الدم نجس وإن كان هناك قلة من الفقهاء قالوا إن الدم ليس بنجس ولكن جمهور الفقهاء أفتوا بنجاسته وعلي هذا لا يجوز كتابة القرآن بالدم وكان الأولي بالرئيس العراقي أن يتقرب إلي الله بحفظ القرآن الكريم أو تكريمه بالصور التي تليق بقدسية كلام الله وليس بهذه الطريقة. مرفوض شرعاً أما الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق فيقول : بلا شك فإن ما فعله صدام حسين مرفوض شرعا فالواجب علي كل مسلم قبل أن يتقرب بقربة أو يفعل ما يظنه طاعة. أن يتثبت من أنها مما يقرب إلي الله عز وجل, فإن التقرب إلي الله لا يكون علي وفق أهواء الناس ورغباتهم. وما فعله هذا الرجل هو من أقبح الجهل لأن كتابة القرآن بالدم منكر عظيم. وذلك لأن الدم نجس عند أكثر أهل العلم وكتابة القرآن بالنجاسات من أعظم الامتهان له وإذا كان لا يجوز أن يمسه محدث ونجاسته حكمية لا حسية فكيف تكتب حروفه وكلماته بالنجاسة الحسية. وأري أن الواجب أن يتم حرق هذا المصحف وليس الإحتفاظ به حتي لا نفتح الباب أمام فتنة مذهبية. وقال محمد كمال إمام رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية : إن ما فعله الرئيس العراقي الراحل خطأ كبير لأن كتابة القرآن بالدم لا يتناسب مع الأوامر الإلهية باحترام وتقديس القرآن الكريم وحمايته وصيانته من كل ما من شأنه أن ينال من قدسية وطهارة كلام الله عز وجل ومن صور احترامه وتعظيمه كتابته علي ورق طاهر نظيف. وبمداد طاهر. ووضعه في مكان طاهر لائق به. وعدم مسه إلا بطهارة. ونحو ذلك من الأمور. وعليه فتحرم كتابته بشيء نجس أو قذر. كالبول والدم والماء المتنجس. وسائر المواد النجسة ومن كتب القرآن بشيء نجس أو قذر علي سبيل الاستهانة والاحتقار فهو كافر وأما من كتبه لا علي سبيل الاستهانة والاحتقار وإنما علي سبيل الجهل مثلما هو الحال مع فعله صدام حسين فهذا جاهل وكان لابد من العلماء الذين عاصروه وشهدوا هذه الواقعة أن يبينوا له الحكم الشرعي.