أبدع المخرج حسين كمال في أخراجه لمشهد النهاية لرائعة الكاتب الكبير ثروت أباظة "شيء من الخوف" الذي أظهر فيه مدي البغض والنقمة من الدهاشنة علي الطاغية المتعالي البلطجي "عتريس" حيث أنطلقت الدهاشنة عن بكرة أبيها نساء ورجالاً أمام قصر الطاغية وأمطروه "بالملتوف" وهروب رجاله وتركوه وحيداً يتلقي كرات اللهب الممزوجة بكره دفين في نفوس أهل الدهاشنة. واحترق قصر عتريس واحترق عتريس وأزال أهل الدهاشنة هذا الكابوس الذي جثم علي صدورهم عقوداً. تذكرت هذا المشهد الذي هزني في طفولتي - وانا اتابع أحد المشاهد المصورة علي "الفيسبوك" لتجمهر قرية القطاوية بمحافظة الشرقية أمام منزل ربيع أبو لاشين "أمين حزب الحرية والعدالة بالبلدة" والقاء كرات اللهب علي المنزل ومن فيه حتي أشتعل المنزل تماماً. وحاولت الشرطة اخراج من كان بالمنزل ولكن الأهالي نزعوا أبنه من بين أيدي الشرطة وسحلوه حتي لقي ربه قاتلاً لاثنين. المشهد واحد: المشهد الذي كتبه الكاتب الكبير ثروت أباظة وأخرجه حسين كمال هو نفس المشهد الذي كتبه واخرجه وقام بآدائه أهل قرية الدهاشنة "آسف" القطاوية. ولكن المشهدان لهما خلفيات وبواعث فهل يتطابقان؟ المشهد الأول: عتريس كبير القرية بظلمه وجبروته وعزوته وبلطجيته سفك وقتل طيلة سنوات عديدة. ثم تجرأ وقتل أبن شيخ القرية الشيخ "إبراهيم". المشهد الثاني: أبو لاشين كبير الاخوان في القرية الذي أصبح رئيساً للحزب الحاكم بها بعد قدوم الاخوان للحكم. والغريب ان الكره الذي ظهر في المشهدين متطابق تماماً رغم ان عتريس مارس جبروته لسنوات طويلة. والاخوان اعتلوا السلطة منذ شهور فهل ما قام به عتريس طيلة سنوات يعادل ما قام به الاخوان في شهور؟ أم ان أهل الدهاشنة في ذلك الوقت يختلفون علي أهل القطاوية بعد الثورة؟ ولكي نقترب من الإجابة عن السؤالين يجب ان نعرف ان الاخوان أو ابناءهم أو بعضهم عاثوا ممارسات خاطئة خلال ما يقرب من عام مضي ورغبوا في ان يظهروا للناس بصورة عتريس صاحب التاريخ الطويل في الاجرام. كان من الممكن ان يمر مقتل شخصين علي يد ابن القيادي الاخواني بلا ثورة كما كان يحدث لكن هذه المرة تختلف تماماً فالاخواني ليس كبيرا في نظر الشعب مهما أوحي لهم بذلك كما أن صدر الشعب فاض بكره هؤلاء. هذه الحادثة تعطي مؤشرات يجب علي الاخوان قبل غيرهم ان يدركوها ويحذروا من ان تمتد نار القطاوية الي مدن أخري.