إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لواقع كثير من المسلمين لمحزونون.. أيها الأفاضل لقد حرم النبي الكذب صلي الله عليه وسلم حتي علي الأطفال لا يجوز لك إن أردت أن تسكت ولدك وهو يبكي أن تسكته بالكذب ولا يجوز لك إن أردت أن تهدئ من غضب ولد إن غضب لايجوز لك أن تهدئه بالكذب ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبوداوود والترمذي بسند حسن أن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم عندنا في البيت يوماً فخرجت لألعب وكان طفلاً وصبياً صغيراً فنادت عليه امه وقالت تعالي يا عبدالله هي لا تريد أن تضيع هذه الفرصة تريد لولدها أن يجلس وأن يجالس رسول الله فنادت عليه امه تعال يا عبدالله تعال تعال لأعطيك فلم يتركها النبي صلي الله عليه وسلم وقال لها ما أردت أن تعطه قالت أردت أن أعطيه تمراً فقال لها الصادق أما أنك لو لم تعطيه لكتبت عليك كذبة ياالله إلي هذا الحد نعم نعم إذ لم يرخص النبي .صلي الله عليه وسلم. إلا في ثلاث حالات كما في الصحيحين من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيد رضي الله عنها وعن أبيها ما يستحقه تصَّور أن أم كلثوم هي المرأة المهاجرة إلي الله التي أنزل الله في حقها سورة المُمتحِنة أو الممتحَنة بنت من بنت عقبة بن أبي معيد الذي خنق النبي يوماً حتي كادت أنفاس النبي أن تخرج وجاء الصديق ليخلص النبي من عقبة وهو يقول أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله.. تروي أم كلثوم رضوان الله عليها هذا الحديث في الصحيحين تقول ما سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث حالات الرجل يصلح بين الناس فيقول قولاً يريد به الإصلاح انظروا إلي التشريع يجوز للرجل أن يقول قولاً وإن كان كذباً ليصلح به بين الناس لا أن ينقل النميمة ليفسد بين الناس الرجل يصلح بين الناس فيقول قولاً يريد به الإصلاح والرجل يقول في الحرب نعم إن الحرب خدعة والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها لا في أمور المعاملات لا لا بل في أمور القلب والعاطفة أما الكذب في المعملات فهو كذب من الرجل علي امرأته ومن المرأة علي زوجها أما أن يقول الرجل لامرأته أنني أحبك وأجلك وأحترمك وأن تقول المرأة لزوجها مثل ذلك فهذا أمر جائز وإن كان يحمل في قلبه لامرأته غير ذلك ولو كانت المرأة كذلك تحمل لزوجها في قلبها غير ذلك هذه هي الحلات فحسب فما أحوجنا إلي أن نتعلم الصدق وهذا هو عنصرنا الثاني في إيجاز حاجة العالم إلي الصدق إن العالم بصفة عامة بزعمائه وإن أمة الإسلام بصفة خاصة بزعمائها وعلمائها ورجالها ونسائها وصبيانها في أمس الحاجة إلي أن يتعلم العالم كله الصدق فالصدق هو الطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع علي شيء إلا قطعه وما واجه الصدق باطلاً إلا أرداه وصرعه فمن صال بالصدق لم ترد صولته ومن نطق بالصدق علت علي الخصوم كلمته وقد أثني الله علي الصدق والصادقين في كثير من آيات القرآن الكريم قال رب العالمين : فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ "محمد:21" وقال جلَّ وعلا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "التوبة:119" آيات كثيرة إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "الحجرات:15" وفي الصحيحين من حديث بن مسعود أن النبي صلي الله عليه وسلم قال عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة وإن الرجل ليصدق يصدق في أقواله يصدق في أعماله يصدق في أحواله أي في أمور قلبه وإن الرجل ليصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عندالله صديقاً اللهم اجعلنا من الصديقين والصادقين وإن الرجل ليصدق أصدق ياأخي أصدق في قولك أصدق في عملك أصدق في قلبك وحالك مع ربك أصدق وإن الرجل ليصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقاً وفي الصحيحين من حديث حكيم بن فيزام رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال البيعان بالخيار "البائع والمشتري بالخيار" ما لم يتفرقا اسمع فإن صدقا "صدق البائع وصدق المشتري" فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما إذاً لماذا محقت البركة الآن في التجارة للكذب والغش وعدم الصدق فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما كتم كل واحد العيب الذي يعرفه وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما فتمحق البركة في كل شيء بالغش والكتمان والتضليل والتزوير والخداع والكذب وتتنزل البركة في كل شيء بالصدق والإخلاص والتجرد والوضوح والشفافية فالصدق أقصر طريق للنجاة في الدنيا والآخرة وفي حديث رقراق جميل رواه أحمد وأبو داوود بسند صحيح من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما أنه قال حفظت من رسول الله صلي الله عليه وسلم دع ما يريبك إلي ما لا يريبك دع ما يريبك إلي ما لا يريبك دع ما يريبك إلي ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة فالصدق هو الطمأنينة هو السكينة هو الثبات الصادق لا يخاف أحداً بحال لا يفكر في مخرج كل يوم من فلان ومن فلان لأنه صادق مع ربه صادق مع نفسه صادق مع الخلق لايخاف أحداً ولا يخاف شيئاً لأنه واضح أما الكذاب يتواري من فلان ويهرب من فلان وإذا رأي فلاناً في شارع تواري ويفكر كل ليلة في مخرج من كذبة كذبها علي فلان أو فلان فالطأنينة ثمرة الصدق والريبة والقلق والشك ثمرة الكذب اللهم ارزقنا الصدق وجنبنا الكذب فوالله ما نجا كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك والله ما نجا كعب وإخوانه إلا بالصدق تدبر يقول كعب بن مالك بعدما تخلف عن النبي صلي الله عليه وسلم في غزوة تبوك وعاد النبي صلي الله عليه وسلم مرة أخري إلي المدينة يقول كعب فجلست أتذكر الكذب وأستعين علي ذلك بكل من له رأي في أهلي حتي ذهب عني الباطل وأجمعت أمري أن أصدق رسول الله قال فذهبت فمشيت حتي جلست بين يديه صلي الله عليه وسلم فقال لي رسول الله ما الذي خلفك أي ما الذي جعلك تتخلف عن الجهاد في سبيل الله في غزوة تبوك مع إخوانك ما الذي خلفك ألم تكن قد ابتعت ضهرك يعني ألم تكن قد اشتريت راحلتك لتخرج عليها للجهاد يقول كعب رضي الله عنه فقلت يا رسول الله والله لو جلست بين يدي أحد من أهل الدنيا لعلمت أنني سأخرج من سخطه بعذر فإنني أىتيت جدلاً تتدبر مرة أخري يا رسول الله والله لقد علمت أنني لو جلست بين يدي رجل من أهل الدنيا لخرجت من سخطه بعذر فإنني أُتيت جدلاً يعني يستطيع أن يخرج منها كما تستل الشعرة من العجين رجلى متحدثى لبق ولكني علمت إسمع يقول ولكني علمت أنني لو حدثتك اليوم حديث كذب ترضي به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولكني والله علمت أنني إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضي به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولإن حدثتك اليوم حديث صدق تجد علي منه أي تغضب مني بسببه فإني لأرجو به العقبي عند الله عز وجل يارسول الله والله ما كنت قط أقوي ولا أيسر مني حين تخلفت عنك يقول الصدق والله ما كنت قط أقوي ولا أيسر مني حين تخلفت عنك كنت ميسور الحال عندي ظهري وعندي مالي عندي ظهري أي عندي راحاتي التي سأركب عليها للجهاد كنت ميسوراً جداً فقال النبي أما هذا فقد صدق فقم حتي يقضي الله في أمرك فمكث كعب بن مالك خمسين يوماً وليلة لم ينزل الله في شأنه وفي شأن إخوانه شيئاً حتي تنكرت الأرض بما رحبت لهؤلاء الثلاثة لا أقول تنكر لهم أصحاب رسول الله بل تنكر لهم أصحاب رسول الله وتنكر لهم أزواجهم بل و تنكرت وضاقت الأرض بما رحبت علي هؤلاء لأن النبي صلي الله عليه وسلم أمر المجتمع المسلم كله أن يهجرهم فهجر المجتمع الإسلامي كله هؤلاء الذين تخلفوا عن الجهاد مع رسول الله انظروا إلي التربية التي ربي عليها المصطفي أصحابه رباهم علي الصدق . وللحديث بقية بمشيئة الله