ثالثا: التوتر السطحي للماء: تشد جزيئات الماء بعضها بعضًا بقوة تسمي قوة المط أو التوتر السطحي "Surface Tension). تجعل قطرات الماء تتكور عندما تسكب علي السطوح. ويترتب علي تلك الخاصية ارتفاع الماء في الأنابيب الضيقة. وَفْق ما يعرف بالخاصية الشعرية التي تلعب دورًا هامًّا في صعود العصارات في النباتات. وحركة الماء في تربة الأرض. ولكل سائل شدة توتر سطحي تميزه وتختلف عن السوائل الأخري. فللماء العذب شد يختلف عن شد الماء المالح الأمر يجعل بينهما برزخًا وحجرًا» يقول تعالي: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبى فُرَاتى وَهَذَا مِلْحى أُجَاجى وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا "الفرقان 53". وسيأتي تفصيل لذلك فيما بعد. والماء يتكون من جزيئات. وكل جزيء يتكون من ذرة أيدروجين وذرتين من الأكسجين "H2O). تساهمان في تكوين رابطة قوية. وجزيء الماء قطبي علي شكل يشبه قضيب المغناطيس. ويدور حول نفسه بسرعة كبيرة. وفي كوب الماء الواحد عدد من الأقطاب يفوق عدد سكان العالم اليوم. وتعكس قطبية الماء سر قوة تلاصقه. وهذه الخاصية تكسب الماء مقاومة ما للدخول إلي الخلايا والانسياب مع الجِبلَّة "السيتوبلازم". ويثبت العلم الحديث أن الماء إذا ما عُولج بالطاقة بطريقة مخصوصة تنتظم جزيئاته وترتب أقطابه. ويكتسب مزايا عجيبة ذات فائدة في علاج الأمراض. وتشير الدراسات إلي أن تأثير الماء المُعالج بالطاقة في زيادة نمو الدجاج. وإنتاج البيض ومعدل نمو النبات. ولا عجب في ذلك ففي سُنة نبيِّنا محمد عليه الصلاة والسلام يُعَالج المعيون الذي أصابته العين بالاغتسال بماء استحمام أو وضوء الشخص العائن. ولولا أن هذا الموضوع خارج إطار حديثنا. لرأيت العجب في إعجاز أحاديث العين في السُّنة والعلم في أبحاث العالم الياباني هو شومو موتا ياما. رابعًا: الماء خرج من الأرض: يقول تعالي: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا "النازعات: 30 31" هنا يقرر القرآن أن ماء الأرض خرج من الأرض بقدرة الله. والعلم الحديث يثبت ذلك. فحينما أخذت الأرض في التكوين كانت ساخنة بسبب الحرارة الناتجة من تصادم مكوناتها. وبسبب قوة ثقالتها "جاذبيتها" ونشاطها الإشعاعي. استمرت حرارتها في الازدياد لدرجة صهرت الحديد الذي غاص في باطن الأرض مكونَّا لُبَّ الأرض "Core). وسادت ثورة البراكين. فأخرجت الأرض كميات هائلة من بخار الماء. وغازات أخري غطت الأرض فيما يشبه بغلالة أرجوانية أحاطت بما يشبه ¢بحرًا¢ من الحمم الحمراء الساخنة. وبعد ذلك أخذت الأرض تبرد رويدًا رويدًا. وتصلبت الأرض ونشأت الجبال علي سطحها. وحينئذ سُمح للسحب وبخار الماء بالتكثف وسقطت الأمطار. ونشأت المحيطات. ثم أصبحت مياهها مالحة نتيجة اتحاد الكلورين الموجود في الغازات البركانية بالصودوم الناتج من التجوية الكيميائية لمكونات قشرة الأرض» أي: إن مصدر الماء علي الأرض أتي من باطنها. وحينما خرج لأول مرة صاعدًا في السماء من المنبعثات البركانية. اصطادته الأرض أمطارًا بعد أن برد سطحها. وتكوَّنت جبالها. فأحدثت توزعات في الضغط أسَهم في إنزال المطر.