وقع تبادل اطلاق نار بعد ظهر الاثنين في بانغي بين جنود تشاديين وبورونديين من القوة الافريقية المنتشرة في افريقيا الوسطى (ميسكا)، مما يثير تساؤلات جديدة عن دور الكتيبة التشادية بينما يستعد سكان العاصمة للاحتفال بعيد الميلاد. وقال اللفتنانت كولونيل بونتيين هاكيزيمانا ان عناصر تشاديين اطلقوا قنبلة يدوية باتجاه البورونديين الذين رصدوا ستة من المتمردين السابقين في سيليكا في شمال عاصمة افريقيا الوسطى. واكد المسؤول العسكري ان القنبلة اليدوية انفجرت بدون ان تتسبب باضرار وان الكتيبة البوروندية "تحلت بضبط النفس" لكن بعض جنود الطليعة تعرضوا لطلقات نارية فردوا عليها مما ادى الى اصابة ثلاثة تشاديين بجروح. وتابع "ان الجنود التشاديين ذهبوا مع متمردي سيليكا الستة وهم يطلقون النار في كل الاتجاهات"، ثم "عادوا بقوة بعد الظهر وهاجموا مواقعنا، لكننا صديناهم بدون اي مشكلة". واضاف اللفتنانت كولونيل ان "جنود الكتيبة البوروندية منضبطون جدا ومدربون، ولا يتحملون اي مسؤولية في احداث امس"، مشددا على انه "ليس لدينا اي خلاف مع اي فئة من شعب افريقيا الوسطى آمل ان لا يتكرر هذا الحادث. لكن مصدرا عسكريا في بوجمبورا قال ردا على سؤال "ان هناك توترات قائمة اصلا مع التشاديين الذين لم يرحبوا باعادة تموضعهم في داخل افريقيا الوسطى وابدالهم خصوصا بجنود بورونديين لتأمين بانغي". والحادث ليس عاديا ويتعلق بتبادل اطلاق نار بين جنود لحفظ السلام. وهو يثير تساؤلات جديدة عن موقف الكتيبة التشادية في القوة الافريقية حيث يبلغ عددهم 850 من اصل 3700 في المجموع. النار على بعضهم. وتتنامى مشاعر الريبة لدى سكان بانغي -- وغالبيتهم العظمى من المسيحيين -- ازاء الجنود التشاديين في القوة الافريقية -- المتهمين بالتواطؤ مع المتمردين السابقين في حركة سيليكا وغالبيتهم من المسلمين. وجاء حادث اخر الاثنين ليغذي هذه المشاعر عندما فتحت دورية من الجنود التشاديين لفترة وجيزة النار على الاف المتظاهرين الذين احتشدوا امام المطار، مما ادى الى سقوط قتيل. ويشارك الجيش البوروندي في عمليات عدة لحفظ السلام في افريقيا. واضافة الى حوالى 850 عنصرا منتشرين حاليا في افريقيا الوسطى، تنشر بوروندي البلد الافريقي الصغير في منطقة البحيرات العظمى الذي خرج في 2006 من حرب اهلية طويلة، حوالى 5500 جندي في الصومال منذ خمس سنوات، وتستعد ايضا لنشر 425 اخرين في مالي متى امكن بحسب الجيش. والرئيس التشادي ادريس ديبي الذي يتمتع بنفوذ كبير تقليديا في افريقيا الوسطى، هو الشريك الاول لفرنسا في جهودها لاحلال السلام في البلاد. وتعقد الشكوك التي ينظر فيها سكان افريقيا الوسطى الى الجنود التشاديين مهمة 1600 جندي فرنسي منتشرين في المكان منذ مطلع كانون الاول/ديسمبر. وقتل نحو الف شخص منذ الخامس من كانون الاول/ديسمبر في بانغي في هجمات للميليشيا المسيحية "ضد السواطير" (انتي بالاكا) وخصوصا في اعمال انتقامية قام بها متمردو سيليكا ضد السكان. ولا تكفي دوريات الجنود الفرنسيين والقوات الافريقية للحد من الكراهية ووقف الحوادث التي تندلع يوميا في قلب بانغي. واعمال العنف هذه التي تستهدف خصوصا مدنيين مسلمين خصوصا تغذي كراهية هذه الاقلية للجنود الفرنسيين المتهمين بمراعاة المسيحيين. وليل الاثنين الثلاثاء اندلع اطلاق نار في الحي بي كا-5 المختلط لكن يغلب عليه المسلمون. وقد تعرض مسلمان للضرب حتى الموت قبيل ذلك وتم التمثيل بجثتيهما. وقال سكان في المنطقة التي خلت جزئيا صباح الثلاثاء انه هجوم للميليشيا المسيحية. وتجمع مئات المتظاهرين لادانة عدم تحرك الجنود الفرنسيين المشاركين في عملية سانغاريس. وقال جبريل اسيل ان "الفرنسيين انحازوا لمهاجمينا". واضاف "انهم يعطون اسلحة" الى الميليشيا المسيحية. وعلقت في الحي لافتات كتب عليها "لا للفرنسيين". من جهته، قال فرانك روكار ان ألبلاد تعرضت لهجوم من قبل الانتي بالاكا (الميليشيا المسيحية) وكان رد فعل فرنسا وضع (متمردي) سيليكا في الثكنات لمصلحة المهاجمين الذين يغزون العاصمة حاليا". وقبل ساعات من ليلة الميلاد، كان النشاط طبيعيا في العاصمة. ونظرا لمنع التجول ليلا، ستنظم القداديس بعد ظهر اليوم في الكنائس.