أطلق اللواء أحمد عبدالله - محافظ البحر الأحمر- بشري بإعلان المحافظة كأول إقليم نظيف خال من التلوث فيما يُعرف بالاقتصاد ¢الأخضر¢ وأن إقامة منطقة حلايب الجديدة ستكون أول وأكبر تجمع سكني صناعي يعمل بالطاقة الشمسية وسيقضي علي كل البطالة المصرية بل سيحتاج لاستيرادها محذرا من أن ¢المدخنة¢ أو تصريف المخلفات الصناعية علي البحر هو ¢خط أحمر¢ لا يمكن قبوله. أكد أن الثقافة الشعبية بالمسئولية المجتمعية من أهم عوامل النجاح والاستقرار مشيرا إلي أن حماية السياح واجب الجميع وليس الشرطة وحدها. وفيما يلي الحوار الذي أجريناه معه علي هامش المؤتمر السادس للاتحاد العربي للشباب والبيئة بالغردقة: * تعيش بلادنا مرحلة أمنية وسياسية حرجة فكيف تتغلبون علي ذلك لإعادة العجلة السياحية للدوران؟ ** الأمن أو الأمان هو الأساس وبدونه لا توجد سياحة ولا استثمار ولا حتي استقرار حياتي ومعيشي للمواطن ابن البلد لذلك فأنا اجتمع يوميا بمدير الأمن وحتي أوقات متأخرة من الليل للاطلاع الدائم علي الحالة الأمنية التي هي بالفعل وبفضل الله تعالي مستقرة وآمنة تماما حتي أنك تري السائحين وهم يتجولون بحرية وأمان في أي وقت بالليل أو النهار في كل أنحاء المحافظة وليس الغردقة فقط. وأذكر أن أول عمل قمت به عقب تولي المسئولية- في النصف الثاني من سبتمبر الماضي وكانت الكآبة تسيطر علي الغالبية العظمي من الأهالي- أنني التقيت كبار رجال العائلات والعواقل والشيوخ ويكفي أن أهل البلد لديهم ثقافة راسخة بأن الأمن وتأمين السياح هو مسئولية مجتمعية وليست شرطية فقط فالكل يتأثر سلبا من جراء انعدام الأمن وإحجام السياح عن الوصول الي البلد حتي بائع الجرجير وغيره. وأشير هنا إلي ان نسبة الإشغال في الفنادق والقري السياحية لم يكن يزيد في أحسن الأحوال علي 9% فاعتبرت نفسي في مرحلة إدارة أزمة فجمعت كل المعلومات اللازمة عن السياحة ووجدت شرائح من الأجانب لكن السياحة العربية تكاد تكون ¢صفر¢ مع أن الدول العربية تقف معنا وتريد تقديم أي شئ لنا للخروج من الأزمة باستثناء موسم شهر رمضان ويقضيه العربي في مناطق الحسين أو السيدة زينب و غيرها من القاهرة. وبحثت الأمر فاكتشفت قصورا شديدا فنحن لسنا علي خريطة السياحة العربية ولم نُسوّق لأنفسنا جيدا فالعربي وجهته ناحية الشرق الآسيوي مع أننا نمتلك منتجعات أفضل وأرخص وكل هذا بسبب عدم وجود خطوط اتصال وانتقال مباشرة فاتخذت إجراءات سريعة بدأت ثمارها بافتتاح خط طيران مباشر بين الغردقة ومرسي علم وكل من الكويتوجدة ويتبعه خط دبي وعمان الأردنية. * وما هي المميزات السياحية لمحافظة البحر الأحمر؟ ** أشير هنا لما حصلت عليه الغردقة من جائزة أفضل مدينة شاطئية العام الماضي 2013 طبقا لموقع الهوليداي العالمي. وللعلم فإن ثروات المحافظة لا تتوقف فقط علي السياحة بل بها 98 منجم ذهب المستخدم 2 فقط! كما لدينا سياحة رياضية وإقامة بطولات عالمية للبلياردو والبولينج والاسكواش وغيرها في الألعاب الرياضية المختلفة. وخصصنا 230 فدانا لإقامة استاد عالمي علي أرض الأولمبياد مع ملاحظة أن التكلفة المبدأية موجودة من خلال بيع أرض الاستاد الحالي ومساحتها 82 ألف متر ولن تقل قيمتها عن 250 - 300 مليون هي ملك وزارة الشباب والرسم الكروكي للمدينة جاهز علي التنفيذ وإنشاؤها سيخدم 37 نشاطا ويفتح المجال أمام إقامة المعسكرات العالمية لكبار الأندية وهذا رافد آخر للتنشيط السياحي. ومحافظة البحر الأحمر جاذبة للسكان والعمالة ورغم امتداد الساحل بطول 1080كم ومساحتها 118 ألف كم إلا أنه لم يستغل سوي 10% فقط من الساحل وهذه النسبة تعطينا معدل 6ملايين سائح في أقصي السنوات فتخيل لو استكملنا كل المشروعات فيمكننا استقبال 30 مليون سائح.. مع ملاحظة ان كل غرفة سياحية توفر 12فرصة عمل مباشرة و4 فرص غير مباشرة من مطاعم وتاكسيات وخلافه فإذا كانت بالفندق 400غرفة يُخدّم عليها 500 عامل وتقوم عليها صناعات لا حصر لها مما يحرك عجلة الإنتاج والتسويق ويستوعب كل الأيدي المصرية بل نحتاج الاستيراد من الخارج. ومعروف وجود 24 جزيرة لكن غير مسموح لنا بأنشطة إلا في 3 منها فقط لذلك ننسق حاليا مع القوات البحرية لزيادتها طبقا للضوابط وما لا يتعارض مع الأمن القومي. السياحة الدينية * تتمتع البحر الأحمر أيضا بالسياحة الدينية.. فماذا عنها؟ ** السياحة الدينية تتمثل في مولد سيدي أبو الحسن الشاذلي بمرسي علم ويفد إليه عشرات الآلاف من مصر وخارجها في مولده المتزامن مع عيد الأضحي أو خلال أيام الأسبوع العادية وخاصة الخميس ونحرص علي توفير كافة الخدمات للوافدين من كهرباء ومياه وخبز وخلافه ومع ذلك لا يعتبر هذا سياحة مستدامة. وكذلك لدينا ديرا الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ويأتيهما الزوار أيضا من كل مكان. خطة شاملة * وماذا عن تطوير وتحديث المناطق السياحية وافتتاح المزيد؟ ** لدي خطة شاملة ليس لتطوير القائم فحسب بل إقامة المزيد ولكن ليس في الغردقة التي لا تحتاج لغير الإضافات البسيطة بل في الجنوب حيث مثلث حلايب وشلاتين فهذه المنطقة هي نقطة الانطلاق القادمة والتي سيقام بها المشروع العملاق لخلق الآلاف من فرص العمل ووضعت لنفسي ¢واجب¢ خلال شهر من استلامي العمل لمسح المنطقة ووضع الخطة المناسبة والحمد لله انتهيت من الواجب خلال 27 يوما فقط فجلست مع الناس واستمعت لمطالبهم وشكاواهم واقتراحاتهم ولتحقيق ذلك فلابد من توفير خطوط الربط والانتقال والبنية التحتية فعرضت علي مجلس الوزراء إنشاء مطارين في أبو رماد وبرنيس وميناءين بحريين أيضا. وعلينا أن نعرف قيمة وجمال المنطقة التي لا مثيل لها في الشواطئ أو المحميات الطبيعية مثل جبل علبة والأرض الممهدة تماما فليس بها جبال ومقومات العمل متوفرة. وتم رصد مبلغ 280 مليون جنيه للطرق ونحن في اجتماع أسبوعي مستمر حتي إنجاز المهمة في أسرع وقت لإقامة منطقة حلايب الجديدة بمجتمعاتها العمرانية باعتبارها أول مدينة مصرية تستخرج طاقتها من الشمس بديلا عن البترول فالشمس خير قادم إلينا من السماء. هذا فضلا عن أنه فرض للسيادة المصرية من خلال التنمية والتواجد البشري والعمراني والسياحي والصناعي النظيف فقد تم رصد مبلغ 400 مليون جنيه لإقامة مشروعات صناعة اللحوم والأسماك لخدمة الصيادين المصريين الذين يتغولون في البحار حتي أريتريا ثم يعودون للسويس فنحن نوفر عليهم المسافة والتكلفة من خلال ميناء برنيس وأبو رماد حيث يقوم باستقبال الإنتاج وهذا يقلل من سعر البيع حيث يباع أجود الأنواع ما بين 5 و 18 جنيهاً فسمك المكرونة مثلا والذي يصل سعره في القاهرة 30 جنيها يباع هناك ب 5 فقط. إضافة إلي هذا فهناك خطة لإقامة مجزرين آليين في ¢رأس حدربة¢ آخر حدودنا مع السودان- عند خط 22 - لذبح الجمال والماشية وتصنيع اللحوم بكل مكوناتها في المقابل ستتحول المنطقة للتبادل التجاري مع أشقائنا السودانيين الذين يستوردون منتجات مثل: الحصر الحلاوة الطحينية الملامين وغيرها.. وقمنا بتوفير البنية التحتية من خدمات صحية وتعليمية وبنكية ورصدنا لذلك 400 مليون جنيه للانتهاء منها خلال 6 أشهر وسيتم الإعلان عن ذلك خلال زيارة قريبة لرئيس الوزراء م. إبراهيم محلب. ولمزيد من الحرص علي نقاء البيئة هناك وضعت هيئة التنمية السياحية رسومات لإنشاء القري السياحية بحد أقصي 6 غرف لكل فدان لإعطاء الفرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة. تخضير المثلث الذهبي * وكيف تطبق نموذج الاقتصاد الأخضر علي أرض المثلث الذهبي؟ ** سيتم هذا من خلال استخدام الطاقة الشمسية في كل شئ إضافة إلي استغلال المساحات أسفل أجهزة استخراج الطاقة من الرياح لوضع الألواح الشمسية بما يوفر في الاستهلاك لتوافر الخدمات الأولية من كابلات وخلافه ويضاعف من الإنتاج ويقلل التكلفة ليس هذا فحسب بل اتفقت مع مُصنّعي الخلايا الشمسية الألمان علي تصنيع المكونات الأساسية هنا حتي لا نستوردها ونصنعها كاملة في بلادنا في مرحلة لاحقة ونوفر بهذا مئات الميجاوات كهرباء لمحافظات اخري ونحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة المتجددة. والأهم هو قرارنا بعدم دخول الفحم- بعد قرار مجلس الوزراء- من أي موانئ البحر الأحمر لأن مجرد مروره بأراضينا يلوثها وحتي تكون محافظتنا بمعني الكلمة ¢خضراء¢ بعيدة تماما عن التلوث ومصادره فليس لدينا شركات أسمنت ولا فحم بل عندي ¢خطين حمر¢ في الصناعات هما: لا مدخنة ولا صرف صناعي علي البحر فهذه تؤدي لكوارث مدمرة.. وهذا النقاء بمفرده عامل جذب سياحي واستثماري يهرول له السائح وهذا ما يشغلني الآن. والأكثر أهمية من ذلك أننا علي أبواب أزمة عالمية في 2020 عند تطبيق اتفاقية ¢كيوتو¢ التي وقعنا عليها وتنص علي حظر استخدام البنزين العادي في الطائرات واستبداله بالوقود الحيوي ووقتها سنضطر لاستيراده فلماذا لا ننتجه الآن من أشجار الغابات المروية بمياه الصرف وقد أرسلنا للمسئولين دراسة بزراعة نصف مليون فدان للمحافظة علي البيئة واستخراج الوقود الحيوي؟ لذلك فنحن لدينا 3 محطات معالجة مياه الصرف واستخدامها في زراعة غابات الأشجار ومزارع نبات¢ الجيجوبا¢ المستخرج منه الوقود الحيوي وأدوات التجميل ومنتجات أخري كثيرة وتتضح أهمية هذا النبات إذا عرفنا أن محصول الفدان منه يقدر ب12 ألف جنيه ونحن لدينا ظهير صحراوي بحوالي ألف فدان مخصصة لزراعته فإذا وزعنا علي كل شاب 4 أفدنة فيكون دخله حوالي 48 ألف جنيه في السنة أي 4 آلاف دخل شهري أفضل من انتظار الوظيفة الحكومية. فضلا عن هذا فلدينا مشاريع تدوير المخلفات الصلبة أما المخلفات العضوية فيتم توزيعها علي التجمعات البدوية في مرسي علم كغذاء للماشية ونسعي لتطبيق ذلك في الغردقة أيضا. فالبيئة ونظافتها هي رقم واحد عندنا ولا يمكن أن ندمرها أو نضر بصناعات قائمة بالفعل لصالح إنشاء مشاريع جديدة تقوم علي الفحم حتي إنتاج مصانع أبو طرطور الذي يمر عبر سيور الي الميناء تم تغطيتها تماما حتي لا تلوث بيئة المحافظة. ومعلوم أننا محافظة فقيرة مائيا حتي خط المياه الحالي لا يكفي الاحتياجات وبالتالي فلا مجال للتفكير في المشاريع الزراعية لأنه ليس من المعقول إقامة زراعة علي تحلية مياه البحر حيث يتكلف المتر المكعب الواحد 6 جنيهات لأزرع خضروات او فواكه تزيد من السعر الذي يعاني منه المواطن بوضعه الحالي! شبح التوقف! * كل هذه المشروعات والخطط الطموحة ربما يتهددها شبح التوقف بمجرد حدوث تغييرات أو تنقلات؟ ** لا.. لن يحدث هذا بإذن الله تعالي مطلقا لأنه تم تشكيل لجنة وزارية لتنمية الجنوب تضم 16وزيرا والمحافظ لضمان الاستمرار حتي التنفيذ وقد بدأت بعض الشركات في التنفيذ الفعلي كالمقاولون العرب والمحمودية وهيئة التعمير بمعاونة وزراة الأوقاف. وأشير هنا إلي أن هذا المخطط بدأ نوفمبر الماضي برئاسة م. محلب وبتكليف م د. حازم الببلاوي رئيس الوزراء آنذاك بتكلفة مبدأية 7642 مليون جنيه تم زيادتها بعد تحويل حلايب لمدينة لتصل 2 مليار جنيه. وحتي لا تتكرر مشاكل الغردقة كردم البحر وغيره قررنا البعد عن الشاطئ مسافة 300م. القطار السريع * وماذا بشأن إنشاء خطوط سكة حديد تربط المحافظة بالعاصمة؟ ** عقب تولي المسئولية كان عيد الأضحي المبارك وفوجئت بكم كبير من المكالمات والمطالبات بتوفير رحلات طيران إضافية لاستيعاب الزيادة ففكرت في إقامة القطار فائق السرعةعلي ان ينطلق من طريق القطامية ليصل العين السخنة في نصف ساعة لعدم وجود تجمعات سكنية أو مزلقانات ثم المحطة التالية الغردقة والثالثة للأقصر وأسوان بحيث نوفر للمواطنين الخدمة فضلا عن السائح الذي يريد الذهاب لكل المناطق السياحية المصرية وعرضت الأمر علي د. إبراهيم الدميري وزير النقل وقدمت المقترح بحيث يُنشأ بنظام المشاركة مع القطاع الخاص اوپB.O.Tمن خلال مناقصة عالمية فأنا أُقاتل لتحقيق هذا الأمل وأتمني أن تتبناه الوزارة سريعا حتي نخفف العبء علي الطرق وحوادثها وملايين التطوير فضلا عن استخدام قطارات البضاعة عليه أيضا لتقليل تلكفة الخامات والسلع المنقولة من المحافظة وإليها. عمل دؤوب * هذا نشاط كبير ومحمود لك في الفترة القصيرة التي توليت فيها المسئولية.. فلماذا لا يشعر به الآخرون؟وهل المسئولون يساعدونك أم توجد معوقات بيروقراطية؟ ** أنا أجري علي قدر توفيق الله سبحانه ابتغاء مرضاته ومصلحة المواطنين فالبلد يحتاج ممن يعمل 10 ساعات أن يضاعف مجهوده ل20 وهكذا حتي نخرج من أزمتنا ونتبوأ مكاننا اللائق بمصرنا الغالية أما من لا يستطيع ¢الجري¢ معي فيترك مكانه فورا لغيره لهذا غيرنا مسئولي الكهرباء والإسكان والطرق و4 رؤساء مجلس مدن ومن يسير في الشوارع يجدها ¢متحفّرة¢ وكلها فيها شغل وعمل وتطوير والحمد لله أن المواطن حينما يشعر ويجد المسئول الذي يعمل لصالحه يقف معه ويساعده ويتحمل معه المشاق والمصاعب ربنا يوفقنا لصالح بلدنا وأهلنا فلن ينفع في الآخرة وعند دخول القبر أحد إلا عمله. أما مسألة ¢ الشو¢ الإعلامي فأنا ¢مُقل¢ جدا في الظهور الإعلامي رغم كثرة المطالبات الإعلامية لي بالمشاركة والحديث عن التجارب لكنني ¢استخسر¢ تضييع يوم أو اثنين بنزولي القاهرة فالأعمال المطلوبة ¢في عرض¢ نصف ساعة.