* تسأل شيماء عبداللطيف من القاهرة: هل الحلف بالقرآن العظيم كالحلف بالله تعالي بحيث ينعقد به اليمين ويأثم الحانث به وتلزمه الكفارة أم لا. ** يقول الشيخ سعيد عامر الأمين العامة للجنة الأئمة الثلاثة مالكا والشافعي وأحمد وعامة أهل العلم ذهبوا إلي أن الحلف بالقرآن أو بأية منه أو بكلام الله يمين. وذهب أبوحنيفة وأصحابه إلي أن الحلف بالقرآن ليس بيمين. قال ابن قدامة 1⁄2 من الحنابلة في المغني ما نصه وجملته أن الحلف بالقرآن أو بآية منه أو بكلام الله يمين منعقدة تجب الكفارة به بالحنث فيها. بهذا قال ابن مسعود والحسن وقتادة ومالك والشافعي وأبوعبيدة وعامة أهل العلم وقال أبوحنيفة وأصحابه. ليس بيمين ولا تجب به كفارة فمنهم من زعم أنه مخلوق ومنهم من قال لا يعهد اليمين به ولنا أن القرآن كلام الله وصفه من صفات ذاته فتنعقد اليمين به كما لو قال وجلال الله وعظمته. وقولهم هو مخلوق قلنا هذا كلام المنزلة وانما الخلاف مع الفقهاء. قد روي عن ابن عمر أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال القرآن كلام الله غير المخلوق وقال ابن عباس في قوله تعالي: "قرآنا عربيا غير ذي عوج" "الزمر:28". أي غير مخلوق الخ ما قال وقد علل شمس الأئمة السرخسي كون الحلف بالقرآن ليس يمينا بأن الناس لم يتعارقوا الحلف بالقرآن فقد جاء في المبسوط من الجزء السابع صفحة 24 ما خلاصته أنه إذا قال والقرآن لا أقربك لا يكون موليا لأن الناس لم يتعارفوا الحلف بالقرآن والمعتبر في الايمان العرف فكل لفظ لم يكن الحلف به متعارفا لا يكون يمينا. وقد طعن عليه بعض الناس وقالوا القرآن كلام الله تعالي والكلام صفة المتكلم فلماذا لم يجعل الحلف بهذه الصفة يمينا ولكنا نقول. كلام الله تعالي صفة ولكن الحلف به غير متعارف. فكان هذا بمنزلة قوله. وعلم الله. وكذلك اختار صاحب الهداية في تعليل كون الحلف بالقرآن غير يمين علي مذهب متقدمي الحنفية أنه غير متعارف ومن أجل ذلك ذهب صاحب فتح القدير إلي أنه يمين لأن العرف الآن الحلف بالقرآن وبهذا يتبين أن الحلف بالقرآن الآن يمين عند الحنفية أيضا للعرف كما قال صاحب الفتح فلا فرق الآن بين الحلف بالقرآن والحلف باسم من أسمائه تعالي وبهذا علم الجواب عن السؤال. والله أعلم.