ها هي شمس خير الشهور قد غابت وولّت بما فيها من طاعة وبهجة وفرحة ولذة القرب الي الله تعالي والانضمام الي خير ثلة علي وجه الارض ثلة العابدين الطائعين الفائزين في الدنيا والاخرة.. وها نحن قد نسينا الصيام والقيام وعاد بعضنا مرة اخري للتفريط في الصلوات وتلاوة القرآن وقد استقبلنا دنيانا من جديد ببغيها وكدّها وكدرها وتنافسها والتكالب علي شهواتها وملذاتها. ها هو رمضان قد لملم أغراضه سريعا. فهل يعود رمضان في العام المقبل فيجد بعضنا علي ظهر الارض أم في باطنها؟ ومن منا الفائز في جولاته فنهنئه ومن الخاسر فنقيم له مراسم العزاء؟! مضي شهر بأكمله وكأنه ساعة من نهار أو هنية من ليل. وهكذا الايام الجميلة تمضي سريعا كما انها تأتي سريعا. مضي رمضان بآثاره الزكية في قلوب الطائعين وتطهيره لنفوس الصائمين القائمين وقد فاز من فاز وخسر من خسر. فهنيئا لمن تهذّبت في هذا الشهر الكريم أخلاقه. وعظمت للخير رغبته. هنيئا لمن كان رمضان عنوان توبته وساعة إيابه وعودته ولحظة رجوعه واستقامته. هنيئا لمن غُفرت فيه ذلته وأُقيلت عثرته ومُحيت فيه خطيئته وعفا عنه العفو الكريم وصفح عنه الغفور الرحيم. هنيئا لمن حقق جائزته وفاز بالجنة وزُحزح عن النار. فسلام لك يا شهر الصيام والقيام وسلام عليك يا شهر القرآن يا شهر البركة والاحسان والتجاوز والغفران. * * * وختاما.. قال الشاعر: تفيض عيوني بالدموع السواكب ومالي لا أبكي علي خير ذاهب علي أشرف الأوقات لما غبتها بأسواق غبن بين لاهي ولاعبي