لم يكن يدري الطفل الموهوب انه سيصبح محط الأنظار في كل مكان يذهب إليه علي مدي سنوات عمره فمنذ نعومة أظفاره وهو يستحوذ علي عقول وقلوب كل من يستمع إليه وهو يصدح بصوته العذب في تلاوته للقرآن سواء كان مرتلاً أو مجوداً الذي يؤديه بإعجاز إلهي مما دفع شيخه في الكُتاب يضعه نصب عينيه ويحيطه بالرعاية اقتناعاً منه بموهبته المبكرة وأخذ علي عاتقه تعليمه القرآن والأحكام القرآنية لينتهي الطفل الموهوب من حفظه للقرآن في الحادية عشرة من عمره. انه القاريء الشيخ أحمد خالد شاهين المولود في 27/11/1973 م بقرية النسمية مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية.وبمناسبة عودته من دولة تركيا عقب إحيائه ليالي شهر رمضان المعظم التقيناه لنكرمه كأحد سفراء القرآن الذين شرفوا مصر بأداء رسالتهم السامية وأجرينا معه الحوار التالي: ** ألحقني والدي لحفظ القرآن الكريم بكُتاب القرية وأنا في السابعة من عمري فاهتم بي شيخي الراحل صلحي محمود اهتماما بالغاً اقتناعا منه بموهبتي المبكرة فعمل علي تعليمي القرآن وعلم القراءات والأحكام مما سهل مأموريتي في الحفظ المبكر حيث انتهيت من حفظه كاملاً وسني 11 عاماً من الأشياء التي أسعدتني حينما كنت في الكُتاب أن شيخي كان يطلب مني ان أقرأ القرآن أمام زملائي وأذكر انني كلما قرأت أجده ينفعل مع التلاوة مردداً الله الله ثم يأخذ في تشجيعي مثنياً علي أدائي بقوله: والله يا بني أنت معجزة. * وماذا عن رحلتكم التعليمية؟ ** أما عن رحلتي مع التعليم والعلم فأقول في بداية الأمر ألحقني والدي بالتربية والتعليم ولما اكتشف والدي توافر الموهبة لديَّ في الحفظ والصوت أسرع بإلتحاقي بالأزهر الشريف حرصاً منه علي أن أظل مع القرآن وفي معهد طناح الاعدادي الثانوي الأزهري تألقت في قراءة القرآن في طابور الصباح وسط تشجيع شيخ المعهد والأساتذة وظل توفيق الله ملازماً لي حتي حينما التحقت بكلية أصول الدين بالمنصورة صرت صديقاً للأستاذة وأصبحت أدعي منهم لإحياء حفلاتهم ومناسباتهم ورغم انني تخرجت في الكلية عام 98 في قسم الحديث وعلومه بتقدير جيد وتم تعييني واعظاً بأزهر الدقهلية إلا انهم مازالوا يتابعون أخباري وأحوالي وأري أن ذلك نعمة كبيرة من الله الذي حباني بالقرآن والعلم. * ما هي أهم التكريمات التي حصلت عليها بفضل القرآن؟! ** من أهم التكريمات التي حصلت عليها في حياتي بسبب حفظي وأدائي للقرآن أذكر يوم أن دُعيت للمشاركة في مؤتمر "عالمية الأزهر وثورة 25 يناير" بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر 2011 م وكنت بصحبة فضيلة الشيخ عبدالحميد سالم مدير عام المنطقة ونائبه فضيلة الشيخ محمد جابر السعدي الذي أصبح مديراً عاماً للمنطقة حالياً وحدث أن حضر فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر والقيادات ولم يحضر الشيخ الذي سيفتتح الحفل بالقرآن ووجدنا المنسق للحفل يبحث عن شيخ آخر ليقرأ القرآن فرشحني مدير المنطقة فصعدت علي الفور وقرأت من سورة الأحزاب وكانت فيوضات الله تنهال عليّ وعندما انتهيت من القراءة ذهبت لأصافح الإمام الأكبر الذي أصر علي مصافحتي وهو واقف وسمح لي بتقبيله فربت علي كتفي مثنياً علي أدائي ودعا لي بالتوفيق.. ومن الأشياء التي أسعدتني أيضا في أثناء تأديتي للخدمة العسكرية حصلت علي شهادة من قيادة القوات المسلحة "الجندي المثالي للدورة التجنيدية علي مستوي القوات المسلحة". أيضا سعدت كل السعادة حينما سجلت كلمة في ذكري المولد النبوي الشريف بإذاعة صوت العرب بترشيح من الشيخ محمد جابر السعدي مدير عام المنطقة اقتناعاً منه بأدائي العلمي والقرآني. وأري ان كل هذه التكريمات لم أكن أحظي بها إلا بفضل ما حباني به الله من القرآن الكريم. * ولمن تدين بالفضل في رحلتك القرآنية؟! ** أدين بفضل الله ابتداء ثم لوالديّ ولشيخي صلحي محمود الذي حفظني القرآن ولا أنسي جميل أهل قريتي النسمية الذين أخذوا في تشجيعي منذ الصغر وقدموني لأقرأ القرآن بمسجد الرضاونة ومسجد أولاد سعود. * وبمن تأثرت من القراء الكبار؟! ** تأثرت كقاريء للقرآن المجود بقاريء الإذاعة الكبير الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي صاحب المدرسة المتجددة التي جمعت بين القديم والحديث ومازلنا نتعلم منه الكثير. كما تأثرت في ترتيلي للقرآن بصاحب المدرسة العليا الشيخ محمد صديق المنشاوي وأقل ما يوصف به انه "صوت من الجنة". وتأثرت كداعية بالدكتور محمد علي أبو الحسن إمام وخطيب مسجد أولاد سعود بقريتنا التي قدمت العديد من الدعاة المخلصين أبرزهم المشايخ أحمد مصطفي السعيد. محمد محمد موافي. إبراهيم فايز. * وماذا عن رحلاتك الخارجية؟ ** أكرمني ربي هذا العام بالسفر إلي دولة تركيا بصحبة زميلي القاريء محمد حامد الجمال لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم كقاريء للقرآن وإماماً لصلاة التراويح وختمنا القرآن في ليلة القدر مع دعاء ختم القرآن ووجهت إلينا العديد من الدعوات للقراءة في أكبر مساجد تركيا أذكر منها مسجد السلطان أحمد باسطنبول الذي يتسع لأكثر من عشرة آلاف مصلي وأذكر انهم أكرمونا في كل مكان بدءاً من المطار فهم يوقرون كل من يرتدي الزي الأزهري وكل من له علاقة مباشرة بالقرآن الكريم. كانت تأتينا الوفود والأفواج مرحبين بنا مع أخذ الصور التذكارية معنا وكثيراً ما وجهوا لنا الدعوات للقراءة بمسجد الصالح الأيوبي. ويضيف: القرآن بالنسبة لي بمثابة الروح من الجسد فلا يستطيع أحدا أن يحيا بلا روح. وعن أمنيته قال: أمنيتي أن ألقي الله علي خير وأن يحفظ مصر وأن يعلي قدرها وأحمد الله ان خصني بهذه المهنة "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين".