أمرنا الله تعالي بالحوار بالحكمة والتعقل حتي في أمور الدين. فالأولي أن نتحاور في الأمور الأخري بالحسني سواء كانت أموراً عائلية. أو خاصة بالمجتمع. أو خاصة بالسياسة المحلية أو الدولية.. أو غيرها من الأمور يقول تعالي: "ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" "النحل:125" فهذا الحوار بالتي هي أحسن في أهم أمور الحياة. وهو الدين. فبالرفق واللين قد يقتنع الإنسان. وقد لا يقتنع. لذلك يقول تعالي لرسوله - صلي الله عليه وسلم - "ولو شاء ربك لآمن من في الارض جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" "يونس:99". كما قال تعالي: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" "البقرة: 256". فإن العنف لا يأتي إلا بالفوضي. والفوضي لا تأتي إلا بالخراب والتدمير حفظنا الله تعالي منها. وديننا هو دين العقل والحكمة والتحاور بالحسني لأن الإسلام في غني عنمن يرفضه. أما من يقبله عن طواعية واقتناع فهو الذي يرحب به الإسلام لأنه سيفيده في المستقبل ويستفيد منه. لذا لا إكراه في الدين. بل الحرية كل الحرية لمن يعتنق الإسلام أو لا يعتنق أما في السياسة ففي الحوار الحكيم نري الأمان للدولة والأمة والأفراد والشعب ولا مانع من التظاهر السلمي المنظم. أما في العنف. فتبادل التهم والالفاظ النابية والأسلحة التي ليس دواؤها سوي الدمار وترويع الآمنين في مساكنهم والشوارع والميادين وقتل المظلومين. وتعطيل مصالح الشعب وتدمير الابنية الحكومية. والثقافية. والعلمية. والسياحية.. وكل هذا في النهاية تدمير للدولة وليس وراء ذلك سوي الخراب والدمار الذي يتيح للعدو القفز علي الدولة والانقضاض عليها. فمن الذي سيفوز في النهاية. وهل من مصلحة الجميع هذا الدمار ثم هل يستطيع من يقوم علي مصلحة الشعب أن يدير أمور الدولة وفي كل يوم وليلة نري هذه التظاهرات وتحمل معها الحرق والدمار واشعال النيران.. وتعطيل مصالح الشعب.. وغير ذلك. فنحن في سفينة واحدة تبحر بنا في عباب الدنيا فان نجت بالحكمة والعقل وربانها من الحكماء نجي الشعب جميعاً وارتقي بها الي مصاف الامم الكبري في المقدمة. وإن غرقت غرق من فيها جميعاً كبيرهم وصغيرهم. قويهم وضعيفهم دون البقاء علي اطلالها التي كانت تتباهي بها في الماضي. فالله المستعان. حفظ الله مصر من كل سوء.