قبل أيام من بدء العام الدراسي أعلن قيادات المدن الجامعية بالأزهر أنه تم وضع شروط قاسية لمنع ممارسة العمل السياسي فيها. وأنه سيتم تلبية كل احتياجات الطلاب.. وهذا ما رفضه الطلاب الذين أكدوا اعتراضهم علي الكبت السياسي والأفضل للمسئولين تقديم خدمات آدمية للطلاب. في البداية أكد حسين ياسين مدير عام المدن الجامعية بجامعة الأزهر في تصريح خاص ل"عقيدتي" أنه يحظر علي أي طالب الحديث في السياسة داخل المدينة الجامعية والطالب الذي يمارس السياسة أو يتظاهر أو يتجمهر أو يقوم بتوزيع منشورات ذات صيغة سياسية سيتم طرده من المدينة فوراً وسيمنع من السكن بالمدينة الجامعية طوال مدة دراسته. أضاف: هذا لا يمنع حق الطالب في التعبير عن رأيه فهناك لقاءات دورية تعقدها إدارة المدينة تستضيف فيها كبار المسئولين بالجامعة ليستمعوا لشكاوي الطلاب ويردوا علي استفساراتهم وأسئلتهم دون قيد أو شرط ودون توجيه الطالب أية وجهة من قبل المدينة. وأشار إلي أن الطالب الذي تم فصله العام الماضي من الجامعة وطرد من المدينة لن يسكن المدينة هذا العام لكن له الحق في تقديم التماس لإدارة الجامعة ورفع العقوبة عنه وإذا وافقت إدارة الجامعة علي طلبه سيتم تسكينه علي الفور ولن تقف حائلاً أمام مستقبل أي طالب. أوضح أن هناك استعدادات خاصة اتخذتها المدينة الجامعية لاستقبال العام الدراسي الجديد وتجنب أية خسائر منها تركيب كاميرات مراقبة في أماكن غير معروفة لمراقبة الطلاب المشاغبين أو الذين يحركون الطلاب والطالبات ويحرضونهم علي التظاهر نافياً بشكل قاطع وضع أي كاميرات داخل غرف الطلاب. أكد أن طلاب المدينة يتم اختيارهم بعناية شديدة وكلهم من المتفوقين والمتميزين الحريصين علي مستقبلهم وسلامة مدينتهم وعلي الرغم من أحداث العنف التي شهدتها الجامعة العام الماضي إلا أنه لم يكسر لوح زجاج واحد داخل المدينة الجامعية فكل العنف كان من أناس خارج جامعة الأزهر كان هدفهم الأول والأخير استدعاء الشرطة وتخريب الجامعة وجر طلاب الأزهر واستخدامهم أداة لتنفيذ مخططهم.. لكنهم لم يفلحوا والدليل سلامة مباني المدينة الجامعية من أي تخريب فالأشياء التي دمرت كانت الباب الرئيسي والأرصفة وتم سرقة بعض دواليب العمال والكراسي فقط وقد ثبت هذا بالبرهان القاطع فلم يفصل من المدينة العام الماضي إلا خمسين طالباً وطالبة وهذه نسبة ضئيلة مقارنة بإجمالي الطلاب الذين يسكنون المدينة وهذا يدل علي حرص طلاب الأزهر علي مدينتهم وحبهم لها. وشدد علي أنه تم الاتفاق هذا العام مع شركات متخصصة لها خبرة طويلة في أعمال الفنادق الكبري لتوريد وطهي وتقديم الوجبات لطلاب وطالبات القاهرة وأسيوط وكذلك باقي مدن الأزهر في شتي المحافظات وذلك تجنباً لشكوي الطلاب من سوء الخدمة الغذائية. أوضح أن ما حدث العام الماضي وقبل الماضي داخل المدن الجامعية فيما يتعلق بالوجبات الغذائية كان ادعاء تسمم وليس تسمماً حقيقياً وقد ثبت ذلك بشكل رسمي وقانوني فكل من أحيل للنيابة علي خلفية هذه القضية حصل علي براءة في نفس اليوم مؤكداً أنه تم استغلال ذلك لتحقيق مكاسب سياسية علي حساب سمعة الأزهر ومؤسساته. أشار حسين ياسين إلي أن هناك مبنيين يتم عمل صيانة كلية لهم مما يتعذر معه تسكين الطلاب به هذا العام أحدهما يوجد بمدينة الطالبات وهو مبني "و" والآخر بمدينة الطلاب وهو مبني أبوبكر الصديق وبمجرد الانتهاء من صيانة هذين المبنيين سيتم تسكين الطلاب به لافتاً إلي أن سعة هذين المبنيين تقترب من ال 1600 طالب وطالبة لذا سيقل عدد الطلاب الذين سيسكنون المدينة الجامعية إلي 16 ألف طالب وطالبة بسبب أعمال الصيانة التي تجري لبعض المباني. أضاف أنه يجري أعمال صيانة جزئية لبعض المباني هي مبني عمر بن الخطاب والباقوري ومبني أبوعبيدة وهذه المباني جار الانتهاء من أعمال صيانتها وهي مخصصة لتسكين طلاب الثانوية الأزهرية. بالإضافة إلي قيام المدينة الجامعية بالتعاقد مع شركة مياه القاهرة الكبري لتتولي غسل وتطهير الخزانات أضف إلي ذلك رش جميع المباني وتنظيفها من الحشرات. وأعلن أنه بداية من العام الجامعي القادم سيكون التنسيق اليكترونياً كما أنه ستعمل البوابات بنظام الكارت الممغنط وكذلك المطعم تيسيراً علي الطلاب وزيادة الضوابط الأمنية. رفض الطلاب الذين أتوا إلي المدينة الجامعية لإنهاء إجراءات التسكين كلام مدير عام المدن جملة وتفصيلاً مؤكدين أنهم لن يقبلوا لائحة المدينة الجامعية الخاصة بمنع الكلام في السياسة وطرد أي طالب يمارس السياسة مشيرين إلي أنهم من حقهم التعبير عن رأيهم بكل حرية دون تخريب أو تدمير. قال محمد أبوشادي طالب بالفرقة الثالثة بكلية طب: نحن نريد عاماً دراسياً هادئاً لكننا في ذات الوقت ضد كبت الحريات ومنع الأنشطة داخل المدينة وضد اضطهاد زملائنا. ووافقه الرأي عصام محمد جلال الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب ومن سكان مدينة المنصورة قائلاً: كلنا ضد التخريب والتدمير لكننا أيضاً ضد التضييق علي الطلاب لأن هذا سيجعلهم يتفجرون عما قريب. أضاف: صحيح أن السكن بالمدينة الجامعية ميزة كبيرة وكنا محبطين لما سمعنا احتمالية غلق المدن الجامعية لكن هناك سلبيات كثيرة بالمدينة نعاني منها علي مدي السنوات السابقة فجودة الأكل ليست كما يجب وهذا ما نتمني تجنبه هذا العام فنحن نريد طعاماً يصلح للاستخدام الآدمي. وتناول خيط الحديث أحمد سامي الطالب بكلية الشريعة والقانون مؤكداً تدني مستوي النظافة بدورات المياه لنقص عدد العمال في العمال الموجودين لا يقومون بعملهم كما يجب وإذا اشتكينا لإدارة المدينة تتهمنا بسوء الاستخدام. أشار حسام أيمن طالب بالفرقة الثانية بكلية الصيدلة إلي أهمية السكن بالمدينة الجامعية وتذليل كافة الصعاب أمام الطلاب لكنه تخوف من حجب الأنشطة الطلابية واستمرار تجميد الاتحاد فهذا خطأ كبير من وجهة نظره لأن هذه الأنشطة هي التي تخلق الشخصية المتوازنة للطالب الجامعي وإذا منعت سيكون شخصية معزوزة لأن الجامعة ليست دراسة وامتحانات فقط علي حد قوله. أبدي مؤمن أحمد الطالب بكلية الطب استياءه الشديد من الخدمة الطبية التي تقدمها المدينة لطلابها مشيراً إلي عدم تواجدها بالمرة فالطالب الذي يصاب بوعكة صحية لا نجد من يسعفه داخل المدينة فكل الموجود شريط برشام ب 2 جنيه فقط. أضاف: بدل إنفاق أموال طائلة في غير محلها لابد من الاهتمام بالخدمات التي تقدم لطلاب الأزهر الذين تركوا أهلهم وبلادهم لتلقي العلم.