إنجازات الرئيس مرهونة بإخلاصه ورؤيته وطاقته. وحسن توظيفه للكفاءات حوله. والإمكانات المادية التي فلتت من نهب النظام السابق. ومدي استجابة أجهزة الدولة العميقة التي تكونت منذ عقود قبله. والمعوقات الداخلية والخارجية التي توضع أمامه. وعنصر الوقت الذي هو جزء من العلاج في القوانين الربانية والفطرية والإنسانية. وتطلعات الناس وصلت مع الأنبياء والرسل أن طالبوهم بما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالي: "وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّي تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا 0 أوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةى مِنْ نَخِيلي وَعِنَبي فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا 0 أوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا 0 أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتى مِنْ زُخْرُفي أَوْ تَرْقَي فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّي تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ " الإسراء من الآية 90:93. ولذا جاء الجواب القرآني الرباني المنطقي يا محمد: قل لتطلعات الناس: "قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا" الإيسراء: الآية93. أي أنتم تطلبون الخيال من البشر وليس عفريتا من الجن كما قال سبحانه في قصة سيدنا سليمان عليه السلام لما طلب عرش بلقيس: "قَالَ عِفْريتى مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيّى أَمِينى 0 قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمى مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ" النمل من الآية 39:40. ولما طلب قوم صالح من نبيهم أن يخرج لهم من الجبل ناقة عشراء أجابهم الله تبارك وتعالي إلي تطلعهم بمعجزة ربانية لكنهم مع هذا لم يؤمنوا مع أنهم رأوه رأي العين ويحكي القرآن هذا المشهد المأساوي بعد خروج الناقة وتحديد شِرب لها في قوله تعالي: "فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ 0فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ 0 فَتَوَلَّي عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ" الأعراف 77:79. والعجيب أن الأمر قد وصل بتطلعات الناس في مواجهة الرسل إلي حماقة بالغة حيث قالوا بشكل واضح: "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابي أَلِيمي" الأنفال: 32. وهي كارثة أن يتخذ الإنسان مواقف ضد العقل والمنطق وضد نفسه بأن يدعو علي نفسه أن تنزل عليه حجارة من السماء أن يسحقه العذاب الأليم حتي لا يؤمن بالحق أو يتعامل مع الأنبياء والرسل حتي قال الله عز وجل: "وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةي حَتَّي يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" يونس:97. وقد وصل الأمر مع قوم موسي الذين رأوا بأعينهم تسع آيات بينات من المعجزات الربانية منها يده التي تخرج من جيبه بيضاء من غير سوء. والعصا التي تحولت إلي ثعبان يأكل ما يأفكون. وانشق له البحر فكان كل فرق كالطود العظيم. وانخلع الجبل فوق رؤوسهم فصار كأنه ظله. وأنزل الله لهم المن والسلوي ليأكلوا منه صباح مساء. وابتلوا بالدم والضفادع حيث صار يتحول كل شيء من الماء والغذاء إلي دم وضفادع تملأ أديم الأرض. ومع هذا كفروا بالله عز وجل وبنبي الله موسي ورأوا قوما يعكفون علي أصنام لهم. فقالوا: "يَا مُوسَي اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةى قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمى تَجْهَلُون" الأعراف: الآية 138. وقصة البقرة التي أحيا الله بها من فضح جرائم بني إسرائيل. وفجر الله لهم الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا. ومع ذلك قال الله تعالي بعد كل هذه الآيات: "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلي عَمَّا تَعْمَلُونَ" البقرة 74 وعقَّب الله تعالي علي ذلك بقوله تعالي: "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ" البقرة الآية 75 أي بعد هذا كله!!!. أما سيدنا عيسي عليه السلام فقد جاء برسالة تصلهم بربهم وتصلح معاشهم ومعادهم. لكنهم قالوا لا نريد شيئا إلا الطعام كأنه ليس نبيا بل صاحب مطعم! قال تعالي علي لسان بني لإسرائيل: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 0 قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ 0 قَالَ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ 0 قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ "المائدة: من الآية 112:.115 هذه نماذج من تطلعات الناس عندما تتجاوز حدود الإنسان والمكان والزمان. وتطلق للهوي والشيطان العنان. ويتمني كل واحد أن يكون معه خاتم سليمان يتمني شيئا من الرئيس فيقول له: ¢شُبيك لُبيك الرئيس بين إيديك¢. ويسهر الناس في جدال طويل سواء في مجالسهم الخاصة أو في الحوارات أو ¢الليكات¢ أو¢الكومنتات¢ أو ¢النكات¢ أو¢الأفشات¢ وينام قبل الفجر بلحظات. ويقوم بعد الظهر خبيثاً كسلان. معتذرا عن الذهاب إلي المكاتب وبهدلة المواصلات. طالبا أن يكون د.باسم عودة قد أعد له رغيف الخبز ساخنا. ووفر له طبق الفول بالزيت الحار والطعمية المحشوة بالتوابل العديدة» ليفطر ثم يسأل عن كوب الشاي لترويق المزاج. ويتمدد مرة أخري إلي التلفاز ليستمع في الظهر إلي البرامج المعادة في الليل. وبعد العصر إلي الأخبار المقلوبة والحوادث الأليمة» فيسب الدهر والحكومة والرئيس. ويمتد إلي الإنترنت أو التليفون ليرسل رسائل عزاء في مصر والمصريين والرئيس والشعب. ومع هذا فإن إنجازات الرئيس عديدة كثيرة رغم هذه العواصف واللوافح والاعتصامات والاضطرابات والمؤامرات والسرقات والتشويهات والإفراجات عن أكابر المجرمين. فيكفيه في شهور عديدة إسقاط هيمنة المجلس العسكري السابق. وإلغاء الإعلان الدستوري المكبل. وبسط السيطرة العسكرية في سيناء. وتطوير البنية القتالية لجيشنا العظيم. وزيادة رواتب الشرطة 250%. ومعاشات الضمان الاجتماعي ليستفيد منه مليون ونصف المليون . وإعفاء 44 ألف فلاح من ديونهم. وصرف علاوة احتماعية بنسبة 15% لكل الموظفين وأصحاب المعاشات. وتضاعفت رواتب أساتذة الجامعات والمدرسين في المدارس. وتم ترميم شبكة الكهرباء. وحل مشكلة الغاز. ومعضلة الخبز. وتوفير 500 مليون جنيه سنويا بقرار واحد وهو منع طباعة وتوزيع وتعليق صور الرئيس في المؤسسات أو نشر التهاني له. وعقد لقاءات وحوارات مع كل القوي الوطنية تزيد في مجملها كما وكيفا في الأشهر التسعة عن مقابلات الرئيس المخلوع طوال الثلاثين عاما. وتخفيض استيراد القمح بنسبة 10% في تسعة أشهر. وتحقيق زيادة 9 ملايين طن من الإنتاج المحلي من القمح. والحصول علي 2 مليون فدان مزودة بالماء والكهرباء للزراعة والصناعة من السودان لتكتفي مصر من استيراد 75% من احتياجاتها الغذائية طوال النظام السابق. والحصول علي 2 مليون متر لإقامة مصانع مصرية في السودان. وتجهيز منطقة صناعية تركية علي مساحة 3.5 مليون متر في 6 أكتوبر للصناعات التركية لتشغيل مئات الآلاف من الشباب المصري. والانتهاء من الشق القانوني لمحور قناة السويس باستثمارات تزيد علي مائة مليار دولار. وزيارة 15 دولة لم تخلُ زيارة من فائدة مادية ومعنوية كبيرة لمصر. بأرقام وإحصاءات تحتاج إلي نظرة إنصاف لاپ إجحاف.