حينما أراد حاكم مصر عمرو بن العاص أن يبني مسجده الشهير والمعروف بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة والذي يعد من أشهر وأكبر وأجمل المساجد التي بنيت علي أرض مصر ذهب عمرو بن العاص بنفسه ليشتري الأرض التي اختارها المصممون والمهندسون ورأوا أنها أنسب مكان من جهة الموقع لبناء المسجد فكانت الأرض وما عليها من بيت قديم متواضع لامرأة نصرانية عجوز من أقباط مصر فعرض عليها عمرو بن العاص عرضا ماليا مقابل الأرض لكن المرأة أبت ورفضت تلك الصفقة متمسكة بملكها ورفضها لهذه الصفقة المغرية ثم أمر المصممون والبناة أن ينحرفوا بالبناء عن أرض المرأة النصرانية وبيتها استجابة لرغبتها في عدم البيع. وتم البناء فكان مشوهاً للغاية فتولد غضب عارم بين المصريين والأقباط والمسيحيين بسبب موقف هذه المرأة. وتجنبها الجميع مسلمين وأقباط وقاطعوها وصار الأمر حديث الصباح والمساء بين المصريين من هذه المرأة التي عصت أوامر أمير البلاد وتحدث الجميع فأراد عمرو بن العاص أن يعيد البناء مرة أخري ليضبط زوايا المسجد من هذه التشوهات في البناء الأول وأراد أن يبني علي أرض المرأة عنوة وإجباراً وظلماً فتذهب المرأة مسرعة إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينةالمنورة تشكو إليه ظلم حاكم مصر فيرسل إليه علي وجه السرعة ليقف بين يدي أمير المؤمنين وأمام تلك المرأة لينبهه ويحذره من اغتصاب أرضها وبيتها فلما رأت المرأة حرص الإسلام وعنايته وحمايته لغير المسلمين فإذا بها تنطق بالشهادتين في الحال ثم تهب الأرض وما عليها مساهمة منها لمسجد يصلي فيه أهل مصر جميعاً. القصة وما فيها أنها رسالة عالمية من سيدة نصرانية مصرية شرح الله صدرها للإسلام تقول فيها لكل من راودته نفسه أن يضر بهذا البلد وأن يسقط هيبته تقول له لن تركع مصر أبداً ولن تركع نفس مشت علي ترابها وارتوت من نيلها وأكلت من خير طينها أبداً فحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء وجعلها دائما ملاذا للأمن والأمان.