حذر الدكتور كمال حبيب المفكر والخبير في الحركات الإسلامية من تصاعد حالة الاستقطاب بين فصائل التيار الإسلامي ومدارسه الفكرية مؤكدا وجود تيارات سلفية ذات طابع مدخلي وجامي تتبني خطابا تصادميا وصراعيا يتسم بالشدة ضد إسلاميين سلفيين آخرين. وقال ان الاطلاع علي أدبيات تلك الجماعات يكشف عن حالة أقرب للعدمية حيث انها لا توجه نقدها لتيار آخر بل لنفس تيارها مشيرا إلي انتظار هذه التيارات بدرجة ما داخل التيارات الاسلامية جميعا فحجم المداد الذي كتب لنقض تيار اسلامي من قبل آخر أكثر بكثير من حجم ما كتب للرد علي التيارات الأخري المعادية للفكرة الإسلامية. وتساءل لماذا تتحول التيارات الإسلامية بعنفها الكتابي والكلامي واللفظي ضد تيارات اسلامية أخري موضحا ان هذه إحدي أهم العلل التي ورثها الاسلاميون من عصور الانحطاط التي كانت التيارات والمذاهب والطوائف الإسلامية يعنف بعضها علي بعض وهو ما مهد لمجيء الاستعمار ليجد عالما مفككا تفكيره طائفي ومذهبي يعكس التعصب وفقدان الوجهة.