أكد فضيلة الشيخ صالح الحديدي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد المجمع الإسلامي ببورسعيد أن البشرية لم تعرف علي مدار التاريخ سماحة ولا سلاماً اجتماعياً ولا أمناً نفسياً كالذي أحياه الإسلام ليس فقط بين المسلمين ولكن لكل الناس علي اختلاف أجناسهم وألوانهم وعقائدهم.. والتاريخ الإسلامي حافل بعدد من النماذج التي نذكر منها علي سبيل المثال قصة "فرتونة القبطية" التي ورد ذكرها في كتاب الأغاني للاصفهاني لامرأة قبطية كان بيتها يجاور المسجد الذي بناه عمرو بن العاص بعد فتح مصر وعندما أراد المسلمون توسعة المسجد قام ابن العاص بمنح المرأة مبلغاً من المال مقابل تخليها عن البيت الصغير لتوسعة المسجد إلا أن المرأة رفضت ذلك وأرسلت إلي الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين تشكو إليه فعل عمرو بن العاص فأمر الفاروق بأن تعود الأرض للمرأة وأعطاها من بيت مال المسلمين ما يعينها علي إعادة بناء البيت مرة أخري. وكلنا نذكر قصة الشيخ اليهودي الذي رأه عمر بن الخطاب يسأل الناس فقال له ما الذي دفعك إلي ذلك فقال له الجزية والهرم والحاجة فأخذه أمير المؤمنين إلي بيته وأعطاه كل ما لديه كما أمر له بعطاء شهري من بيت مال المسلمين وقال قولته الشهيرة: "ما أحسنا إلي هذا الشيخ إذا ما أخذنا منه الخراج في شبابه وأهملناه في هرمه". ومن هنا تأتي عظمة هذا الدين الحنيف الذي راعي حقوق غير المسلمين علي مدار الأيام والسنين ولن تستطيع كل قوي البشر أن تنال من عظمة ومكانة هذا الدين ووحدة الصف بين المسلمين والأقباط.