أكد اللواء أركان حرب أحمد عبد الله ، محافظ البحر الأحمر ، أن مهرجان الغردقة لتنشيط السياحة والأسبوع الثقافي لروسيا ودول الكومنولث يوجه رسالة لشعوب الدول المشاركة بأن الغردقة في حالة ممتازة لجذب السياح ، وأن الحالة الأمنية بها مستقرة للغاية ، موضحا أن الهدف من المهرجان هو فتح أسواق جديدة للسياحة من دول روسيا وحزام جنوب الاتحاد السوفيتي السابق. وقال عبد الله ، في تصريحات بمناسبة العيد القومي لمحافظة البحر الأحمر ، إن العلاقات المصرية – الروسية لم تتوقف على دور موسكو المساند لمصر ، بل ان السياح الروس يمثلون 60 % من أعداد السائحين بالبحر الأحمر ، وهي النسبة العظمى للسائحين بالغردقة ، فضلا عن وجود جالية كبيرة من الروس مقيمة بشكل دائم بالغردقة ، كما توجد مدرسة للجالية الروسية في المدينة ، وهو ما جعل المهرجان المنعقد حاليا مجالا لتوطيد العلاقات بين البلدين. وأضاف عبد الله ان نسبة الاشغالات الفندقية في الغردقة كانت ضعيفة للغاية في سبتمبر الماضي مما أدى لاغلاق العديد من المنشآت السياحية بالمدينة وتسريح العاملين بها ، غير أن اقامة مثل هذه المهرجانات فضلا عن جهود المحافظة بالتعاون مع المجتمع المدني ساهمت في اعادة فتح هذه المنشآت ووصول هذه النسبة إلى 65 % في احتفالات رأس السنة ، موضحا أن التخطيط بدأ من الآن من خلال هذه المهرجانات للعودة بالسياحة في البحر الأحمر لمعدلاتها الطبيعية في موسم الصيف ، كما ستشارك مصر في معارض دولية للسياحة مثل معرض ألمانيا في مارس المقبل ومن بعده معرض روسيا للغرض ذاته. وأشار محافظ البحر الأحمر أن القنوات التليفزيونية الأوروبية ساهمت في توصيل رسالة سلبية عن الأوضاع في مصر بحملات اعلامية شرسة ، مما دفع السياح من هذه الدول للتراجع عن زيارة مصر ، غير أن المحافظة قامت في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين بدعوة وفود اعلامية من الدول الأوروبية لزيارة المحافظة ونقل رسالة صحيحة لشعوبها عما يدور على أرض الواقع ، وهو ما ساهم في ارتفاع أعداد السائحين في البحر الأحمر خلال شهري ديسمبر ويناير. وقال عبد الله إن المرحلة المقبلة ستستهدف إعادة السائح العربي لمحافظة البحر الأحمر بعدة وسائل من أهمها توفير رحلات طيران مباشرة للغردقة من عدد من المدن العربية مثل الرياضوجدة والكويت ودبي وبتخفيضات لمدة 6 شهور ، كما سيتم التركيز على السياحة الميسرة التي تختص بكبار السن والمعاقين والذين يمثلون أعدادا كبيرة في دول أوروبا ، وذلك من خلال توفير امكانيات خاصة تهدف لتوفير الراحة لكبار السن والمعاقين بالمنشآت السياحية. وأكد عبد الله أنه سيشارك خلال الفترة المقبلة كل من وزير السياحة ومحافظ جنوبسيناء ورئيس هيئة تنشيط السياحة في جولتين بمنطقة الخليج ودول الاتحاد السوفيتي السابق تستهدفان تنشيط السياحة في مصر ، حيث سيتم دعوة الوفود الإعلامية ومسئولي السياحة بهذه الدول لزيارة مصر للاطمئنان على الأوضاع واستعداد هذه المحافظات لاستقبال السياح. وأوضح أن السياحة تمثل الصناعة الأولى والرئيسية في البحر الأحمر مما يتطلب دعمها وتعزيزها من جانب ، وايجاد صناعات بديلة تحقق التكامل والفائدة للسياحة بحيث لا تضر الصناعات البديلة بالبيئة ، وبالطبيعة السياحية للمحافظة ، مشيرا إلى وجود خطط لإنشاء مشروعين للمنسوجات والأغذية بعيدا عن المناطق الشاطئية لخدمة المنشآت السياحية. وقال اللواء عبد الله إن المواطن يمثل الاهتمام الأول للمحافظة ، مؤكدا أن المحافظة قامت مؤخرا بالبدء في إنشاء 5250 وحدة سكنية إضافية ستكون جاهزة للتسليم خلال العام الجاري ، كما قامت المحافظة بتخصيص أراضي للشباب من أبناء البحر الأحمر بمساحة 150 متر لبناء المساكن ، كما تسعى لزيادة الأسواق التموينية التي تقدم السلع الأساسية بأسعار مدعمة في جميع أنحاء المحافظة ، كما تم التنسيق مع قيادة الجيش الثالث الميداني لإرسال منتجات الجيش من الخضروات والفاكهة والأسماك لتوفيرها في المحافظة بأسعار مخفضة بحيث يصبح في إمكان المواطن ذو الدخل المحدود شراؤها. أما عن التعليم ، فأكد عبد الله أن المحافظة تسعى حاليا لتوفير عدد أكبر من المدارس والفصول لتخفيف كثافة الفصول الموجودة حاليا ، مما يساهم في حصول عدد أكبر من مدارس المحافظة على شهادات الجودة ، كما تهتم المحافظة حاليا بالتعليم الفني والمزدوج الذي يشمل دراسة المناهج إلى جانب التدريبات العملية في المنشآت السياحية وشركات البترول الموجودة بالمحافظة. وأضاف عبد الله أن المحافظة بصدد انشاء جامعة البحر الأحمر تم التصديق على بناء 5 كليات بها تكون بمثابة نواه لجامعة متكاملة ، موضحا أن الكليات الخمس تركز على المجالات المتعلقة بصناعة السياحة مثل السياحة والفنادق وعلوم البحار والتعدين والثروة السمكية بحيث يمكن لخريجي هذه الكليات الحصول على فرص عمل بالمحافظة ، ومشيرا إلى أن ميزانية إنشاء الجامعة ستدرج ضمن ميزانية عام 2014 – 2015. وعن منقطة حلايب وشلاتين ، قال محافظ البحر الأحمر أنه قام بحصر متطلبات المنطقة وسكانها وتكلفة تلبية تلك المتطلبات والتي بلغت 762 مليون جنيه موزعة على كافة الخدمات ومجالات التنمية المختلفة مثل تحلية المياه وتمهيد الطرق ورصفها وانشاء مدارس وأسواق ، وتقوية شبكات البث الإذاعي والتليفزيوني هناك ، بحيث تصبح المنطقة جاذبة للاستثمارات بحلول العام المقبل ، مؤكدا أن خطة التنمية الشاملة لحلايب وشلاتين سيتم الإنتهاء من تنفيذها بحلول نوفمبر المقبل. وصرح عبد الله أنه أرسل مذكرة لرئيس مجلس الوزراء يطالب فيها باعتبار حلايب وشلاتين مدينة ، بدلا من وضعها الحالي كقرية. وفي سياق متصل ، أكد عبد الله أن مشروع المثلث الذهبي الذي يقع بين مدن سفاجا والقصير وقنا وسوهاج هو تجمع صناعي كبير يهدف لاستخراج الثروات المعدنية من المناجم المتواجدة بتلك المنطقة ، مثل الذهب والفوسفات والقصدير والأسمنت والحديد والرصاص ، كما يهدف ليس فقط لوقف استيراد تلك المعادن من الخارج ، بل تحقيق الاكتفاء منها في الداخل ثم تصديرها عبر مواني البحر الأحمر.