أكدت الدكتورة ليلي دسّوم - نائب رئيس المركز الإسلامي في الإكوادور- أن أمريكا اللاتينية تعد أرضا خصبة جدا لإنتشار الإسلام خاصة وأن أجدادنا المسلمين عمّروا فيها فترات طويلة من الزمن وتركوا حضارة عريقة في الأندلس تأثّرت بها كل دول أمريكا اللاتينية وما تزال آثارها باقية إلي اليوم. أشارت إلي أن الحملات العدائية التي تحاك بالإسلام والمسلمين في الغرب حاليا أتت بثمارها العكسية حيث استفادت الدعوة منها بشكل كبير تجسّد في ظاهرة الإقبال المتزايد علي الإسلام رغبة في التعّرف عليه مما يؤدي في النهاية الي اعتناقه.دعت إلي ضرورة التركيز علي غرس الإيمان في القلوب فهذا من أولويات المرحلة الحالية التي تحتاج فيها الأمة الإسلامية إلي نهضة حقيقية تعيد مجدها وتاريخها وحضارتها التي عمّت الإنسانية كلها بخيرها وإسعادها. أكدت أن المرأة المسلمة يقع علي عاتقها جانب مهم جدا في الحفاظ علي الهوية الدينية للمجتمع المسلم من خلال تربيتها وتعليمها للأبناء فهم رجال المستقبل.وفيما يلي نص الحوار الذي أجري معها: * ماذا عن أوضاع المسلمين في الإكوادور خاصة وأنها ¢أرض بكر¢ للدعوة الإسلامية؟ ** الدعوة والنشاط الإسلامي في الإكوادور بدأ منذ 20عاما فقط تقريبا لذلك فهو نشاط قريب العهد.. صحيح كان هناك مسلمون من الدول العربية وباكستان لكن لم تكن هناك دعوة ونشاط دعوي.. هذا جعلنا نفكر في تفعيل هذا الجانب حتي ينتشر الإسلام ويبقي له أركان وقواعد دائمة لأن كثيرا من العرب والمسلمين عامة يعودون ثانية إلي بلادهم وهذا حال الأغلبية العظمي منهم.. وبالتالي بدأنا التحرك في اتجاه تعريف الإكوادوريين أنفسهم بالإسلام وآدابه وقيمه. وأبناء البلد الأصليين يتحدثون باللغة الأسبانية.. والحمد لله فهؤلاء لديهم استعداد وقبول لتلقي الدعوة الإسلامية خاصة وأن الإكوادور بلد آمنة ويمكن لأي إنسان ممارسة شعائره الدينية دون أية ملاحقة أمنية أو مضايقة فهناك حرية للأديان. وما يدفعنا إلي هذا هو قلة عدد المسلمين الذين لا يمثلون أكثر من 1%من إجمالي عدد السكان البالغ 14مليون نسمة.. وبفضل الله هناك الكثير من الذين دخلوا الإسلام حديثا وهؤلاء يتركّزون في العاصمة ¢كيتو¢ وبعضهم الآخر في مدينة ساحلية تسمي ¢وياكيل¢ ويوجد في ¢كيتو¢ مسجدان أما ¢وياكيل¢ فبها مصلي صغير نظرا لحداثة عهد الدعوة منذ سنتين فقط وقلة عدد المسلمين هناك بعض الشئ مقارنة بالموجودين في العاصمة.ونحن نأمل أن يزداد نشاط الدعوة الإسلامية ويزداد عدد المسلمين لأن بلاد الإكوادور- كما هو الحال في كل دول أمريكا اللاتينية وكذا الشمالية- تعاني من الفراغ الديني.. فالكثير من الكاثوليك وهم غالبية أهل البلد لا يمارسون الديانة بل هم لا يعرفون شيئا حتي عن دينهم فتجدهم بحاجة إلي شئ يُكمّل حياتهم ويضبطها مع الفطرة.. والحمد لله فإنهم بمجرد إطّلاعهم علي تعاليم وقيم الإسلام يدركون من أول وهلة أنه هو الحل والملاذ لهم من حياتهم الفارغة روحيا. غير أن الموضوع ليس بهذه السهولة كما قد يتصوّر البعض بل يحتاج إلي مواظبة ¢وطولة بال وروح¢فلا يتصور أحد أنه سيذهب ويلقي خطبة فيجد الآلاف يدخلون الإسلام بكل سهولة هكذا. * إذا كانت الساحة مهيّأة ومؤهّلة لقبول الدعوة الإسلامية فماذا قدّمتم لملئها؟ ** بحمد الله وبفضله نقوم علي قدر جهودنا وإمكاناتنا واستطاعتنا بدعوة الناس وتعريفهم بالإسلإم الصحيح غير أننا بحاجة ماسّة إلي زيادة هذا النشاط وخاصة من خلال توفير وسائل إعلام واتصال حديثة مثل الفضائيات أو الإذاعة والصحافة باللغة الأسبانية حتي تصل الدعوة لأهل البلد.. وقبل هذا كله نحن كمسلمين بحاجة لإنشاء مدرسة لتعليم أبناء المسلمين الذين يتزايدون بشكل جيد ومبشّر بالخير.. فهؤلاء الأبناء يلتحقون بمدارس غير إسلامية مما يزيد من معاناتهم وخاصة الفتيات اللائي يذهبن وهن محجّبات ويضطررن لخلع الحجاب خاصة عند ممارسة الرياضة مما يحدث مشاكل علي الأقل نفسية ?هذا فضلا عن أن مايدرسونه في مناهج التعليم العامة يعمل علي زعزعة العقيدة. فمن المهم والضروري جدا إقامة مدرسةپ خاصة بالجالية المسلمة وتكون تابعة للجهات الرسمية لكنها تلتزم بالمنهج الإسلامي كذلك.. وهذا يحتاج إمكانيات مادية وعددنا الصغير لا يمكّننا من توفيره. حماية الأبناء * في ظل الوضع الراهن.. ماذا تفعلون لحماية الأبناء والحفاظ علي هويّتهم الإسلامية؟ ** بقدر المستطاع نحن نحرص علي حضورهم يومين في الأسبوع مع آبائهم وأمهاتهم إلي المركز الإسلامي ليتعلّموا اللغة العربية وتعاليم الإسلام خاصة المتعلّقة بالعبادات وكيفية الصلاة والصوم وأهم شئ التعامل بالأخلاق الحميدة ويكفي أن رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم قال: ¢إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق¢ وبالطبع فهذا لا يكفي لأنه يكون يوما واحدا أو يومين مقابل خمسة أيام بقية الأسبوع يتلقّي خلالها الطفل والشاب معلومات مخالفة ليس في المدارس فقط بل أيضا في الشارع ووسائل الإعلام وغيرها. الوضع الاجتماعي * وما هو الوضع الاجتماعي الذي يعيشه المسلمون في الإكوادور؟ ** لدينا مشكلة كبيرةتؤرّقنا جدا وهي ارتفاع عدد الإناث المسلمات اللائي دون زواج أي العنوسة..لكن هذا الوضع لم ينشأ عن الإحجام أو عدم الرغبة في الزواج كبقية الدول ولكن مشكلتنا ناجمة عن أن عدد الإناث المقبلات علي الإسلام أكثر من عدد الذكور.. وفي الشرع لا يجوز أن تتزوج المسلمة بغير المسلم..والمرأة لدينا أقرب إلي الإيمان من الرجل,لذلك نجد إقبال الإناث علي الإسلام أكثر.ولعلاج هذه المشكلة نسعي جاهدين للقيام بدور الخاطبة والتعريف بين الراغبين في الزواج.. لكن مسألة التعدد التي أباحها الشرع لحل مثل هذه المشكلة مثلا.. صعب تطبيقها في بلادنا نظرا لأن القانون يمنع ذلك فإذا عرفوا أن شخصا متزوّج من أثنتين فهذا يلاحقوه قانونيا. دور المرأة * وما هو الدور الذي تقوم به المرأة المسلمة في المجتمع الإكوادوري؟ ** المرأة المسلمة لدينا تستطيع بفضل الله تعالي عليها أن تمارس أكثر من مهمة في وقت واحد فمثلا هي تدرس وتتعلّم في المركز لدينا أصول دينها وأحكامه في نفس الوقت تسعي لتعليم أبنائها مادرسته وكذلك أهلها خاصة وأن المسلمين الجدد لدينا يأتون من أصول غير إسلامية بل لا علاقة لهم بالإسلام وبالتالي فمهمتها تكون مضاعفة من حيث تعلم الإسلام وتعليمه لغيرها وهذه مهمة شاقة للغاية خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أنها لا تعرف اللغة العربية التي يقرأ بها القرآن الكريم. ومن جانبنا نحن في المركز الإسلامي نبذل قصاري جهدنا لإحتواء هؤلاء المسلمين الجدد حتي لا يشعرون بالوحدة والغربة بعد أن يدخلوا في دين الله. وهؤلاء بفضل الله تعالي يتحوّلون إلي دعاة ينشرون نور الله خاصة المرأة التي تلتزم سلوكيا وأخلاقيا ومظهريا بآداب الإسلام حيث تتحوّل الي مصدر تساؤل عن الملبس الذي ترتديه؟ وهذه الأخلاق التي تتخلّق بها؟ وتكون هذه فرصة لشرح وتقديم صورة الإسلام الصحيحة,فالمسلم حقا هو عنوان هذا الدين ويصبح قدوة بسلوكه وأخلاقه.. ولهذا نجد الإقبال علي الدين الحنيف يزداد بشكل مستمر والحمد لله. فالمفترض أن كل إمرأة تكون داعية إلي الله في إطار المجتمع المحيط بها.. ابتداء من أسرتها الصغيرة. وانتهاء بالمجتمع كله. مرورا بالجيران والمعارف والأهل.. فالمرأة هي مربّية الأجيال بل صانعة رجال المستقبل.. والمفروض أن تتفقّه وتتعلّم دينها الصحيح حتي تستطيع أن تربّي وتعلّم أبناءها بشكل صحيح. وإذا كانت الأميّة التعليمية مشكلة كبيرة تعاني منها المجتمعات المسلمة فيضاف إليها أيضا الجهل بالدين وتعاليمه.. وهذا يضاعف من حجم المشكلة والمأساة لأن الإنسان الجاهل تعليما ودينيا يكون سهل الانقياد والتأثير عليه.. مما يخرّج لنا أناسا متطرفين وغير فاهمين لحقيقة الدين وبالتالي أولئك يسيئون إلي الدين أكثر من نفعهم له.. والمصيبة أنهم لا يدركون مدي وحجم إساءتهم بل يظنون أنهم ينفعون ويفيدون الدين!! وبالتالي فدور المرأة وخاصة الأم مهم جدا لأنها المسؤول الأول عن تخريج الأجيال الجديدة التي ينتظر منها أن تحمل مسؤولية الدعوة ونشرها بالحسني والحكمة بين الناس¢ ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن¢ غياب التعاون * ما هي صورة التعاون والتواصل فيما بينكم وبين المنظمات والهيئات الإسلامية في العالم كله؟ ** الحقيقة أننا نحاول إيجاد مثل هذه الصلات فهي من أولويات العمل الإسلامي لأي جهة أو هيئة تعمل في مجال الدعوة علي الأقل حتي يكون هناك تنسيق وتكامل وعدم إهدار للطاقات والجهود التي سبقت, فضلا عن مسألة الدعم سواء المادي أو المعنوي والروحي.. فمعظم الجاليات والأقليات المسلمة بحاجة ماسّة إلي التواصل أولا فيما بينها لتحقيق الاستفادة القصوي من تجاربها وجهودها في الحفاظ علي هوية أبنائها وتعليمهم أصول دينهم. وثانيا فيما بينها وبين كافة المنظمات والهيئات الإسلامية في العالم الخارجي وخاصة الدول الكبري والعريقة في خدمة الدين الحنيف لإيجاد نوع من التبادل العلمي والثقافي والروحي وتلقّي الدعم المعنوي والمادي لأن معظم تلك الأقليات تكون غير قادرة علي دعم أنشطتها الدعوية خاصة وأن الدول الغربية مثلا لا تدعم أي نشاط ديني بل في بعض الأحيان قد تقف في وجهه إذا كان هناك ¢لوبي¢ معادي للإسلام. ومن ثم فنحن بحاجة ماسّة وضرورية لأن تمد المنظمات والهيئات الإسلامية لنا يدها بالدعم والمساندة والتواصل كي ننشط في استكمال دورنا ومهامنا. أثر عكسي * لا شك أن الحملات العدائية التي يتعرّض لها الإسلام والمسلمون في العالم الغربي تلقي بظلالها عليكم.. فما هي مظاهر ذلك التأثير في وجودكم بالإكوادور؟ ** هذا حقيقي غير أن التأثير لا يكون بالصورة القاتمة والحال الشائك الذي صار عليه الوضع في أوروبا الغربيةوأمريكا الشمالية مثلا, نظرا للبعد الجغرافي الذي يبعدنا بعض الشئ عن بؤرة الأحداث وتأثيراتها في الغرب أو أمريكا الشمالية.. صحيح أن المعلومات والقضايا تصلنا وتثار في بلادنا ومجتمعنا من خلال وسائل الاتصال والمعلومات المختلفة فهناك الصحف والتليفزيون وشبكة الأنترنت والفضائيات.. لكن هذه الحملات لم تؤثر كثيرا في وضعنا كأقلية مسلمة في الغرب أو في أمريكا الجنوبية أولا: لأن المجتمع الإكوادوري يعرفنا جيدا ومن المستحيل أن تتغير نظرته التي بناها علي أساس من الموضوعية والمعاشرة والاختلاط بالمسلمين ما بين عشية وضحاها لمجرد وجود شائعات أو محاولات للتشويه والتضليل. ثانيا: فنحن أقلية صغيرة جدا لا تتجاوز نسبتها 1%كما أشرت من قبل وبالتالي فمعاداتها ليس مجدية بفرض وجود مخططات ومؤامرات ضد الإسلام. أضف إلي هذا فإن هذه الحملات العدائية أعطتنا الفرصة للظهور في وسائل الإعلام المختلفة للتعريف بالإسلام والرّد علي تلك الحملات المضلّلة التي تشوّه صورة الإسلام. وقد أتت هذه التحركات ثمارها حيث حصل المركز الإسلامي علي اعتذار من مجلة كانت قد نشرت خبرا مسيئا عن الإسلام والمسلمين.وربما كان الكثير يخشون من وجود آثار سلبية من جراء تلك الحملات العدائية علي الإسلام.. لكن بفضل الله كان التأثير إيجابيا وكبيرا جدا حيث صار هناك مجال للدعوة ورغبة الآلاف في التعرف علي هذا الدين الذي يتّهم بالإرهاب والتطرف. فأصبح هناك إقبال علي قراءة كتب الإسلام والاستماع لمحاضرات علمائه.. وأكبر دليل علي هذا ما حدث عقب أحداث 11سبتمبر 2001 بالولايات المتحدةالأمريكية حيث صار الإقبال علي الإسلام أكثر مما كان قبل الأحداث. ولم ندع هذه الفرصة تفوت دون استثمارها حيث وجدنا في تلك الرغبة الجامحة للتعرّف علي الإسلام أن من واجبنا عقد الندوات وإلقاء المحاضرات في التجمعات الشبابية والنسائية خاصة في المناسبات الوطنية والأعياد. وكذا الرّد علي الاتهامات والتساؤلات التي تنشرها الصحف ووسائل الإعلام كالاتهام بالإرهاب والتطرف حيث نتصدي لهم ونبيّن لهم الحقيقة وكيف أن هناك فرقا بين ما يدّعونه من ربط بين الإرهاب والجهاد وكيف أن مايحدث من الدول الغربية في العراق وأفغانستان وانتهاك حقوق الإنسان وحرماته هو الإرهاب بعينه. حوار عقلاني * هل تقيمون حوارا مع الطوائف وأتباع الأديان الأخري في إطار التحاور والتعايش والتفاعل الحضاري؟ ** هذا شئ معتاد لدينا حتي أنه يقام حوار بشكل شبه سنوي ما بين ممثلي جميع الطوائف الدينية في الإكوادور ومن بينهم أحبار وحاخامات اليهود وقساوسة المسيحيين وعلماء الدين الإسلامي.. وبفضل الله تكون هذه اللقاءات ناجحة إلي حد كبير حيث تعمل علي التقريب بين وجهات النظر خاصة في القضايا والمسائل المهمة والحيوية التي تتعلق بالانتماء والوطن والعيش المشترك. وهذا الحوار منحنا نحن المسلمين فرصة عظيمة للتعريف بديننا الحنيف لأن تلك الدول في أمريكا الجنوبية لا تعرف شيئا عن الإسلام.. وبالتالي حينما نشارك في حوارات علي مستوي عالي ومسؤول بهذه الشخصيات الكبيرة نستطيع تقديم أنفسنا وديننا بالصورة الصحيحة التي تجعل الآخرين يدركون ويعرفون ما هو الإسلام ومن هم المسلمون دون وجود مؤثرات وضغوط أو أياد خبيثة تشوّه الصورة لمصالح وأغراض سياسية أو دينية أو غيرها. وفي مثل هذه الحوارات والتي تذاع علي شاشات التليفزيون يظهر علماء الإسلام وخاصة إذا كانت هناك سيدات مشاركات وملتزمات بالزي الشرعي تثار التساؤلات حول ما هوية هذا الزي.. ولماذا ترتديه المرأة؟ فيبدأ التعّرف علي وجود إسلام ومسلمين وقد يدهش المواطن العادي من هذا المظهر لأنه لم يعتد علي وجود مسلمات في مجتمعه نظرا لقلة عدد المسلمين عامة.. لكن الظهور في وسائل الإعلام المختلفة يبيّن للناس ويعرّفهم بوجود هذا العدد ويدفعهم إلي القراءة والتساؤلات عن الإسلام.. وفي كثير من الأحيان نجد المسلمين الجدد من هؤلاء الذين لم يسع أحدنا إليه بل هداه الله من عنده دون وجود داعية أو دعوة.. ليس أكثر من أنه يكون قد شهد أحد المسلمين أو تعامل معه فأعجب بالسلوك والمعاملة الإسلامية فقرّر التعرّف والانتماء لهذا الدين. سبحان الله!! تقصير إسلامي!! * هل تعتقدين أن العرب والمسلمين عامة مُقصّرون تجاه إخوانهم في الإكوادور؟ ** طبعا وبكل تأكيد هناك تقصير كبير جدا فهؤلاء يمكنهم فعل الكثير لإخوانهم سواء في الإكوادور أو غيرها من الدول التي توجد بها أقليات مسلمة.. وعلي رأس الواجبات التي يفترض الإسراع في تقديمها لهؤلاء الأقليات دعمهم معنويا من خلال الكتب والنشرات والدعاة والمنح الدراسية والبعثات الدينية العلمية ففي كثير من الأحيان يظل الحصول علي فرصة منحة دراسية أمرا صعبا.. وأحيانا تتوفر المنحة لكن من يعطيها يقول أنه ليس مسؤولا عن تكاليفها!! فكيف يكون هذا خاصة وأن تكلفة السفر فقط من الإكوادور إلي مصر مثلا تبلغ ألفي دولار وهذا مبلغ كبير بالنسبة لقطاع عريض من مسلمي الأكوادور. ولكنا نأمل في أن يتم توفير فرص ومنح دراسية لبعض أبناء المسلمين في الغرب حتي إذا تعلّموا وعادوا إلي بلادهم صاروا دعاة بين أهلهم فهم أدري بطباعهم وأفكارهم وكما يقول المثل : أهل مكة أدري بشعابها. * من خلال معايشتك لمجتمع أمريكا الجنوبية عامة والإكوادور خاصة..كيف ترين مستقبل الإسلام في تلك البقعة من العالم؟! ** نحن نري المستقبل الذي ينتظر الإسلام مستقبلا مشرقا وكبيرا ليس في الإكوادور فقط بل في أمريكا الجنوبية كلها.. لأننا يجب ألا ننسي أولا أن مواطني أمريكا اللاتينية هم بالأساس أحفاد المسلمين الذين عاشوا في الأندلس قرونا طويلة من الزمن حتي أن أشكالهم وملامحهم ولهجاتهم ليست غريبة عن العرب. وأضرب مثلا علي ذلك حينما زارنا العام الماضي شخص مصري وتساءل: سبحان الله!! كيف يكون هذا التشابه الكبير بين غالبية المواطنين في الإكوادور وبين الملامح العربية؟! عودة الإيمان * هل لك من كلمة تريدين توجيهها للأمة الإسلامية؟ ** أريد أن أوجه كلمة عامة لكل المسلمين بضرورة العودة إلي الإيمان الصحيح والتمسك بتعاليمه وقيمه وتطبيقها عمليا في حياتهم. سلوكياتهم وتعاملاتهم فيما بينهم وبين بعضهم. وبينهم بين الآخرين. ويجب أن نعود كما كان سلفنا الصالح.. فالإيمان كان في العهد الأول للإسلام قويا جدا. وهذا ما يجب أن نركّز عليه ونسعي جاهدين لإعادته من جديد إلي حياتنا المعاصرة. لأنه في ظل غياب الإيمان وافتقادنا له ولكثير من القيم والمبادئ الإسلامية لن نستطيع أن نصلح أنفسنا ونُحسّن من واقعنا. فغرس الإيمان في القلوب وإحياؤه من جديد بيننا هو الأساس الذي يجب أن نعمل عليه جميعا فبدونه لن يصلح لنا عمل مهما بذلنا فيه من جهد وإخلاص.