قال الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان إن من أنكر السنة فقد أنكر القرآن الكريم ومن كفر بالسنة فقد كفر بالكتاب العزيز وأنه لابد من تمحيص الروايات والمتون والأخذ بما ثبت وإلغاء ما يتبين أنه غير ثابت لمعارضته للقرآن. وأستعرض بعضا من الأحاديث التي لا أساس لها من الصحة وقال هناك روايات لا يمكن أن نقبل بها ومنها الأحاديث الإسرائيلية التي يريدون أن يثبتوا فيها أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يتعصب للعرب وكان عنصريا. وقال: نحن لا بد من ان نتوسط بين منهج الذين يشككون في السنة وبين من يقبل الروايات بكل ما فيها أو يقتصر في نقل الروايات علي الأسانيد فقط. وتحدث الشيخ الخليلي في محاضرة ألقاها عن معالم السنة المطهرة ومكانتها ووجوب طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم والعمل بما جاء به مبينا أن السنة هي الأصل الثاني من أصول التشريع التي جعلها الله موضحة للقرآن ومفصلة لمجملاته.وقال: أن القرآن هو وحي ظاهر وأن السنة هي وحي باطن. وقال إن الله تعالي بين وجوب طاعة المصطفي صلي الله عليه وسلم وقرنها بطاعته مستشهدا لذلك بالعديد من الآيات القرآنية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ". وأضاف الشيخ الخليلي: يجب الانتباه إلي أن الرسول هو الأسوة الحسنة "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةى حَسَنَةى". وأوضح ان المسلمين عندما كانوا يطبقون القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يتغلب عليهم أعداؤهم. وانتقل إلي الحديث عن معجزة السنة مشبهاً إعجازها بإعجاز القرآن وضرب أمثلة لما تحقق في عصرنا مما ذكرته السنة المطهرة علي صاحبها أفضل الصلاة والتسليم تؤكد أن معجزة السنة ظاهرة كإعجاز القرآن الكريم مشيرا إلي حديث علامات الساعة "وَأَنْ تَرَي الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ". وبين ما أخبر به الرسول صلي الله عليه وسلم من أن الخمر داء وليست دواء وجاء العلم الحديث ليثبت ذلك ومن ظهور الفاحشة وما ينتج عنها من الأمراض والأوجاع عندما تنتشر والتي أخبر عنها المصطفي صلي الله عليه وسلم داحضا بذلك ما يعتقده السابقون من منافع الخمر والتي ظهرت بوضوح أنها داء وليست دواء. وأوضح الشيخ الخليلي أن القرآن هو كتاب رحب ظاهر في ألفاظه ومعانيه. حيث بين الله سبحانه وتعالي في كتابه وجوب طاعته وطاعة رسوله "عليه الصلاة والسلام". وكل تلك الأدلة تدل بكل وضوح إن السنة سواء كانت قولا باللسان أم عملا بالجوارح جاءت من عند الله تعالي. وأن السنة وقعت بين طرفين متباينين طرف يتشبث بها ويحاول أن يدفع بها وآخر يغالب فيها. مؤكدا أن من كفر بالسنة المطهرة فقد كفر بالقرآن الكريم. كما أن السنة هي إعجاز ظاهر كالقرآن الكريم. فالقرآن معجز من حيث لفظه ومعناه والسنة من حيث معانيها ومن حيث أخبار الغيبيات. فكم من تلك الأمور الغيبية اخبر عنها الرسول "صلي الله عليه وسلم" كظهور اشتراطات وعلامات الساعة التي نري الكثير منها قد ظهرت في هذا الوقت.