* يسأل سامح سلطان من الجيزة: ما حكم التهنئة برمضان والأعياد والمناسبات؟ ** يجيب الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر: أخرج أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول: "قد جاءكم شهر رمضان مبارك. كتب الله عليكم صيامه. تفتح فيه أبواب الجنة. وتغلق فيه أبواب الجحيم. وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر. من حرمها حرم الخير الكثير". جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني وشرحه الزرقاني "ج8ص99" ما ملخصه: قال القمولي في الجواهر: لم أر لأحد من أصحابنا كلاماً في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس. لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ أبي الحسن المقدسي أن الناس لم يزالوا مختلفين فيه. والذي أراه له أنه مباح. لا سنة ولا بدعة. وأجاب الحافظ بعد إطلاعه علي ذلك بأنها مشروعة. فقد عقد البيهقي لذلك باباً فقال: "باب ما روي في قول الناس بعضهم لبعض في يوم العيد: تقبل الله منا ومنك" وساق ما ذكره من أخبار وآثار ضعيفة. لكن مجموعها يحتج به في مثل ذلك. ثم قال: يحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته عند تخلفه عن غزوة تبوك. قال: فانطلقت إلي النبي صلي الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجاً يهنئونني بالتوبة ويقولون: تهنيك توبة الله عليه. حتي دخلت المسجد فإذا رسول الله صلي الله عليه وسلم حوله الناس. فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتي صافحني وهنأني. فكان كعب لا ينساها لطلحة. قال كعب: فلما سلمت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال وهو يشرق وجهه من البشر "أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك". وللحافظ السيوطي وريقات سماها "وصول الأماني بأصول التهاني" قال في أولها: طال السؤال عما اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام والشهر والولايات ونحو ذلك. قال: هل له أصل في السُنَّة؟ فجمعت هذا في ذلك. انتهي في القسطلاني والزرقاني. بعد هذا أقول: لا مانع من تهنئة الناس بعضهم لبعض بالمناسبات السعيدة. بل قد يكون ذلك سنة يثاب عليها الإنسان إذا قصد بذلك إدخال السرور علي أخيه المسلم. لمشاركته فرحته بهذه المناسبة أو النعمة التي أنعم الله بها عليه. وقد روي أن النبي صلي الله عليه وسلم سُئل: أي الأعمال أفضل؟ فقال: "إدخالك السرور علي مؤمن" رواه الطبراني وغيره كما ثبت أن النية الطيبة تحول العادة إلي عبادة. فالحديث الصحيح يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوي".