شهدت عاصمة بانغي في اليوم الاخير من السنة الثلاثاء اطلاق نار ليلي وتظاهرة لسكان مدنيين نازحين ويائسين بسبب اعمال العنف بينما حلقت في اجوائها مروحيات حربية فرنسية. واعلن الجنرال محمد طاهر زاروغا لوكالة فرانس برس ان افرادا من الميليشيا المسيحية "ضد السواطير" (انتي بالاكا) هاجموا لليلة الثانية على التوالي ليل الاثنين الثلاثاء ثكنة للجيش الوطني لافريقيا الوسطى بالقرب من المدخل الشمالي لبانغي بي كا-11. واضاف "تصدينا للهجوم" الذي لم يؤد الى سقوط ضحايا على ما يبدو. وفي حي بن زفي في وسط المدينة، سمع اطلاق نار كثيف قبيل الفجر، كما قال سكان لزموا منازلهم. ولم يعرف مصدر هذه النيران صباح الثلاثاء بينما لم تتحدث اي حصيلة عن ضحايا محتملين. وفي محيط المطار قاعدة الجنود الفرنسيين في عملية سنغاريس والقوة الافريقية، حيث تجمع مئة الف نازح، تظاهر مئات من هؤلاء لادانة ممارسات يقولون انهم تعرضوا لها في دون بوسكو الحي القريب، من قبل مسلحين من حركة التمرد السابقة سيليكا. وطالب المتظاهرون الجيش الفرنسي بتسريع عملية نزع اسلحة المتمردين السابقين، كما قال صحافيون من وكالة فرانس برس. وقال احدهم "جئتم لنزع اسلحة سيليكا. لديكم تفويض من الاممالمتحدة وعليكم تطبيقه". واكد متظاهر آخر هدد باغلاق مدرج المطار "في بعض الاحيان نكشف مخابىء اسلحة فيأتي الفرنسيون بآليتهم المصفحة ويراقبون بنظاراتهم ثم ينصرفون بدون ان يفعلوا شيئا، ثم نتعرض نحن لاعمال انتقامية". وكان عدد منهم ما زال ظهرا على مدرج المطار او في محيطه المباشر، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وعلى الرغم من التوجيهات المتعلقة بالسلامة، يعبر نازحون او يتنزهون يوميا فوق المدرج، واحيانا على دراجاتهم. وقتل حوالى الف شخص منذ الخامس من كانون الاول/ديسمبر في بانغي وغيرها من المناطق في هجمات المليشيات المسيحية وعمليات الانتقام من طرف سيليكا. وبعد هدوء قصير استؤنفت اعمال العنف نهاية الاسبوع الماضي في بانغي واشتدت تدريجيا بينما يجهد الجنود الفرنسيون من عملية سنغاريس في احتواء الحريق الذي ما زال كامنا في مدينة كثرت فيها الاحقاد الدينية اذ ان العديد من المسيحيين الذين تعرضوا طيلة اشهر الى تجاوزات سيليكا اصبحوا يريدون الانتقام من المتمردين السابقين والمدنيين المسلمين المحسوبين عليهم. واشتدت صعوبة مهمة الفرنسيين بسبب موقف حليفهما التشادي الذي يعتبر قوة اقليمية تحظى تقليديا بنفوذ في افريقيا الوسطى الذي لا يمكن الاستغناء عنه لاستتباب الامن في البلاد. وتنتشر القوات التشادية وقوامها 850 رجلا مجهزين ومدربين جيدا، في مختلف انحاء بانغي وتلعب دور حامي المسلمين وكذلك الرئيس بالوكالة ميشال جوتوديا (زعيم متمردي سيليكا سابقا). ويتهم عدد من سكان افريقيا الوسطى القوات التشادية بانها تدعم متمردي سيليكا الذين يتحدرون في معظمهم من تشاد واطاحوا بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزيه في اذار/مارس. وتورط العسكريون التشاديون مؤخرا في عدة حوادث منها اطلاق نار على زملائهم الافارقة من قوات بوروندي في ميسكا.