أولا لابد أن نعرف ما هو معنى الحديث القدسي نسب الأحاديث إلى القدس لأضافه معناها إلى الله وحده على ما في التعريفات للحديث القدسي _فان ما اخبر الله به نبيه _ صلى الله عليه وسلم _ بالإلهام أو بالمنام فاخبر عليه الصلاة والسلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه _ فالقرآن مفضل عليه لان لفظه منزل أيضا _ اى من عند الله تعالى وقال مولانا على القاري _ عليه الرحمة_ الحديث القدسي ما يرويه صدر الرواه ومصدر الثقات _ عليه أفضل الصلوات وأكمل _ عن الله _ تبارك وتعالى _ تارة بواسطة جبريل _ عليه السلام _ وتاره بالوحي أو الإلهام أو المنام مفوضا إليه التعبير باى عبارة شاء من أنواع الكلام وهى تغاير القرآن الحميد والفرقان المجيد بان نزوله لا يكون الابواسطه الروح الامين ويكون مقيدا باللفظ المنزل من اللوح المحفوظ على وجه اليقين ثم يكون نقله متواترا قطعيا في كل طبقه وفى كل عصر وحين ويتفرع عليه فروع كثيرة عند العلماء بها شهيرة: منها عدم صحة الصلاة بقراءة الأحاديث القدسية . ومنها عدم حرمه لمسها وقراءتها للجنب والحائض والنفساء ومنها عدم تعلق الإعجاز بها _ ومنها عدم كفر جاهدها الفرق بين القرآن والحديث القدسي قال المولى الكرمانى في أول كتاب الصوم : القرآن لفظ معجز ومنزل بواسطة جبريل _ عليه السلام_ وهذا غير معجز وبدون الواسطة ومثله يسمى بالحديث القدسي والالهى والرباني ثم قال :فان قلت الأحاديث كلها كذلك كيف . كيف لا .وهو ما ينطق عن الهوى ؟ قلت : الفرق بان الحديث القدسي مضاف إلى الله تعالى ومروى عنه بخلاف غيره وقد يفرق بان القدسي ما يتعلق بتنزيه ذاته وصفاته الجلاليه والجماليه . قال الطيبى: القرآن هو اللفظ المنزل به جبريل _عليه السلام _ على النبى صلى الله عليه وسلم _ والقدسي : أخبار الله معناه بالإلهام أو المنام فاخبر النبى صلى الله عليه وسلم _ أمته بعبارة نفسه وسائر الأحاديث لم يضفها إلى الله تعالى ولم يرويها عنه الفرق بين الأحاديث النبويه والقدسيه الحديث إما نبوي وإما الهي ويسمى حديث قدسيا أيضا فالحديث القدسي هو الذي يرويه النبى _ صلى الله عليه وسلم_ عن ربه عز وجل _ والنبوي ما لا يكون كذلك واعلم ان الكلام المضاف إليه تعالى أقسام: أولها وأشرفها القرآن الكريم لتميزه عن البقية بإعجازه وكونه معجزه باقية على ممر الدهور محفوظة من التغير والتبديل وبحرمه مسه للمحدث وتلاوته للجنب ورويته بالمعنى وبتعيينه في الصلاة وبتسميته قرآنا وبان كل حرف منه بعشر حسنات وبامتناع بيعه وغيره من بقيه الكتب والأحاديث القدسية لا يثبت لها شئ من ذلك فيجوز مسه وتلاوته لمن ذكر وروايته بالمعنى ولا يجزئ في الصلاة بل يبطلها ولا يسمى قرآنا ولا يعطى قارئه بكل حرف عشر حسنات ولا يمنع بيعه ولا يكره اتفاقا ولا يسمى بعضه آية ولا سوره وثانيها _ كتب الأنبياء _ عليهم الصلاه والسلام _ قبل تغيرها وتبدلها وثالثها _بقيه الأحاديث القدسية وهى ما نقل إلينا آحادا عنه _ صلى الله عليه وسلم _ مع إسناده لها عن ربه فهي من كلامه تعالى فتضاف إليه وهو الأغلب ونسبتها إليه حينئذ نسبه إنشاء لأنه المتكلم بها أولا _ وقد يضاف إلى النبى _ صلى الله عليه وسلم _ لأنه المخبر بها عن الله تعالى بخلاف القرآن فانه لا يضاف إلا إليه تعالى فيقال فيه : قال الله تعالى _ وفيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه واختلف في بقيه السنه هل السنه وحى ام لا ؟ _ وآيه ( وما ينطق عن الهوى ) تؤيد الأول ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( إلا أنى أوتيت الكتاب ومثله معه) _ ولا تنحصر تلك الأحاديث في كيفيه من كيفيان الوحي بل يجوز ان تنزل باى كيفيه من كيفياته كرؤيا النوم والإلقاء في الروع ولراويها صيغتان: أحداهما ان يقول : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فيما يرويه عن ربه وثانيهما _ ان يقول : قال الله تعالى فيما رواه عنه رسوله _ صلى الله عليه وسلم والمعنى واحد "منقول" من منتديات صوت القرآن الحكيم