أعلنت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أنها بدات القيام بدراسة أولية تمهد لإجراء تحقيق حول جرائم خطيرة قد تكون ارتكبت في أفريقيا الوسطي ضد المسلمين هناك.. وقالت بنسودا في بيان ¢إن مكتبي اطلع علي العديد من التقارير التي تتحدث عن أعمال ذات وحشية فائقة ارتكبتها مختلف المجموعات في أفريقيا الوسطي وعن ارتكاب جرائم خطيرة يمكن أن تعود صلاحية البت فيها إلي المحكمة الجنائية الدولية¢. وأضافت أن المحكمة الجنائية الدولية قررت إجراء دراسة أولية حول تلك الأعمال والجرائم. لافتة إلي أن الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان المدنيون في جمهورية أفريقيا الوسطي لم يتوقف عن التدهور. حسب تعبيرها. و قد تواصل نزوح آلاف المسلمين من جمهورية أفريقيا الوسطي إلي تشادوالكاميرون المجاورتين هربا من أعمال عنف عرقية تمارسها ميليشيات مسيحية وشملت قتل مسلمين في الشوارع وحرق جثثهم. غادرت قافلة ضخمة من شاحنات وسيارات أجرة تنقل مدنيين مسلمين صباح أمس العاصمة بانغي باتجاه تشاد وسط صيحات حشود غاضبة من المسيحيين. وفقا لشهود عيان.وسلكت القافلة الطويلة المحور المؤدي إلي المدخل الشمالي لبانغي وسط شتائم السكان الذين اصطفوا علي طول الطريق. وأكد بعضهم لوكالة الصحافة الفرنسية أن أحد المغادرين سقط من أعلي شاحنة كانت تقله وتعرض للضرب حتي الموت وأفاد مصور للوكالة بأن جثة الضحية ألقيت علي حافة الطريق.كما تعرضت شاحنة أخري من القافلة لهجوم من عناصر مليشيات مسيحية سرعان ما فرقتهم القوة الأفريقية الموجودة عند المحور المروري مطلقة أعيرة تحذيرية. وخلال الأيام القليلة الماضية اضطر آلاف المسلمين إلي الفرار بكل الوسائل المتاحة لديهم نحو دول مجاورة بينها الكاميرونوتشاد بعد تزايد أعمال القتل التي تنفذها ضدهم ميليشيا ¢أنتي بالاكا¢ المسيحية. وقالت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين إن تسعة آلاف شخص غالبيتهم مسلمون من عدة جنسيات أفريقية فروا من أفريقيا الوسطي إلي الكاميرون خلال الأيام العشرة الأخيرة.وكان شهود أفادوا أن قوة تشادية قدمت لإجلاء مدنيين مسلمين تعرضت الثلاثاء الماضي لهجوم من قبل ميليشيا ¢أنتي بالاكا¢ في بلدة بوسومبيلي "150 كيلومترا شمال غرب العاصمة بانجي" مما أدي إلي مقتل قائد القوة التشادية. وقال متحدث باسم القوة التشادية إن خارجين علي القانون نفذوا الهجوم مضيفا أن القوة ردت وأوقعت خسائر بين المهاجمين. وحسب شهود عيان فإن هجوما آخر وقع قرب بلدة بوالي "تسعين كيلومترا شمال بانغي" أثناء عملية إجلاء مسلمين. وكان جنود نظاميون قد أعدموا الأربعاء الماضي رجلا في أحد شوارع بانغي وأحرقوا جثته بعد قطع بعض أطرافها بحجة أنه قد يكون من جماعة ¢سيليكا¢ التي طردت الرئيس السابق بوزيزي من الحكم في مارس/آذار من العام الماضي. وفي نهاية الشهر الماضي قتلت ميليشيا ¢أنتي بالاكا¢ رجلين مسلمين قرب مطار بانجي وقطّعت جثتيهما علي مرأي من القوات الفرنسية.وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش -التي وثقت عمليات الإعدام- حكومة رئيسة أفريقيا الوسطي الانتقالية كاثرينا سامبا بانزا بالتحقيق في حادثة الأربعاء الماضي. ووصفت المنظمة في بيان عمليات الإعدام التي حدثت مؤخرا في الشوارع بحق مسلمين بالوحشية وقالت إنها ¢باتت حدثا عاديا في بانغي¢. وفي مواجهة أعمال القتل العرقية حذر قائد القوات الأفريقية المنتشرة في أفريقيا الوسطي "أكثر من خمسة آلاف عنصر" السبت المجموعات المسلحة الخارجة علي القانون من أنها ستُجابه بحزم أكبر مستقبلا