تجلت فيوضات الرحمن وتلألأت أنوار القرآن علي هذه العائلة الكريمة التي أخذت علي عاتقها تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه لتلاميذ وطلبة العلم ففتح الله لأفرادها وكتب لهم النجاح والفلاح ليس علي مستوي مصر فقط بل علي مستوي العالم أجمع إنها عائلة الشيخ جمعة منصور التي من الله عليها بحفظ القرآن كاملاً حفظاً وأداءً وتجويداً حتي الأحفاد البالغ عددهم 22 من الإناث والذكور كلهم يحفظونه عن ظهر قلب مما جعلهم يغصون في الأنوار والفيوضات الربانية وأصبحوا جميعاً يشار إليهم بالبنان في قريتهم النخاس مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية التي اشتهرت بالعديد من كتاتيب القرآن مما جعلها تتميز عن القري المجاورة بوجود أكثر من ثلاثين قارئاً كلهم من المشاهير في دنيا تلاوة القرآن منهم القارئ الإذاعي الشيخ محمد الليثي والمداح الأشهر الشيخ السيد العادلي.. وبمناسبة تألق هذه العائلة محلياً وعالمياً حرصت "عقيدتي" علي تكريمها عرفاناً منها بالدور الكبير الذي تؤديه لخدمة أبناء المسلمين بالداخل والخارج وكذا إسعادهم الآذان التي تعشق أصواتهم عندما يقرأون القرآن بأصواتهم المتميزة في دنيا التلاوة. كبير العائلة في خدمة ضيوف الرحمن كان الشيخ جمعة منصور كبير العائلة المولود في عام 1938م قد حفظ القرآن الكريم كاملاً وجوده في سن صغيرة علي يد والده وأكمله علي يد الشيخ محمد الغريب - والد زوجته - وحين رزقه الله تعالي بالمولود الأول ولده الشيخ منصور أحسن تربيته وأخذ علي عاتقه أن يحفظه القرآن في صغره نفس الشيء فعله مع ولديه الشيخ رضا ومحمد وجميع أفراد العائلة. ولأن الشيخ جمعة كان ممن يعشقون العمل الخيري لذا فقد من الله عليه برحلة أداء الحج والعمرة وجاءت هذه الرحلة بمثابة التكريم الرباني عليه وعلي العائلة جميعها. فبعدها زار مكة والمدينة المنورة والأماكن المقدسة بالأراضي السعودية تكونت لديه الخبرة في مساحة هذه الأرض.. ولأنه كان ضمن فريق مجلس إدارة الجمعية الخيرية بالقرية لذا فقد وقع عليه الاختيار للعمل كمطوف للحجاج المصريين بدءاً من موسم الحج لعام 1980م وذلك لخبرته ودرايته بالأماكن المقدسة وحبه الشديد المتعلق بالكعبة المشرفة والمسجد النبوي وخدمة ضيوف الرحمن وأهل العلم والفقراء والمساكين ويصبح الشيخ جمعة محط الأنظار وينال التوقير والتكريم من الجميع لما حباه الله تعالي من خشوع وخضوع لله عز وجل وبسبب هذه الأنوار. أنوار القرآن وحبه لآل البيت وأداء العمل الخيري ووقوفه إلي جانب الفقراء والمساكين واستضافتهم بمنزله العامر بالنخاس شرقية. الشيخ منصور.. من القرية إلي العالمية تستقبل قرية النخاس الزقازيق مولوداً جديداً يدعي منصور جمعة منصور الذي أصبح اسمه فيما بعد ملء السمع والبصر وتخطت شهرته حاجز المحلية إلي العالمية نظراً لنشأته في بيت قرآني فحفظ القرآن علي يد خاله لأمه الشيخ محمد غريب وجوده علي يد أعلام القراءات بالناحية. ثم يلتحق للتعليم بمدارس القرية ويظل يحقق النجاح من نجاح إلي نجاح أكبر حتي حصل علي ليسانس آداب قسم لغة عربية فيعمل بالتدريس وحين ترقي إلي موجه أول تفرغ لخدمة كتاب الله تعالي.. ومن ناحية أدائه القرآني فهو يعد من كبار قراء القرآن في مصر والعالم حيث استطاع بحمد الله أن يكون لنفسه مدرسة مستقلة وطريقة متطورة مما جعله يكون في مصاف القراء الكبار أمثال من عاصرهم وزاملهم في المحافل القرآنية أمثال المشايخ السعيد عبدالصمد الزناتي والشحات أنور ومحمد الليثي ويسافر الشيخ منصور جمعة إلي العديد من دول العالم نذكر منها باكستان وأفغانستان والهند وإيران ويؤكد شقيقه الشيخ رضا أنه حينما سافر الشيخ منصور إلي الدول الأوروبية غير الناطقة باللغة العربية أسلم الكثير والكثير علي يد الشيخ منصور بالمراكز الإسلامية بهذه الدول حيث تأثروا بصوته العذب الذي يزداد جمالاً بالقرآن المعجز. دكتوراه في القرآن ومع أول زيارة للشيخ منصور إلي دولة باكستان ينفعل مع صوته العذب وأدائه الآخاذ آلاف الحضور فيتم تكريمه بالجامعة الباكستانية بأخذ الدكتوراه الفخرية في احتفال كبير اعترافاً منهم بإجادته لتلاوة القرآن بمهارة فائقة وأنه يعد خير سفير للقرآن في دنيا التلاوة. البريطانيون يعشقونه وفي عام 1971 يحل المولود الصغير رضا جمعة منصور ضيفاً علي الدنيا وينشأ كما نشأ شقيقه الأكبر الشيخ منصور علي حب العلم والقرآن فيحفظ القرآن في سن صغيرة علي يد فضيلة الشيخ منصور حسين بقرية أم الزين ويسير الشيخ رضا علي نفس الدرب الذي سبقه فيه الشيخ منصور فيلتحق لتلقي الدراسة بالتعليم العام إلي أن حصل علي ليسانس آداب قسم اللغة العربية عام 1993م ثم اقتحم الشيخ رضا مجال قراءة القرآن في المحافل العامة مقلداً للعديد من المدارس القرآنية الكبيرة في دنيا التلاوة أمثال الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ محمد رفعت وشقيقه الشيخ منصور والمشايخ الزناتي والشحات والليثي وعنتر سعيد مسلم والسيد سعيد وغيرهم إلي أن استقل بطريقته الحالية التي تعتمد علي طول النفس مع الالتزام بقواعد التجويد والمقامات الموسيقية وتصوير الآيات القرآنية فمثلاً يهلل ويكبر عند قراءته لآيات البشارة ويتذلل وينكسر ويخشع عند قراءة آيات الوعد والوعيد. ايضا يعلو الشيخ رضا بصوته عند ذكره للسماء أو السموات بطريقة جواب الجواب - أعلي طبقة في الصوت - ويخفض صوته عند كلمة الأرض بطريقة قرار القرار. يعلم الأجانب يسافر الشيخ رضا جمعة منصور إلي العديد من الدول العربية والأوروبية لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم بها ثم يسافر إلي دولة باكستان الإسلامية ثم إلي بريطانيا التي سافر إليها أكثر من خمس مرات ثم إلي لبنان.. ويؤكد الشيخ رضا أنه نال التكريم في العديد من المسابقات القرآنية في الداخل والخارج وأن من أهم ما أسعده تلك اللحظة التي حصل فيها علي وسام وشهادة الدكتوراه من باكستان. ولا ينسي تعلق العديد من الشباب المسلم له في دولة بريطانيا الذين طلبوا منه أن يتعلموا علي يديه العلم وحفظ القرآن والتحدث باللغة العربية.. وبالفعل يستجيب لهم الشيخ رضا ويأخذ في تعليمهم ونظراً لضيق الوقت من حيث تواجده في بريطانيا حيث يحل ضيفاً عليها لمدة شهر رمضان فقط لذا حرص هذا الشباب علي الحضور إلي مصر وأقاموا في بادئ الأمر بأحد الفنادق الهائلة المطلة علي النيل وهنا أشفق عليهم الشيخ رضا من انفاق الأموال الطائلة بهذه الفنادق فستأذنهم في الإقامة بمنزله بقرية النخاس بالشرقية وبالفعل استجابوا لدعوته الكريمة وأصبح هذا الشباب يتوافد علي الشيخ رضا كلما اتيحت لهم الفرصة ومن أشهر هؤلاء الشباب البريطاني عائلة الشيخ أيوب عاصف المكونة من 4 ذكوراً و2 إناث والذكور كلهم يحملون اسم محمد وهم محمد إبراهيم عاصف ومحمد أيوب ومحمد إسماعيل ومحمد فيصل حيث قام الشيخ رضا بتحفيظهم القرآن وتعلم قواعد اللغة العربية وعلم تجويد القرآن ولأن أفراد هذه العائلة يتألقون في المسابقات القرآنية لذا فأصبح الشيخ رضا يذكر كثيراً لأنه هو الذي علمهم وأصبح معشوقاً من البريطانيين. بارك الله في أسرة الشيخ جمعة منصور وفي أهل القرآن جميعاً.