يعد القارئ الإذاعي عبدالناصر حرك من القراء القلائل الذين يستحوذون علي عقول مستمعيه بطريقة أدائه الفريدة وصوته العذب الذي يصاحبه الخشوع والخضوع لله عزوجل. حيث يجمع في تلاوته بين المدارس القرآنية القديمة والحديثة في آن واحد بطريقة منظمة وأداء راق مع احتفاظه ببصمته وأدائه الخاص.. وبمناسبة فوزه في المسابقة الدولية بلبنان وحصوله علي المركز الأول من بين 70 قارئاً من الدول العربية حرصت "عقيدتي" علي تكريم القارئ النابغة عبدالناصر حرك الملقب في دولة إيران ب"محرك القلوب" وأجرت معه الحوار التالي: ** هل لنا أن نتعرف علي شئ من سيرتكم الذاتية باختصار؟ * اسمي عبدالناصر سعد عبدالباسط حرك ولدت في الأول من يناير عام 1977م في بيت قرآني بقرية شبرا اليمن مركز زفتي بمحافظة الغربية. ** أذكر لنا رحلتك مع القرآن والعلم؟ * ألحقني والدي لحفظ القرآن بكتاب القرية وبدأت حفظ القرآن علي يد جدي الشيخ سيد حرك ثم أتممته علي يد الشيخ عبدالغني سرحان من قرية شبرا ملس المجاورة لقريتنا وأذكر انه كان ممن توقع لي مستقبل باهر حيث وجدته يعاملني معاملة خاصة اقتناعاً منه بموهبتي الصوتية المبكرة التي من الله علي بها. أما عن رحلتي مع التعليم والعلم فأقول إن والدي ألحقني بالتعليم الاساسي في بادئ الأمر وحينما ظهرت موهبتي في القرآن ألحقني بالتعليم الأزهري حتي اصقل القرآن الكريم وظللت أتنقل في مراحل التعليم بالأزهر حتي من الله تعالي علي بأن تخرجت في كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالمنصورة قسم التفسير وعلوم القرآن. * حدثنا عن سر اتجاهك لقراءة القرآن ومن كان سبباً في ذلك؟ * شاءت إرادة الله تعالي أن يحضر إلي قريتنا القارئ العملاق الشيخ راغب مصطفي غلوش لإحياء مآتم وقام بقراءة سورة الأحزاب التي تعد من أفضل ما قرأ فضيلته ووقتها انبهر والدي عند سماعه لمولانا الشيخ غلوش ودعا ربه أن أصبح مثله - وكنت وقتها مولوداً وفي اللغة كما يقولون - ولأن والدي ممن يعشقون القرآن ويحرصون علي صلاةالفجر حاضرا لذا فقد استجاب الله دعوته حيث وهبني للقرآن الكريم والعلم ومن يومها وأنا أسمع لشريط سورة الأحزاب للشيخ غلوش ولازلت احتفظ به في مكتبتي الخاصة. ** متي كانت بدايتكم الحقيقية مع التلاوة؟ * أري أن البداية الحقيقية مع التلاوة بدأت عقب تكريمي في ليلة القدر بحضور الرئيس السابق حسني مبارك حيث وجدت بعدهاالدعوات تنهال علي رغم انني كنت في المرحلة الإعدادية.. وكانت أولي هذه الليالي في قرية أبوصير بلدة العالم الجليل الشيخ السيد عجور من أعلام الأزهر الشريف حيث وجدت نفسي مدعواً لأقرأ إلي جوار علم قرآني كبير في دنيا التلاوة الشيخ محمدعطية حسب قارئ الإذاعة والتليفزيون - رحمه الله. ** ولمن تدين بالفضل؟ * أدين بالفضل لله أولاً ثم لوالدي ثم للمحبين ولاخواني الشيخ وائل الذي كرمه الرئيس السابق أيضاً في ليلة القدر وهو الآن يستعد لاجتياز اختبار الإذاعة كمبتهل حيث يتمتع بصوت حسن وكذلك أخي محمودحيث أري أنه من القراء المجيدين في التلاوة.. كما أدين بالفضل إلي مشايخي سيد أحمد السيسي. عيد أبو حسين. أحمد الهلباوي.. ولا أنسي الشيخ العملاق والأب الحنون القارئ العلم أبوالعينين شعيشع الذي له بصمة علي كل الأجيال الحديثة مثلي وأمثال زملائي الشيخ حجاج الهنداوي والشيخ ياسر الشرقاوي والشيخ أنور الشحات والشيخ فاروق أحمد ضيف والشيخ عبدالعزيز أبوالغيط كلهم إلتحقوا بالإذاعة وكلنا مدين لهذا العلم بالفضل بعد الله تعالي وندعو الله أن يرحمه رحمة واسعة. ** هل تحكي لنا فرحة والدك عند ختمك للقرآن وعند اعتمادك بالإذاعة؟ * والله إن أبي قد فرح فرحة لا توصف فحين أتممت حفظ القرآن سجد لله شاكراً علي نعمائه ويوم أن تم اعتمادي قارئاً بالإذاعة حمد الله كثيراً وقام بوفاء نذر كان قد نذره لله وأنفق مبلغاً كبيراً جداً في سبيل الله تعالي وكانت الدولة قد كرمت والدي ووالدتي بحجة مباركة عقب تكريمي في المسابقة الدولية. ** هل تذكر لنا بعضاً مما أنعم الله به عليك بفضل القرآن الكريم؟ * انني أحمد الله تعالي علي كثير من نعمه التي من علي بها.. أحمده سبحانه علي أن خلقني مسلماً موحداً وأن وهب لي والدين كريمين وشقيقين يحفظان القرآن وأحمد الله علي أن وهبني القرآن والصوت الحسن وأن أكرمني ببناء مجمع إسلامي اسميته مجمع حرك الإسلامي وهو مكون من عدة طوابق أهمها التي خصصت دوراً كاملاً به لتحفيظ القرآن الكريم وأحلم بأن أري أول دفعة تتخرج منه حافظة للقرآن الكريم كاملاً إن شاء الله ويومها إن شاء الله سأوجه الدعوة لجريدتكم "عقيدتي" الغراء لتكرمهم إن شاء الله أيضاً من نعم الله علي انني عندما ذهبت إلي دولة إيران وجدتهم هناك يلقبوني ب"محرك القلوب" و"غلوش الصغير" وأزدادت سعادتي عندما أبلغوني ان الشيخ راغب غلوش ذكرني عندهم وأثني علي بكل خير وأيضاً أحمد الله كثيراً علي انني كلما تذكرت مكانة حامل كتاب الله تعالي واستقبالهم الحافل له في دول العالم في المطارات والمراكز الإسلامية لها أحمد الله علي ذلك. ** موقف مؤثر في حياتك؟ * من المواقف المؤثرة في حياتي عندما دعيت لإحياء سهرة كان فيها أستاذي وشيخي الكبير العملاق راغب مصطفي غلوش. فوجئت بهذا الهرم يقدمني لأقرأ قبله متنازلاً عن دوره لي.. فقلت لفضيلته كيف للتلميذ أن يتجرأ علي استاذه؟!! فأبي فضيلته إلا أن أصعد التخت وأقرأ قبله ولما انتهيت من تلاوتي قال لي: أحسنت يا عبدالناصر يا بني.. والله أني أري فيك شبابي حينما أسمعك. ** وماذا عن سر إرتدائك لطاقية الشيخ الشعراوي؟ * لسببين أولهما: حبي وعشقي لإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي مثلي الأعلي في الدعوة وهو وشيخي عيد الشيشي وثانيهما: انني اكتشفت ان العمامة الأزهرية عندما أقوم بخلعها تتسبب في اصابتي بنزلة برد. ولم أجد شيئا بديلاً يزيدني وقاراً سوي طاقية إمام الدعاة التي زادتني راحة نفسية ووقار العلماء وأهل القرآن. ** وماذا عن أجمل التكريمات التي حصلتم عليها؟ * من أجمل التكريمات التي حصلت عليها هو إهداء وزير الحج السعودي كسوة الكعبة لي والتي علمت انها لا تهدي سوي للوزراء والملوك وغيرهم. كما أري أن من أجمل التكريمات لي انني يوم ان ذهبت لقراءة أول فجر لي بالإذاعة في مسجد المغفرة بالعجوزة يوم 26/11/2012 وجدت عدد خمسة اتوبيسات محملة من بلدتي وأجوارها حضروا لكي يقفوا بجانبي وأخذوا في تشجيعي بحرارة ولن أنسي لهم هذا الجميل.