* يسأل باسم عبدالعال مدير بإحدي شركات البترول: هل يجوز الاستعانة بالمشركين في الأمور الدنيوية؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: من المعروف لدي الفقهاء جواز الاستعانة بغير المسلم في الأمور الدنيوية إذا كان مأمون الجانب لا تتوقع منه الخيانة. فيجوز للمريض المسلم أن يتداوي عند الطبيب المشرك إذا كان الطبيب المشرك يملك من الخبرة ما يتفوق به علي الطبيب المسلم. وكذلك يستعان بالمهندس المشرك والصيدلاني المشرك في الأمور التي تخص تخصصهما إذا كانا يتفوقان علي نظائرهما من المسلمين. ويستدل علي ذلك بما فعله الرسول صلي الله عليه وسلم في حياته أو أقره من صحابته رضوان الله عليهم ومن ذلك: 1 أذن الرسول صلي الله عليه وسلم لأصحابه أن يهاجروا إلي الحبشة ليأمنوا علي أنفسهم من بطش المشركين ويأمنوا علي دينهم من الفتنة وقال لهم الرسول صلي الله عليه وسلم لو خرجتم إلي أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد. وهي أرض صدق حتي يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه فهاجروا إلي الحبشة هجرتين الأولي سنة خمس من البعثة والثانية من سنة سبع من البعثة. 2 لما عاد الرسول صلي الله عليه وسلم من الطائف وأراد دخول مكة قال له زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي كان يرافقه في هذه الرحلة كيف تدخل علي أهل مكة وقد أخرجوك. فطلب الرسول صلي الله عليه وسلم الجوار من الأخنس بن شريق. ومن سهيل بن عمرو. فامتنعا ورضي المطعم بن عدي أن يجيره وحفظ الرسول صلي الله عليه وسلم لهذا الرجل جميله علي الرغم من أنه مات علي شركه وكان يقول يوم أساري غزوة بدر: لو كان المطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء النتني يقصد مشركي مكة لتركتهم له رواه البخاري. 3 استأجر الرسول صلي الله عليه وسلم دليلاً من المشركين هو عبدالله بن أريقط. ولم أعثر علي اسمه في كتب التراجم بين الصحابة الذين أسلموا. 4 هاجرت أم سلمة رضي الله عنها وحدها من مكة إلي المدينة في حماية عثمان بن طلحة وكان مشركاً في هذا الوقت وقد أثنت أم سلمة رضي الله عنها عليه خيراً لما رأت منه في هذه الرحلة من طيب المعاملة وحُسن الرُفقة.