جاء الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلي مصر وفي ذهنه انها سيدخلها دخول الفاتحين المنتصرين في طريقه لمشيخة الازهر استدعي ذكريات أجداده الذين بنوا الجامع الأزهر ولكن كانت المفاجأة فشيوخ الازهر استقبلوا الرجل بعاصفة من الانتقادات وواجهوه بأدلة وبراهين واضحة حول رغبة طهران في نشر المذهب الشيعي في مصر وبلاد العرب وعندما طرح الرجل فكرة عقد مؤتمر صحفي في البهو الكبير بالمشيخة كانت اللطمة الثانية حيث اضطرته الأحداث لإلغاء المؤتمر بعدما أثيرت للمرة الثانية مسألة التبشير المذهبي .... حول تلك الزيارة وكيفية مواجهة الأزهر للغزو المذهبي أجرينا هذا اللقاء مع الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر ورئيس مجمع اللغة العربية ......التفاصيل في السطور التالية : * بداية نريد أن نعرف لماذا شهدت زيارة الرئيس الإيراني كل هذا اللغط ؟ * * لم تشهد تلك الزيارة أي جدل فنحن رحبنا بزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد باعتباره رئيس دولة إسلامية ونحن نقف معها ونؤيدها في صراعها السياسي مع دول الغرب ونحن كذلك ندعم التعاون مع إيران من منطلق الحرص علي تأكيد أهمية التعاون الإسلامي الإسلامي ولكن في نفس الوقت فإن الأزهر كان لابد أن يوضح للرئيس الإيراني أن هناك عقبات تحول دون تقارب إيران مع العالم العربي كله وليس مصر فحسب فنحن نشجع إيران وندعمها ولكن لمسلمين سنة لدينا تحفظات وملاحظات عديدة تثير قلقنا بخصوص المد الشيعي الذي تقوم به بعض الهيئات والمؤسسات الرسمية في إيران حيث أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر للجانب الإيراني أن الأزهر طرح كثيرا مخاوفه وتحفظاته من المد الشيعي في حضور مسئولين كبار من الجانب الإيراني الذين كانوا يردون بردود حسنة ويتعهدون بوقف التبشير المذهبي ولكن محاولات التبشير مازالت مستمرة ولهذا فالواجب علي إيران وقف هذا النشاط فورا إذا كانت ترغب في حدوث تقارب مع العالم العربي. * وكيف رد الرئيس الإيراني علي تلك الملحوظة ؟ * * لقد حاول نفي تلك التهمة وأن المد الشيعي تهمة غير صحيحة وأن إيران لا تمارس التبشير المذهبي ولكن هيئة كبار العلماء واجهته بالأدلة والبراهين وبأسماء الكتب التي تروج للمذهب الشيعي وتصل سنويا إلي كثير من المجتمعات العربية رأسا من إيران كذلك أوضحنا له أن الحكومة الإيرانية تنظم سنويا مئات الرحلات المجانية لمصريين يزورون إيران ويعودون برؤي شيعية واضحة ويعمدون لنشر أطروحاتهم وأرائهم الشيعية بشكل يثير المخاوف وهو ما يؤكد حقيقة تحفظاتنا ولهذا فنريد من الجانب الشيعي التوقف عن نشر المذهب الشيعي في أوساط أهل السنة مثلما نرفض نحن السنة التبشير بمذهبنا في أوساط الشيعة وحاول الرئيس الإيراني تبرئة نفسه من هذه التهمة قائلا إنه سيعطي تعليماته للسلطات الإيرانية بعدم تسفير أي مواطن مصري لإيران إلا بعد حصول هذا المواطن علي موافقة الأزهر وهيئة كبار العلماء تحديدا فرفض العلماء ذلك الإقتراح لأن الازهر ليس جهة تسفير أو غيره والأولي أن تتبرأ السفارة الإيرانية من هذا الامر تماما وتوقف تلك الرحلات المشبوهة وتصدر بيانا يتبرأ ممن يسافر ويعود لترديد تلك الأقوايل الشيعية مذكرا الرئيس الإيراني أن مصر خضعت للغزو الشيعي لفترة امتدت مائتي عام وبعدها سقطت الدولة الفاطمية ولم يبق في مصر شيعي واحد . * هناك من اتهم الازهر بالتعامل بجفاء مع الرئيس الإيراني وبأنه لم يتم استقباله الإستقبال اللائق كرئيس لدولة إسلامية ؟ * * بالعكس لقد تم استقبال الرجل بحفاوة بالغة ولم يتعرض لأي سوء في الازهر مثلما حدث معه في أماكن أخري أما عن استقباله والحديث عن أن شيخ الازهر لم يستقبله عن باب المشيخة فمردود عليه بأن شيخ الازهر لم يستقبل نجاد عند باب المشيخة مثلما يحدث مع بقية الرؤساء فمردود عليه بأن هذا لم يحدث من قبل وشيخ الازهر يستقبل المسئولون الكبار عند باب مكتبه وهي عادة أصيلة لدي شيوخ الازهر علي مر الأزمان والرئيس الإيراني استقبل استقبالا حافلا ولائقا بوضعه كرئيس لدولة إسلامية وتم استقباله بكل تكريم وترحاب واجتمع مع هيئة كبار العلماء أكبر مؤسسة في الأزهر وتكلم أمام الهيئة عن مذهبه وأراءه واتجاهات ولم يقاطعه أحد طوال أكثر من نصف ساعة في محاضرة كاملة وكان موضع الاحترام والتبجيل ولم يحدث قط أن استقبل شيخ الازهر أي مسئول أمام باب المشيخة وقد تم مع الرئيس الإيراني نفس المراسم التي تتم مع الرؤساء ورؤساء الوزراء والمسئولين الكبار الذين يقصدون الأزهر للزيارة . *ولماذا قاطعك الرئيس الإيراني خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدتموه عقب اللقاء ؟ * * لقد كنت أعبر عما طرح خلال الاجتماع ولم أقل اتفقنا مع الرئيس الإيراني بل كنت أقول إننا طرحنا رؤيتنا في الاجتماع حول كذا وكذا وكان أهم ما قلته إننا طالبنا بعدم السماح بحدوث اختراق شيعي لبلادنا وعدم استقبال كل هذا العدد من المصريين الذين يعودون برؤي غير سنية وأكدنا علي عدم تشجيع إيران لهؤلاء الذين يرددون كلاما شيعيا وطالبنا الرئيس الإيراني بأن تقوم السفارة بإصدار بيان يؤكد ان تلك الزيارات لا تعبر عن وجهة النظر الإيرانية وبأن من يقومون بالزيارة لا يعبرون عن وجهة النظر المصرية وتحدثنا أيضا عن مسألة سوريا ونحن عندما تكلمنا في المؤتمر الصحفي كنا نعبر عن وجهة النظر المصرية ووجهة نظر الأزهر وإذا لم نكن نستطع التعبير عن وجهة نظرنا في بلدنا وفي مؤسستنا الأزهر فأين نستطيع الكلام بحرية أما إذا كان هذا ضايق الجانب الإيراني فهذا لا يهمنا من قريب ولا من بعيد فنحن التزمنا بواجب الضيافة وفي نفس الوقت التزمنا بواجبنا الإسلامي والوطني . * ولماذا لم يكمل المؤتمر وغادر فورا ؟ * * الذي حدث أن المترجم المصاحب لهم أخطأ في الترجمة ولهذا تخيل الرئيس الإيراني أنني أتحدث عن بيان مشترك للأزهر وإيران وأننا متفقون علي ما أقوله ولهذا رفضوه ولكن الحقيقة أنني كنت أتحدث عما طرحه علماء الازهر خلال لقائهم بنجاد ولكن المترجم نقل له كلاما غير صحيح وهو ما أحدث هذا اللبس ولقد حرصت خلال المؤتمر الصحفي علي التأكيد علي أن الأزهر يجل ويحترم آل البيت وأن المسلمين السنة يحبون آل البيت ولكن يرفضون تقديسهم أو تأليههم كما أن المسلمين السنة يرفضون التعرض لإيران من جانب الغرب ويتضامنون مع حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية . * تحدث الرئيس الإيراني عن رغبته في التعاون مع مصر فكيف رددتم علي هذا الامر ؟ * * قلنا له بوضوح نحن مع تشجيع التعاون بين الدول الإسلامية ونؤيد التعاون المصري الإيراني ولكن علي أن تدرك إيران أن هناك معوقات عديدة في سبيل تقاربها مع الدول العربية وأهم تلك المعوقات مسألة التبشير الشيعي في بلاد أهل السنة . * هل تري أن إيران لديها رغبة صادقة في التعاون بعيدا عن المسألة المذهبية؟ * * هذه مسألة لا نستطيع الحكم عليها الان ولكنني أقولك لك أن الازهر سيظل بالمرصاد لكل محاولات التبشير المذهبي وسيتصدي لها بمنتهي القوة أما مسألة التعاون السياسي فله أهله الذين يفتون فيه أما الأزهر فيقوم بدوره لتحصين المجتمعات السنية من مسألة المذهب الشيعي ونحن سمحنا للرئيس الإيراني بالتعبير عن رأيه بحرية تامة وكان لزاما علينا أن نواجه رؤيته التي تختلف عن رؤيتنا وكل ذلك تم بصورة إيجابية . * بمناسبة التبشير الشيعي هل هناك إجراءات تتم حاليا لمواجهة مثل هذا الامر ؟ * * الأزهر يعتبر أن من مسؤلياته أن يحد من هذا المد الشيعي الشرس خاصة وانه أصبح يأخذ شكلا سياسيا أيضا فالتأثير الشيعي اصبح واضحا في الشارع الإسلامي ونحن واجها محاولة نشر الحسينيات في مصر بمنتهي القوة والحسم باعتبار أن إقامة حسينيات في مصر يمهد للطائفية التي يرفضها الأزهر وينتهي الامر بالإقتتال المذهبي والطائفي . * قدم علماء الحوزة الإيرانية لشيخ الازهر وهيئة كبار العلماء دعوي لزيارة إيران فهل تؤيدون تلك الدعوة؟ * * يجيبك عن هذا السؤال شيخ الأزهر . * فاز مجمع اللغة العربية بجائزة الملك فيصل ... كيف ستتصرفون في الجائزة ؟ * * هذا تكريم عظيم من جائزة عظيمة فالجائزة تقدير رفيع نشكر عليه لجنة الجائزةفقد وصلتنا رسائل من أكثر من أمير من المسئولين عن الجائزة وهذا أمر يثير فرحتنا وإعزازنا وتقديرنا خاصة وأن الجائزة جاءت تقديرا لنشاط المجمع طوال ثمانون عاما من العمل ونحن من جانبنا سنعرض الأمر علي مجلس المجمع ونري كيف يمكن الإستفادة من هذا الدعم الكبير ونحن فقط في انتظار البيانات المنتظرة للحفل الذي سيقام لتسليم تلك الجائزة وسنقوم بحضوره إن شاء الله .